خبر صدام يسرد في مذكراته كيف اعد خطة للهروب من المعتقل والعودة إلى السلطة

الساعة 05:00 م|29 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: وكالات

كشفت مذكرات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين انه اعد خطة سرية للهروب من المعتقل الأميركي وكان يحلم بالعودة مجددا الى السلطة التي ازاحته القوات الاميركية عنها بعد غزو العراق في 2003.

وقال صدام في الجزء الاول من مذكراته التي نقلها عنه محاميه خليل الدليمي في كتاب صدر اخيرا في 480 صفحة عن دار نشر سودانية تحت عنوان "صدام حسين من الزنزانة الاميركية...هذا ماحدث" انه اعد "خطة كاملة للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية وقوة خاصة اسست قبل اعتقاله من افراد حمايته وحدد لها واجبا وهو اقتحام سجنه اذا ما وقع في الاسر".

وسجن صدام وحيدا في زنزانة محصنة داخل احد قصوره في بغداد.

وبحسب المذكرات، تنص الخطة التي كان من المفترض تنفيذها صيف 2006 على ان "تقوم قوة باغراق المنطقة الخضراء بوابل من القصف لاشغال العدو، ثم تقوم قوة اخرى بقصف مقر قوات المارينز في المطار للمشاغلة فيما تقوم سرية بغلق مخارج الطرق ومداخلها التي سيسلكها الرئيس بعد تحريره".

وطلب صدام بان "تقوم سرية باقتحام المقر بعد خرق سياج الموقع وتنقض على الهدف بقاذفات مع تغطية نارية بأسلحة من الاجنحة وبحزمة نارية كثيفة" وادخال جرافة "لسحب الابواب لان اقفالها غير قابلة للكسر او التفجير".

وتحدث صدام في الخطة عن القوة الاميركية التي تتولى حراسته وقال ان سلاحها "خفيف ومتوسط (...) وان القوة جبانة وافرادها اطفال ويمكن لاي شخص ان يأخذ سلاحهم بالراشديات"، اي لطمات على الوجه باللهجة العراقية.

وبحسب الكتاب فان الخطة تم تأجيلها بسبب حادث اطلاق نار تعرض له السياج الداخلي للمعتقل ما استدعى تشديد اجراءات الامنية فيه.

ويكشف صدام انه تحدث مع رفاقه المعتقلين في بناية المحكمة في 28 ايلول (سبتمبر) 2006 قائلا "اذا ما قدر لي ان اعود، فأنني استطيع ان اجعل العراق يزدهر من دون معاونة احد وخلال سبع سنوات و(اجعله يعمل) افضل من الساعة السويسرية".

وتحدث صدام في مذكراته عن رفضه عروضا للخروج من العراق قبل الحرب. وقال "كنت اقول: كيف لنا ان نخرج ونترك الشعب العراقي يوجه مصيره المحتوم؟".

واكد ان "الاميركان ابلغوني قبل ذلك وبطريقة غير الواسطة الدبلوماسية المعتادة بانهم سيقومون بالضغط على اي دولة الجأ اليها لتسلمي لهم واذا بقيت داخل العراق فانهم سيقومون باعتقالي باية طريقة".

واكد صدام ان حراسه الاميركيين كانوا يطلبون توقيعه كالمعجبين. واضاف "قلت لهم عندما يتحرر العراق وتعودون الى بلدكم امريكا وتعود الحياة الى العراق سأدعوكم لزيارتنا وقد فرحوا بذلك ووعدوا بتلبية الدعوة".

وذكر ان حراسه كانوا يقيسون حرارته مرتين يوميا الا انه رفض طلبهم اجراء فحوص البروستات مؤكدا انه بصحه جيدة.

وقال لهم ممازحا "اذا اراد شعبي ان اتزوج (من جديد) فسأفعلها".

ويروي الكتاب ان صدام كان يأكل من وجبات الجيش الاميركي الا انه كان يرفض اكل الطعام الذي يرمى اليه من تحت الباب وكيف انه اضرب عن الطعام من الثامن لغاية العشرين من تموز (يوليو) 2006.

وتحدث صدام ايضا عن صرامته حتى مع اقرب المقربين اثناء حكمه حتى مع ابنه عدي.

وقال "عندما قتل (عدي) احد المرافقين المرحوم كامل حنا امرت بسجنه وطلبت من القضاء ان يقول قراره العادل لكنني وجدت ان وزير العدل وان القضاء العراقي كان محرجا امامي فقررت اعدامه".

ويضيف "لكن ام عدي ارسلت مبعوثا من دون علمي الى (العاهل الاردني) الملك الحسين بن طلال رحمه الله الذي على الفور حط بطائرته (...) وفوجئت به يطلب مني العفو عن عدي، واقسم الملك حسين الا يزور العراق ان لم استجب لطلبه. فاضطررت وفقا للتقاليد العربية العفو عن عدي شرط ان يعفو عنه اهل الضحية".

وروى كيف اقال اخوه غير الشقيق وطبان ابراهيم الحسن عندما كان وزيرا للداخلية بعدما سمع بانه اطلق النار على اشارة مرورية حمراء في احد شوارع بغداد لان سائقه توقف احتراما لها. وقال "قلت له: انا اسف لا مكان للمجانين والمتهورين في قيادتنا".

كما اكد صدام انه لم يكن خائفا عندما صدر حكم الاعدام عليه وانه رفض تناول الحبوب المهدئة التي عرضها عليه طبيب، قائلا له ان "الجبل لا يحتاج الى مهدئات".

وقال في آخر لقاء جمعه مع محاميه قبل يومين من اعدامه انه يأمل بألا ينساه الشعب العراقي.

وقد قبضت القوات الاميركية على صدام حسين في 13 كانون الاول (ديسمبر) من عام 2003 في حفرة في مزرعة قريبة من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مسقط رأسه.

واعدم صدام (69 عاما) في 30 كانون الاول (ديسمبر) 2006 شنقا في احد سجون بغداد في اول ايام عيد الاضحى بعد ادانته بقتل 148 قرويا شيعيا من اهالي بلدة الدجيل (شمال بغداد) اثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة عام 1982.