خبر التدخين أهم العوامل المسببة للشيخوخة والتجاعيد

الساعة 01:50 م|29 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-البيان الإماراتية

 لكل إنسان حظ من الجمال يتميز به عن الآخرين، والجمال لكل فرد هو حصيلة الوراثة التي تنتقل بالجينات والآثار البيئية والسلوكية لكل إنسان. ومهما قل نصيب الإنسان من الجمال أو كثر فان النضارة والشباب يضفي عليه لمسة جاذبية لا يمكن لأحد إنكارها. ومنذ اللحظة التي نولد بها تتبدل خلايانا وأجسادنا، فهي تنمو حتى عمر معين ثم تبدأ بالتراجع والشيخوخة، ويلاحظ ذلك على الجلد لأنه العضو الأول الذي يتفاعل مع البيئة ونتحدى به الظروف المحيطة بكل أشكالها، وكأنه مرآة تعكس كل ما مررنا به حياتنا أو كتاب يحكي شقاءنا وحياتنا.

 فما هي شيخوخة الجلد وكيف تظهر وما هي أسباب التجاعيد وهل يمكن للأدوية والعلاجات الحديثة إصلاح ما أفسده الدهر. للحديث عن هذا الموضوع كان ل«نور الصحة» هذا اللقاء مع الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة الإمارات فقال «طبعا مع التقدم في العمر يفقد الجلد ليونته وتضعف مادتا الكولاجين والايلاستين المسؤولتان عن قوام الجلد ومرونته فتظهر التجاعيد التي تكون في البداية خفيفة وناعمة وتظهر عند الابتسام أو العبوس، ثم تزداد عمقا وترتسم على الوجه بشكل دائم، كما ينحسر الشحم في بعض مناطق الوجه كالوجنتين وحول الفم وظهر اليدين ليتراكم في مناطق أخرى تحت الذقن مثلا، كما أن الجاذبية الأرضية تشد الجلد إلى أسفل بشكل دائم لتجعله متجعدا مترهلا.

 ويقول يترقق الجلد بكل طبقاته لا سيما حول العينين وتضعف عضلات العين فينتفخ الجفن السفلي ويتهدل الجفن العلوي فوق فتحة العين معطيا منظرا متعبا ويتحول لون الجلد من الزهري الفاتح إلى الأصفر الباهت وتبدو المسامات أكثر توسعا وتبدأ الغدد الدهنية بالتضخم ويتحول الشعر الوبري الناعم إلى أكثر سماكة واشد لونا ومع التقدم في السن يأخذ الجلد بالجفاف تدريجيا.

 

 

التجاعيد

 وحول أسباب ظهور التجاعيد قال ظهور التجاعيد يعود إلى الوراثة بنسبة 10% لكن البيئة وأسلوب حياة كل فرد تقف وراء 90% من أسباب ظهور التجاعيد، فأشعة الشمس هي العدو الأول للبشرة لان التعرض إلى أشعة الشمس فوق البنفسجية يسبب تكسر الكولاجين والايلاستين وهي الدعائم التي يتوقف عليها شكل الجلد والتجاعيد، إلا أن تأثيرات الشمس الضارة لا تتوقف فقط على ظهور التجاعيد بل تتعداها لأمور أكثر أهمية، فيلاحظ ظهور البقع البنية والشامات الشمسية على الوجه وظهر اليدين.

 وكذلك تتوسع الشعيرات الدموية الدقيقة، وسرطان الجلد الذي يعتبر التأثير الأهم لا سيما عند ذوي البشرة البيضاء. وحتى إذا سببت الشمس للجلد الكثير من الضرر فانه ليس متأخرا أن نحمي الجلد من أشعة الشمس بواقي شمسي، لان ذلك قد يسترجع بعض ما دمر من الجلد إذا طبق مع العلاجات المناسبة.

 ويضيف التدخين يعتبر أيضا من أهم العوامل المسببة للشيخوخة والتجاعيد، وقد أدرك الأطباء ذلك منذ أكثر من مئة عام إلا انه لم يلق نصيبه من الاهتمام بسبب انشغالهم بتأثيرات التبغ القاتلة كسرطان الرئة وأمراض القلب. وأوضح أن التدخين يؤثر على الأوعية الدموية التي تغذي الجلد ويسبب تقبضها مما ينقص من الأوكسجين والعوامل الغذائية الواردة للجلد، بل ويحمل إليها المواد السامة والجذور الشاردة المؤذية، كل ذلك إضافة لحركات المدخن أثناء التدخين كالمبالغة في سحب الدخان وإغلاق العينين، الأمر الذي يجعل الجلد شاحبا اصفر إضافة لارتسام الكثير من التجاعيد لا سيما حول الفم وحول العينين.

 

التغذية ونوعيتها

 وأضف بان نمط التغذية ونوعيتها تؤثر بصورة عامة على صحة الجلد فلا بد أن يكون الدم المغذي للجلد غنيا بالفيتامينات والمعادن والأوكسجين اللازم للعمليات الفيزولوجية، فالمركبات العضوية السامة الموجودة في التبغ والمخدرات والمواد المضافة في الأطعمة الصناعية وغيرها تضر الجلد وتؤذيه، كما أن التعرض للرياح والتلوث والاشعاعات والغبار الذي تتسبب به المعامل والمصانع والذي يشكل أثرا يوميا وتدريجيا خفيفا لا نشعر به إلا انه يترك مع الزمن آثاره السيئة على الجلد، كما أن التبدلات الهرمونية تلعب دورا ملحوظا.

 فالهرمونات الجنسية تؤثر في نضارة الجلد وسماكته، لذلك تتفاقم التجاعيد بشكل كبير بعد سن اليأس وتتحسن عند النساء اللواتي تتلقين المعلاجات الهرمونية.

 معالجة التجاعيد

 وحول طرق معالجة التجاعيد قال العلاج يعتمد على شدة التجاعيد والمرحلة التي وصلتها البشرة، ففي المراحل الباكرة تتركز المعالجة على تقشير البشرة بكل أنواعه حيث إن التقشير يؤثر بطريقة مزدوجة فهو أولا يزيل طبقات البشرة السطحية ليحرض تشكل طبقات جديدة افتح لونا وانعم ملمسا، إلا أن التأثير الأهم نحصل عليه من تكرار جلسات التقشير، كما أن المعالجة الحرارية باستخدام الموجات الراديوية الحرارية يمكن أن تستخدم في الحالات الخفيفة الشدة مثل ترهل جلد الوجه فتشده وتقلل من ظهور التجاعيد.

 أما في المراحل التي تظهر فيها التجاعيد أثناء الحركة كالابتسام والعبوس والكلام وهي ما تسمى التجاعيد الحركية فأحسن علاج لها هو حقن البوتكس في العضلات المسؤولة حيث يقوم البوتكس بإرخاء هذه العضلات فيفيد في علاج هذه التجاعيد من جهة وفي الوقاية من تحولها لتجاعيد أعمق وأكثر استمرارا من جهة ثانية.

 أما في الحالات التي يستمر فيها ظهور التجاعيد حتى أثناء الاسترخاء وهي ما يطلق عليها تجاعيد الاسترخاء فلن يفيد فيها حقن البوتكس، وإنما يتم حقنها ببعض المواد المالئة ضمن التجاعيد والأخاديد العكيقة أو في المناطق التي فقدت الشحم وغارت مع التقدم في السن فتشد الوجه وتخفي التجاعيد.

 وفي المراحل الشديدة من التجاعيد أو الترهل لا تفيد كل العلاجات السابقة ولا بد أن نلجأ هنا لخراحي التجميل لإجراء شد للوجه.

 في الصميم

 وحول أهم طرق الوقاية من التجاعيد قال لا بد طبعا من اتباع كل الطرق الممكنة للوقاية من الشمس، كتجنب التعرض غير الضروري لا سيما في أوقات الذروة (ما بين العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر) حيث يكون تركيز الأشعة فوق البنفسجية في أقصى حده، إضافة لارتداء الكمام الطويلة والقبعات وتطبيق واقيات الشمس بالطريقة الصحيحة.

 كما يجب الاهتمام بالتغذية السليمة الغنية بالعناصر الغذائية المتنوعة والفيتامينات وتجنب الاصبغة الطعامية والمواد المضافة والملونات قدر المستطاع والابتعاد عن التوتر والانفعال لأتفه الأسباب إضافة للنوم الكافي وممارسة التمارين الرياضية وتجنب الجو الملوث والمواد الغذائية المصنعة وإيقاف التدخين، كما ننصح وبشدة تناول مضادات الأكسدة فمويا وتطبيقها موضعيا لما لها من تأثير في الوقاية من الشيخوخة والسرطان.

 عزيزي المستهلك

 ـ قد لا تتوافق الخدمة مع الوعود الواردة بالاعلان، إذا حصل لك ذلك بادر بتوصيل ملاحظاتك إلى إدارة الاعلانات الصحية.

 ـ لا تجعل من الابهار الاعلاني دافعاً إلى شراء منتجات صحية لست بحاجة لها.