خبر أيام بيبي.. يديعوت

الساعة 09:08 ص|29 أكتوبر 2009

بقلم: يغئال سيرنا

في صالح عهدي حكم نتنياهو يقال فورا، ان في عهديه لا توجد حروب. هكذا كان في ولايته الاولى وهكذا ستمر ربما الثانية ايضا. فهو رجل حذر. ناحوم برنياع أسمى هذا هنا نوعا من المتقاعد المبكر. رجل يقل من الفعل، ويجد صعوبة في القرار. في حالة الحروب، مبارك تردده. ولكن سلفه، اولمرت، المحامي الاكثر دهاء منه، المناور والحذر زعما، كانت لديه يد رشيقة على الزناد وحربان داميتان. كلتاهما أوقعتا علينا نبذا عالميا ومشاكل لا حصر لها، معاناة شديدة في الطرف الاخر وكمية اصابات غير متوازنة.

لمن يؤمن بان من الافضل ان يصاب الف هناك وليس واحدا هنا، يقال ان لكل موت ثمنا جسيما، حتى وان كان على الدين. للموت الجماعي في الطرف الاخر، فضلا عن الامر الاخلاقي، ثمة ثمن  سيجبى منا على دفعات على مدى سنوات طويلة. لا يوجد قتل بالمجان. اولمرت ابقى دينا ثقيلا، لم يكن غولدستون سوى جابيه.

في طالح عهدي بيبي يقال انهما بشكل عام فترات عديمة الامل. الامل هو مقدر حيوي لوجود الشعب. لا توجد لديه حرب، ولكن لا يوجد سلام ايضا. لا معركة، ولكن لا مصالحة. توجد ثغرة، هوة. فراغ يروي شيئا ما مشوق عن العالم الداخلي لهذا الحاكم المؤقت. عهوده دوما مشوشة، قاتمة ومليئة بالشقاق. وكأنه جلب معه مذهبا من عالم محاكم التفتيش، الجميع فيه إما مضطهَدين او مضطهِدين. ليس فيه حل وسط او حل. لا سلام او اعتدال. وعليه فالحروب عنده تؤجل فقط، تنقل الى القادم في الدور بعده.

ما كنت اقول ان في عهوده لم يفعل شي. الخصخصة دوما تلقى عنده الزخم. نقل المال العام والاجيرين الى ايدي خاصة يتعزز. وهو رجل ما اكثر منه رجل حرب. هكذا اصلاحات، مثل اصلاحات بخر، الذي ما أن ذكرتها هنا مثابة مشكلة كبيرة، حتى تدفقت الي المكالمات والرسائل التي تؤكد الطريق الذي ضاع فيه الكثير من مال الجمهور الذي اخرج من البنوك وانتقال الى مئات الايادي الخاصة، من المضاربين. "قالوا لي انه على المدى البعيد سأكسب"، كتبت لي متقاعدة ابنة 80 خسرت جزءا من مالها. "ليس لدي مدى بعيد". آخرون فقدوا أعقاب مالهم. احيانا كان يخيل أن بنك موني بنان هو ايضا مثال على ما يجري.

حقا اللا حرب ربما يتوازن لدى بيبي مع واجب الفقر الجديد، ولكن خطيئة واحدة تبرز منذ الان كشاهد من عهد ولايته الحالية: خطيئة تعيينه لسياسي قطاعي، مشبوه ومحقق معه، فظ ووحشي، في منصب وزير الخارجية. في ايام التوتر لتحقيقاته وسيره نحو لائحة الاتهام، يفتح افيغدور ليبرمان فمه الكبير على كل العالم. ينازع باسمنا حلفاء وجيران. مثل صديق اشكالي تسلمه شقتك لشهر تكون مرتاحا فيه في خارج البلاد، وعند عودتك تكتشف انه خلف ارضا محروقة مع كل الجيران.

ضرر الرجل كان معروفا جيدا لبيبي، ومنذ عين وهو بالفعل نوعا من احمدي نجاد صغير عندنا. صاخب ومنازع ومناكد، يترك مسارا محروقا كمن يقول: اذا ذهبت الى السجن، فانتم ايضا ستجنون هنا دون جيران ومخرج. والحروب؟ هذه أجلت فقط قليلا وسرعان ما ستأتي، فور نهاية الولاية، كنوع من الدين القديم الذي ينبغي تسديده. ولكن مع الاختلاف ان هذه المرة دون حلفاء ودون جيران طيبين. وحيدون. وحيدون.