خبر تقارير عكرة.. هآرتس

الساعة 09:06 ص|29 أكتوبر 2009

بقلم: اسرائيل هارئيل

الهجوم الخاطف مستمر: فبعد تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" وتقرير غولدستون (وهما الابرزان من بين تقارير كثيرة اخرى منها تقارير من داخل اسرائيل)، سقط صاروخ ("الماء العكر") لامنستي: اسرائيل تجفف الفلسطينيين.

كل فرية في شأن تمييز الفلسطينيين تحظى من الفور، وفي اسرائيل قبل الجميع، بعناوين رئيسة وبرامج مبثوثة لا تحصى. وتكون في الاكثر بلا رقابة على الحقائق وبلا طلب رد احيانا. يعلم محرر اخبار مثلا، ان عدد المستوطنين هو نحو من 300 الف لا (وليته يكون) 450 الفا يشربون، ويا لهم من اشرار، ماء (ثمة من يقولون دماء ايضا) الفلسطينيين. ان دوافع الكشف الاعلامي الكبير الذي تمنحه وسائل الاعلام في اسرائيل الافتراءات التي تندد بالدولة ليست بعيدة من دوافع المنظمات الاجنبية وهي ضعضعة مكانة اسرائيل الاخلاقية في نظر نفسها وفي نظر العالم.

بعد ان فشلت محاولات المس بدافع مواطني اسرائيل الى اقامة دولة يهودية بوسائل قتالية، اصبح جل جهود الطامحين الى خرابها تنحصر في المدة الاخيرة بجعل الدولة شيطانا، وجعل الحياة فيها بغيضة (وهم يوجهون اكاذيبهم الى نقطة البطن الرخو – او القلب الرخو لليهود: الحساسية بالمظالم)، وبتقويض الاحساس بالعدل الصهيوني: لا يكفي اننا اتينا من بعيد (يزيد الناشرون بارسال الاستعمار) وسلبنا الفلسطينيين ارضهم؛ بعد ان طردنا اكثرهم ايضا، ما نزال ننفذ جرائم حرب (في غزة)، او نجفف (قالت سهى عرفات نسمم) آبارهم (في يهودا والسامرة). وينضم الى هذه الحرب النفسية يهود – تدفع أجور كثير منهم حكومات اجنبية ومنظمات مثل أمنستي – يربطون أنفسهم مبتهجين بعجلة الدعاية المعادية لاسرائيل.

ان تهم أمنستي في موضوع الماء لا أساس لها. تحول مكوروت الى اكثر المستوطنات ماء من داخل الخط الاخضر لا كما تزعم المنظمة، من آبار في يهودا والسامرة مخصصة للفلسطينيين. ولا "يكتفي" الفلسطينيون بسبعين لترا ("واقل") في اليوم للفرد. على حسب ما وقعوا عليه في اوسلو الثانية، يستحقون 23.6 مليون متر مكعب كل سنة. لكنهم في واقع الامر يسحبون بموافقة اسرائيل 70 مليون ليتر مكعب. كذلك تزود الادارة المدنية قرى تعاني نقصا بماء زائد على حصة اوسلو.

ثمة سؤال رئيس لم تسأله وسائل الاعلام الاسرائيلية بطبيعة الامر وهو : لماذا لا تمنع اسرائيل السحب المتوحش المخالف لاتفاق اوسلو الذي يفرغ ويلوث (من مياه الصرف الصحي التي تجري اليه) حوض الجبل. ولا تسأل أمنستي وسائر مؤيدي الفلسطينيين الى اين اختفت ملايين الدولارات التي حولت للسلطة الفلسطينية من اجل انشاء نظام تزويد بالماء ناجع اقتصادي؛ واين اموال البنك الدولي ومنظمات الغوث التي خصصت لاقامة نظم صرف صحي تمنع تلويث البيئة وجريان مياه الصرف الصحي الى الاحواض الجوفية؟

وأكذوبة اخرى لأمنستي: يقول التقرير ان "الزراعة مزهرة" عند اليهود في حين ان حقول الفلسطينيين جافة. والحقيقة انه وجدت زراعة يهودية في غوش قطيف فقط. بلغت الغلة هناك ارقاما قياسية عالمية وكانت مصدر رزق للعاملين فيها بكرامة كبيرة الى ان وقع بها سيف الاقتلاع. اكثر اليهود في يهودا والسامرة (وهذا في واقع الامر احد المزاعم عليهم) عمال مياومة: ففي الصباح يسافرون الى المدينة للعمل ويعودون في المساء للنوم. احد اسباب ذلك ان يهودا والسامرة مفصولة بجبال وتلال ولا يوجد فيها، ما عدا عند اليهود والعرب القليلين في غور الاردن زراعة هي مصدر عيش بالمعنى التقليدي. هذه الحقائق معلومة  بيقين للاسرائيليين الذين يعملون محققين في هذه المنظمات. لكن الهدف، او مصدر الرزق يسوغ الوسائل.