خبر أسعار باهظة.. « 50 » شيقل سعر كليو اللحم في غزة

الساعة 07:17 ص|29 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

من جديد.. تعود أزمة اللحوم في قطاع غزة ؛ لتحاصر المواطن الغزي المحاصر أصلاً ، وتحرمه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك من أداء الأضحية، وفي ظل هذه الأوضاع يبقى أهالي القطاع تحت سيف الاحتلال (الإسرائيلي) الذي يمنع إدخال الأبقار والمواشي إليهم.

 

يشار إلى أن أسعار اللحوم شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في القطاع ، إذ يبلغ ثمن كيلو لحم البقر الطازج حالياً "50" شيقلاً بعد أن كان يباع في شهر رمضان بنحو 36 شيقلاً .

 

المواطن أبو فهد وضع أكياسه الكبيرة التي اشتراها من السوق ولم تضم بينها إلا "ربطة" صغيرة من اللحم ؛ كي لا يحرم أسرته منها, والتي يمكن أن تُُحرم نسبة كبيرة من المواطنين من تلك اللحوم نتيجة ارتفاع أسعارها، في ظل ازدياد نسبة الفقر والبطالة في المجتمع.

 

يقول أبو فهد لـ"فلسطين":" من المفترض أن تتم مراعاة أحوالنا والوضع الاقتصادي السيئ فكل يوم تظهر لنا أزمة جديدة ، تارة غاز الطهي وتارة المواصلات وحتى وصلت للأكل" ، وتابع: و"الله يُستر من اللي جاي".

 

أما المواطنة "أم رائف" فرأت أن ارتفاع أسعار اللحوم يعد اضطهاداً للمواطن الفلسطيني في ظل الظروف السيئة المحيطة به، فتقول :" يعني إذا ما قدروا على الاحتلال أو الحصار فتنقلب الأمور علينا أكثر, وأزمة اللحوم الجديدة لا نعلم إذا تتبعها أزمة خضروات أو أزمة مياه (..) فالأزمات أصبحت كثيرة". 

 

ويبدو أن الحاج أبو علي لن يضحي هذا العام, وبعد عودته من سوق الماشية  يقول كنت معتاداً أن أضحي كل عام من الأعوام السابقة رغم الظروف الصعبة التي نمر بها, ولكن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة فالأسعار مولعة نار هذه الأيام, وإذا بقيت عل ما هي عليه فلن أستطيع أن أضحي"، داعياً الله أن يخفف الحصار, وأن يُسمح بدخول الأضاحي اللازمة للعيد المقبل.

 

وفي هذا السياق يرى الخبير الاقتصادي محسن أبو رمضان أن الارتفاع البارز في أسعار اللحوم والأضاحي في هذه الفترة "أمر متوقع" ، ويرجع ذلك لأسباب موسمية "وهي اقتراب عيد الأضحى والحاجة إلى اللحوم والأضاحي", بالإضافة إلى محدودية الكميات التي تدخل إلى القطاع سواء بواسطة الأنفاق أو من خلال المعابر مع (إسرائيل).

 

وأوضح أبو رمضان لـصحيفة فلسطين" أن هناك معلومات عن إمكانية سماح الاحتلال بإدخال ثلاثة آلاف رأس من الأغنام والماشية, مشيراً إلى أن هذا الرقم سيساهم جزئياً بالتخفيف من الأزمة الخاصة بالطلب على اللحوم و"لكن لن ينهيها تماماً".

 

وفي رده عما إذا كان هناك إمكانية لوصول سعر كيلو لحم البقر إلى 100 شيقل كما تشير بعض التوقعات ، أجاب:" سعر اللحوم يعتمد بشكل أساسي على قوانين العرض والطلب فإذا كان هناك طلب كبير وعرض قليل سيرتفع السعر ، ولكن إذا كان هناك كميات كبيرة والطلب محدود فلن يؤدي ذلك إلى الارتفاع".

 

وتوقع استمرار أسعار اللحوم في الارتفاع "لأن الكميات التي تدخل إلى القطاع محدودة جداً ولا تؤثر على زيادة العرض، والطلب الكثير على اللحوم في ظل العرض المتواجد حالياً لن يؤدي إلى انخفاض الأسعار".

الحصار السبب الرئيس

بدوره, عزا أحمد أبو ريالة, مدير دائرة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد, السبب الرئيسي لارتفاع أسعار اللحوم في غزة إلى إغلاق المعابر خاصة معبر كرم أبو سالم، و عدم سماح الاحتلال (الإسرائيلي) إدخال العجول منذ شهر رمضان الماضي وحتى الآن.

 

وكانت سلطات الاحتلال قد سمحت مع قدوم  شهر رمضان الماضي بإدخال ثلاثة آلاف رأس عجل إلى القطاع ، مما أدى إلى خفض أسعار اللحوم بشكل عام طيلة شهر رمضان.

 

وأشار أبو ريالة إلى أن تجار الأنفاق يعانون في الفترة الحالية من المضايقات الشديدة التي تتبعها السلطات المصرية من خلال التضييق على التجار المصريين الذين يحاولون إدخال العجول إلى غزة، "فبعد أن كان يدخل قديماً من خلال المعبر من 100-200 عجل يومياً أصبحت الأنفاق لا تدخل شيئاً هذه الأيام في ظل ممارسات السلطات المصرية".

 

وأوضح أن الأسباب السابقة دفعت تجار غزة إلى التمسك بما يملكونه من عجول في الفترة الحالية, وإبقائها حتى موسم عيد الأضحى حتى يبيعونها بسعر مناسب يعوض فيه خسارتهم التي ألمت بهم في الماضي.

 

وعن احتياجات سوق قطاع غزة إلى العجول والأغنام, أكد أبو ريالة أن السوق الفلسطيني "متعطش" بشكل كبير جداً للحوم.

 

وحول الإجراءات التي يمكن للحكومة اتخاذها للحد من ارتفاع الأسعار قال أبو ريالة " نحن في وزارة الاقتصاد على تواصل دائم مع التجار وباعة اللحوم, وبمجرد إدخال العجول يتم التواصل مع التجار والتوافق معهم على سعر يرضيهم ويرضي المواطن في نفس الوقت", موضحاً أن حكومته تراقب الأسعار التي يتعامل بها التجار, وقال :إن من يخالف الأسعار المتفق عليها يتم تحرير محضر بحقه وتحويله للنيابة العامة".