خبر خلال زيارتها للمنطقة.. كلينتون ستقترح مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين

الساعة 06:55 ص|29 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة

كشفت مصادر إسرائيلية، أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، ستقترح على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لدى زيارتها إلى المنطقة يوم الأحد القادم، إجراء مفاوضات غير مباشرة بينهما بوساطة أميركية، وذلك على نسق المفاوضات التي جرت بين إسرائيل وسورية السنة الماضية بوساطة تركية.

وقالت هذه المصادر إن صاحب هذه الفكرة هو رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، جيفري فيلتمان. وبموجبها سيتم البحث في كل القضايا الجوهرية (القدس واللاجئين والحدود والأمن)، مع أولوية في موضوع الحدود. والسبب في اللجوء إلى هذه الطريقة، يعود إلى استمرار الإصرار الفلسطيني على شرط تجميد الاستيطان قبل استئناف المفاوضات؛ واستئناف المفاوضات من النقطة التي انتهت إليها. وإصرار إسرائيل بالمقابل على استمرار البناء الاستيطاني في القدس وفي 2455 وحدة سكنية في الضفة الغربية وعلى استئناف المفاوضات بلا شروط.

ونشرت في إسرائيل، أمس، تصريحات لمسؤولين فلسطينيين رفضوا كشف أسماءهم، يقولون فيها إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) يتعرض لضغوط شديدة من عدة مسؤولين كبار في الدول العربية وكذلك من داخل منظمة التحرير الفلسطينية، لكي يستأنف المفاوضات حتى لو لم تجمد إسرائيل البناء الاستيطاني. وقال أحدهم لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، إن عدم استئناف المفاوضات يضعف أبو مازن والرئيس الأميركي، باراك أوباما، ويفيد الحكومة الإسرائيلية وكذلك حركة حماس. وأضاف: «إذا ذهب أبو مازن إلى المفاوضات رغم الاستيطان، فإنه سيسجل نقطة لصالحه في الغرب وسيتيح كشف حقيقة الموقف الإسرائيلي. فرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليس رجل سلام وكل همه هو الالتفاف على عملية السلام وإظهار الفلسطينيين رفضيين. ولكن عندما نتوجه نحن الفلسطينيين إلى المفاوضات، رغم الاستيطان، فإننا نسحب البساط من تحت أقدام نتنياهو. فإما ينسجم بإخلاص في عملية السلام، وهذا مستبعد جدا، وإما ينكشف على حقيقته ويعرض إسرائيل إلى ضغوط دولية فيغير من سياسته أو يتغير عن الحكم كما حصل له سنة 1999».

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تحاول طول الوقت استغلال رفض الرئيس الفلسطيني استئناف المفاوضات بسبب الاستيطان. وهي تتهمه برفض عملية السلام وانتظار أن يقوم الرئيس الأميركي بممارسة الضغوط على إسرائيل. ويوم أمس صدر عن مكتب نتنياهو تصريح جديد جاء فيه أن أبو مازن يضرب رأسه في الحائط ويدير ظهره لعملية السلام. وأعرب الناطق الحكومي الإسرائيلي عن غضبه من إصرار أبو مازن على إجراء الانتخابات الفلسطينية في يناير (كانون الثاني) القادم، قائلا إن هذا «تهديد غير مباشر لإسرائيل، لأنه يرمي إلى ابتزازها بتنازلات. فهو يعرف أن الإدارة الأميركية ستطلب من إسرائيل مساعدة أبو مازن في الانتخابات حتى لا يسقط. ويستغل ذلك حتى النهاية».

ومن المفترض أن يصل إلى إسرائيل، اليوم، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، تمهيدا لزيارة كلينتون، التي تبدأ يوم الأحد القادم. وسيلتقي ميتشل مع نتنياهو ومع وزير الدفاع، إيهود باراك، ويدرس معهما إمكانية التفاوض غير المباشر عبر واشنطن. ثم يغادر إلى المغرب تمهيدا للقاءات كلينتون مع وزراء الخارجية العرب. وأما كلينتون، فإنها، وفقا للمصادر الإسرائيلية، ستبحث أولا إمكانية تغيير الموقف الإسرائيلي في موضوع تجميد الاستيطان. ثم تتناول الاقتراح لمفاوضات غير مباشرة، لفترة زمنية محدودة. ويعتبر الإسرائيليون دخول كلينتون إلى المفاوضات، ارتفاع درجة في مستواها، مما يدل على اهتمام وإصرار أميركي على الخروج من المأزق الذي دخلت إليه هذه المفاوضات. وقالت مصادر إسرائيلية مطلعة إنه في أعقاب الأحداث التي جرت مؤخرا في القدس، تخشى الولايات المتحدة من انفجار موجة جديدة من العنف، في حالة استمرار الجمود في العملية السلمية. كما تخشى من أن ينفذ الرئيس الفلسطيني تهديده ويستقيل، تاركا المنطقة إلى حالة من الفوضى الخطيرة. وستحاول كلينتون وضع هذه التخوفات بشكل صريح أمام القيادات الإسرائيلية. وستطلب منها اتخاذ موقف إيجابي ينزع الفتيل ويعيد الحرارة إلى مسار التفاوض.