خبر أريد أن أعلم -هآرتس

الساعة 10:34 ص|28 أكتوبر 2009

 

بقلم: الوف بن

 (المضمون: تجب اقامة لجنة تحقيق رسمية، لتحقيق حرب غزة والاسئلة التي يجب ان تحققها اللجنة - المصدر).

أريد أن أعلم كيف ولماذا استقر الرأي على الخروج لعملية "الرصاص المصبوب" في غزة، وعلى اطالتها لتصبح عملية برية. أريد أن أعلم هل تأثرت القرارات بالمعركة الانتخابية التي تمت آنذاك في اسرائيل وبتبدل الرئيسين في الولايات المتحدة. أريد أن أعلم هل قدر القادة الذين خرجوا للمعركة تقديرا صحيحا الضرر السياسي الذي ستسببه لاسرائيل، وماذا فعلوا لمضاءلته. أريد أن أعلم هل افترض من اعطوا الجيش الاسرائيلي الاوامر العسكرية ان مئات من المواطنين الفلسطينيين سيقتلون، وكيف حاولوا منع ذلك.

هذه هي الاسئلة التي يجب ان تكون في مركز تحقيق "الرصاص المصبوب". التحقيق مطلوب للورطة السياسية، وللمس الشديد بالمواطنين الفلسطينيين، ولتقرير غولدستون ودعاواه عن جرائم حرب، ولقيود حرية عمل الجيش الاسرائيلي في المستقبل. لا مكان لزعم انه يجب ترك الحكومة تحكم بهدوء، بغير تحقيقات، وان يحكم الجمهور عليها في صناديق الاقتراع. تبدلت السلطة وما تزال الاسئلة مقلقة.

تحقق تحقيقات الجيش وتحقيقات الشرطة العسكرية سلوك المحاربين في حومة القتال. وهي ليست بديلا من استيضاح نافذ لاعمال المستوى السياسي وهيئة القيادة العليا، اللذين يتحملان مسؤولية العملية ونتائجها. لا يجب التحقيق مع قادة السرايا وقادة الكتائب، بل مع رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت، ووزير الدفاع ايهود باراك ووزيرة الخارجية في الماضي تسيبي لفني؛ ورئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي ورؤوس الجماعة الاستخبارية ووزارة الخارجية، الذين كانوا شركاء في القرارات. من المهم التحقيق ايضا مع مستشاري الحملة الانتخابية لباراك ولفني كي نتبين كيف اثرت المعركة الانتخابية اذا اثرت في المعركة العسكرية والدبلوماسية.

هاكم طائفة من الاسئلة تحتاج الى استيضاح:

• لماذا انهار اتفاق التهدئة بين اسرائيل وحماس، وعلى التخصيص، من الذي قرر ولماذا عملية الجيش الاسرائيلي على النفق الذي تم الكشف عنه في حدود القطاع في الرابع من تشرين الثاني – وكان ذلك عملا افضى الى تصعيد جديد؟

• هل تم الفحص قبل الخروج الى "الرصاص المصبوب" عن خيارات دبلوماسية لاحراز هدوء في الجنوب؟ وهل حظي اقتراح حماس تجديد التهدئة عوض فتح المعابر بتأمل جدي، أم ان الحكومة ارادت عملا عسكريا فقط؟

• كيف أثر ارتفاع اسهم رئيسا حزبي المعارضة بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان في استطلاعات الرأي، في مواقف باراك ولفني قبل العملية وفي اثنائها؟

• أي مكان احتلت تقديرات التصور والصورة ("تجديد الردع"، و "القضاء على صدمة حرب لبنان الثانية") في قرارات الخروج للعملية وادخال القوات البرية في غزة؟

• هل عرضت على المجلس الوزراي المصغر تقديرات ان مئات من الاولاد والنساء الفلسطينيين سيقتلون؟ وهل صدرت عن الوزراء في نقاشات المجلس الوزاري المصغر صيحات حماسية كان يمكن ان تفهم على أنها اقتراحات اصابة للمواطنين الفلسطينيين؟ هل تدخل اولمرت والمستشار القانوني للحكومة ميني مزوز واسكتوهم؟

• كيف أثرت النزاعات الشخصية والخصومات السياسية بين اولمرت وباراك ولفني في اتخاذ القرارات؟ لماذا أيد باراك هدنة انسانية من الفوز بعد بدء العملية، ولماذا فرض اولمرت ولفني اقتراحه؟ لماذا غيرت لفني موقفها عندما طال القتال، وتمسك اولمرت باستمرار العملية؟

• من الذي قرر ولماذا قصف طاحون القمح وشبكة الصرف الصحي في غزة؟

• هل وزن اولمرت الضرر المتوقع لاسرائيل في الامم المتحدة، عندما رفض قرار مجلس الامن على هدنة من الفور؟

• اين اختفى اولمرت في يوم الثلاثاء 13 كانون الثاني، عندما بحث عنه باراك ولفني عبثا محاولين اقتراح هدنة؟

يراد اقامة لجنة تحقيق رسمية. اقيمت لجان كهذه بسبب قضايا اقل شأنا من الحرب في غزة كثيرا. لكن الواقع السياسي يصيب بالشلل: فوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان يخافان مصير اسلافهما، الذين طاروا عن مناصبهم على اثر حرب يوم الغفران وحربي لبنان. ورئيس الحكومة يخاف باراك واشكنازي. ولجنة رقابة الدولة في الكنيست، برئاسة يوئيل حسون من كديما، لم تبادر تحقيقا مع لفني. مع عدم لجنة تحقيق رسمية، يجب على مراقب الدولة ميخا لندنشتراوس ان يتحمل المهمة بنفسه. فقد برهن على انه لا يخاف اولمرت وباراك