خبر القواعد الجديدة -يديعوت

الساعة 10:31 ص|28 أكتوبر 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

مواطنون في اسرائيل، اولئك الذين ينصتون لكل النشرات الاخبارية ويبدون اهتماما شديدا في ما يجري حولنا، يعيشون مؤخرا احساسا بالسقوط: كل شيء ينهار، بالتأكيد في موقف العالم منا. عدنا الى عهد نشيد "العالم كله ضدنا": الامم المتحدة، تركيا، الولايات المتحدة، تقرير غولدستون. ومن لا؟ الاشواق تندلع من صدورنا نحو ميكرونيزيا. اين انتِ عندما نكون نحن بحاجة شديدة لدعمك؟

الحل الاسهل والمعتاد حسب العديد من الاسرائيليين هو: كلهم لا ساميون، فليذهبوا الى الجحيم. الرب تبارك اسمه سينقذنا من ايديهم. سعداء هم اولئك الذين يولون وجوههم نحو الباري وحده. وقلقهم فقط الا يفوتوا صلاة الفجر، وكل ما تبقى على أي حال ليس في ايدينا. سعداء اقل اولئك الذين قالوا ويقولون: كلهم لا ساميون، حارثو شر. فهم ببساطة يكرهوننا ومهما فعلنا سيكونون ضدنا. برأيهم، وحسب تجربتهم، نهاية الاغيار أن يخسروا ونهاية اليهود ان ينتصروا. والدليل: كم من الشعوب والدول شطبت من تاريخ العالم؟ اين هم واين نحن؟

القسم الذي لعله ليس الاكبر بين السكان الاسرائيليين، ولكنه هو الذي يعطي النبرة في الرحاب السياسي، يقول لنفسه وللاخرين تقريبا على النحو التالي: صحيح ان العالم كله ضدنا، وصحيح انه لا يوجد عدل في الموقف منا – ولكن هذا هو الموجود ومع هذا ينبغي التعاطي. وهذا يذكرني بالقول: "كلهم يتحدثون عن العدل. لاحدهم هذه هي الجنة، وللاخر هي الجحيم".

لهؤلاء الاشخاص لا توجد اوهام: العلاقات بين الدول تقوم بشكل عام على المصالح، وهذا يتضمن ايضا دولة اسرائيل. في نظرهم، اذا كان لديك بالصدفة بضعة ابار نفط منتجة، فان العدل سيكون دوما الى جانبك. وعندها تكون أنت أعظم الاولياء في جيلنا. ولكن في هذا العالم غير العادل علينا ان نواصل العيش والوجود، مثلما فعلنا ذلك حتى الان وبشكل لا بأس به. فدوما عرفنا بان مليار وربع مسلم هم اكثر من 7 مليون اسرائيلي و 57 دولة اسلامية اكثر من دولة اسرائيل واحدة. مكاننا الخاص في رابطة الشعوب اكتسبناها، اولا وقبل كل شيء بفضل اعتراف الولايات المتحدة بتميزنا: ديمقراطية وحيدة، قيم الانبياء والكتب المقدسة.

التغيير في هذا الرأي في الولايات المتحدة هو الذي نقل كل (تقريبا) العالم ليصبح ضدنا: فقد ملت الولايات المتحدة من التعاون معنا في كل ما يتعلق بالاحتلال. أمريكا العظمى، التي حبذت غض النظر على مدى 42 سنة، فتحت عينيها الاثنتين دفعة واحدة واشارت الى العالم بان قواعد اللعب تغيرت. لهذا اللحظة انتظر العالم، وكم احبها. الدليل: استيقظ. ما في نظر قسم كبير من السكان عندنا يبدو ويسمع كغير عادل تماما، هو في نظر الادارة الجديدة عادل جدا بل وعادل للغاية. في نظرها، احتلال 1967 يجب أن ينتهي وهي لا تحيد عن موقفها حتى ولو سنتمتر واحد.

السبب الاخر لموقف العالم ضدنا يعود الى رئيس الوزراء. مفعمون بتجربة مريرة من ولايته الاولى، لا يصدقه زعماء العالم. على الاقل، ليس حتى الان. في نظرهم هو لا يزال ملك الاحابيل والحيل، يتحدث بازدواجية لسان: واحد تجاه بيني كتسوفار، وثانٍ تجاه هيلاري كلينتون. آخرون يعتقدون انه في داخله لم يقرر بعد: كرجل العالم الكبير بات يفهم منذ زمن بعيد ما الذي ينبغي الاعلان عنه وعمله؛ وكابن للحركة الاصلاحية، لا يمكنه ان يتنكر لماضيه وماضي الحركة التي اختارته ورفعته الى الحكم.

نتنياهو ممزق في داخل نفسه – ولكن الامريكيين ينتظرونه بصمت في الزاوية. هم مقتنعون بان ساعة الحسم لدى نتنياهو آخذة في الاقتراب. "احيانا الحياة تلزمني على ركبتي"، قيل في القصيدة اياها عن السلام والعدل. الامريكيون مقتنعون من أنه من أجل الوقوف بقامة منتصبة – يتم البدء من النزول على الركبتين.