خبر ادماج بغير تآمر- هآرتس

الساعة 09:22 ص|27 أكتوبر 2009

بقلم: موشيه آرنس

 (المضمون: يجب على الحكومة الاسرائيلية ان تعمل بجد في ادماج المواطنين العرب في اسرائيل في المجتمع الاسرائيلي لكنها في مقابلة ذلك يجب ان تخرج من يدعون الى التمرد على الدولة ومؤسساتها خارج القانون - المصدر).

تضطرنا اعمال الشغب الاخيرة في جبل الهيكل، التي هي ثمرة تحريض الحركة الاسلامية، الى ان نصرف الانتباه مرة اخرى الى الجماعة العربية في اسرائيل. كم مرة يجب ان نعود ونقول ان اكبر تحد يواجه اسرائيل هو ادماج المواطنين العرب في المجتمع الاسرائيلي؟ وان احداث مناخ يستمتع فيه مواطنو اسرائيل العرب لا بحقوق مساوية فقط بل بفرص مساوية وبتقسيم مساو للواجبات – بعبارة اخرى ان يشعروا بأن اسرائيل هي بيتهم – يجب ان يقوم في  رأس جدول عمل الحكومة؟ وكم مرة ينبغي بعد ان نحذر من أن الاغتراب الذي تشعر به جماعة أقلية كبيرة نحو الدولة التي تعيش فيها هو خطر على كل من يتصل بهم الامر؟

يوجد سببان للاهمال الطويل من قبل حكومات اسرائيل. اولا القانون غير المكتوب الذي يتم بحسبه الحكم في اسرائيل، بحيث يقومون قبل بالامور العاجلة ثم بعد ذلك بالمهمة. ان رسم سياسة لادماج مواطني اسرائيل العرب قد يكون  مهما، لكنه بالقياس بسائر المشكلات التي تواجهها الحكومة لا يبدو عاجلا. وثانيا، يسود الاعتقاد المخطوء وفحواه انه في اللحظة التي تتوصل فيها اسرائيل الى اتفاق مع الفلسطينيين ستحل مشكلة مواطني اسرائيل العرب من تلقاء نفسها. بيد ان هذا ليس مفهوما ضمنا البتة، ولا يوجد اي قانون في علوم السياسة يصل بين هذين الامرين. بل العكس يبدو انه اذا احرز اتفاق مع الفلسطينيين وعندما يحرز فان ادماج مواطني اسرائيل  العرب – اذا لم يتم قبل ذلك – سيكون اصعب احرازا مما هو اليوم.

يقدر كثير من مواطني اسرائيل العرب حقيقة انهم يعيشون في مجتمع ديمقراطي، فيه امكانات كثيرة لاكتساب ثقافة، ويسوده نظام القانون وتتمتع فيه النساء بحقوق مساوية. لهذا يتضاعف ألمهم لشعور انهم يميزون تمييزا سيئا وأنهم لا يحظون بمساواة حقيقية. لكنه توجد ايضا حركة عربية لا تشارك في هذا الشعور؛ حركة لا تطمح الى احراز مساواة في الدولة وهدفها هدمها. الحركة الاسلامية تشارك بنصيب فعال في تحريض السكان، وبث الكراهية لاسرائيل ومواطنيها اليهود. ان تأجيج العواطف هذا يفضي مرات كثيرة الى اعمال شغب كتلك التي تحدث اخيرا في القدس.

في كل سنة تقيم الحركة مسيرة ضخمة في ام الفحم، تحت عنوان "الاقصى في خطر". يحضر المسيرة عشرات الآلاف؛ بدعوى كاذبة فحواها ان اسرائيل تنوي هدم الموقف الاسلامي المقدس، ويدعى المسلمون جميعا لتجنيد انفسهم في مقاومة تدنيس الحرمات. ان حقيقة ان اسرائيل تحرص جدا على الدفاع عن حرية العبادة في كل المواقع المقدسة داخلها لا تغير من الامر شيئا. فالكذب يتغلغل ويصدقه كثيرون.

        يجب على الحكومة اذا أتت للعمل في ادماج المواطنين العرب في المجتمع الاسرائيلي ان تفرق بين المحافظين على القانون وبين من يريدون التآمر على أسس الدولة. تحاول الحركة الاسلامية تقويض هذه الأسس. كان اكثر العرب الاسرائيليين الذين شاركوا او خططوا للمشاركة في أعمال ارهابية، اعضاء في الحركة الاسلامية وخريجي مؤسساتها الدراسية. هذه حركة تعمل في التثوير، وتدعوا الى الثورة بالسلطة، والتثوير عمل غير قانوني. وعلى ذلك ينبغي اخراج الحركة الاسلامية خارج القانون. ان خطوة كهذه لن تمنع فقط الخطر الذي يزداد منها لكنها سترسل برسالة واضحة الى مواطني اسرائيل العرب هي ان احترام القانون ومؤسسات الدولة عنصر حيوي في مسيرة الاندماج في المجتمع الاسرائيلي.