خبر إلغاء « الاتحاد المتوسطي » يفجر أزمة حادة بين مصر وإسرائيل

الساعة 09:11 ص|27 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-القدس

ذكرت تقارير صحفية ان بوادر أزمة دبلوماسية بدأت تلوح في الأفق بين إسرائيل ومصر بعد قرار فرنسا إلغاء مؤتمر وزراء خارجية منظمة الاتحاد المتوسطي، الذي كان من المفروض أن ينعقد الأسبوع القادم في اسطنبول التركية في أعقاب معارضة القاهرة مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف أفيجدور ليبرمان في المؤتمر، كما أن دولا عربية أخرى عارضت مشاركته على خلفية مواقفه اليمينية المتطرفة المعارضة لعملية السلام في المنطقة.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن قمة دول البحر المتوسط التي كان من المقرر انعقادها في مدينة إسطنبول التركية في نوفمبر القادم، قد ألغيت بعد أن رفضت مصر ودول عربية أخري الجلوس علي نفس الطاولة مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان.

وكانت فرنسا تنظر في إمكانية عقدها علي مستوي رؤساء الدول بدلا من وزراء الخارجية، إلا أن القمة تم إلغاؤها ككل، حسبما أوضحت الصحيفة.

وكان وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، قد أكد، الأسبوع الماضي، أنه يرفض المشاركة في المؤتمر في ظل مشاركة ليبرمان، فيما ردت إسرائيل بالقول إن مصر "تثير عليها غضب الدول الأوروبية، فهي واحدة فقط من بين 47 دولة يفترض أن تشارك في مؤتمر يورو ـ ميد على مستوى وزراء الخارجية".

ومارست فرنسا في الأيام الأخيرة ضغوطا شديدة على مصر لكي توافق على المشاركة في المؤتمر، إلا أنها أخفقت في مساعيها، وذلك بسبب تمسك مصر بمعارضة المشاركة في المؤتمر إلى جانب ليبرمان.

وكان موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الالكتروني قد نقل عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي قوله "خسارة أن مصر تشكل عاملا سلبيا وتستغل المؤتمر الذي غايته تطوير المنطقة كأداة لمناكفة سياسية ضد وزير الخارجية ليبرمان".

وحاول دبلوماسيون أوروبيون أمس تسوية الأزمة الناشئة بين إسرائيل ومصر وتم في هذا الإطار طرح فكرة رفع مستوى تمثيل الدول إلى رؤساء دول لكن، بحسب "يديعوت"، لا يبدو أن إسرائيل ستوافق على ذلك على ضوء الموقف المصري ولم يتم تحديد موعد نهائي لانعقاد المؤتمر.

وكان مصدر مطلع فى الجامعة العربية قد كشف في وقت سابق لجريدة "الشروق" المصرية المستقلة، عن رفض المجموعة العربية المشاركة فى مسار الاتحاد من أجل المتوسط توجيه الدعوة لوزير الخارجية الإسرائيلى لحضور الاجتماع الوزارى المقبل لدول المتوسط والمقرر عقده فى إسطنبول فى الرابع والعشرين من الشهر المقبل.

وقال المصدر إن مصر بصفتها المنسق العربى للمجموعة العربية فى الاتحاد من أجل المتوسط وعضو الرئاسة المشتركة مع فرنسا رفضت توجيه الدعوة لليبرمان بتأييد من المجموعة العربية خلال الاجتماعات التى شهدتها بروكسل الأسبوع الماضى للدول الأعضاء فى الاتحاد على مستوى الخبراء.

وأوضح المصدر وجود تفهم فرنسى للموقف المصرى، وأشار إلى أن الجانب العربى أصر خلال الاجتماع على الإبقاء على بند الحوار السياسى وحرصت الوفود العربية على التأكيد على سياسية إسرائيل التى تعيق عملية السلام إلى جانب تأييد المرشح العربى أحمد مساعدة لتولى منصب سكرتير عام الاتحاد "أردنى" كما تمت مناقشة النص الأساسى للاتحاد والانتهاء من صياغته تمهيدا لعرضه على الاجتماع الوزارى المقبل لدول الاتحاد من أجل المتوسط.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن توتر العلاقات بين إسرائيل وتركيا مؤخرا، قد أضاف مشكلة أخرى أمام انعقاد المؤتمر من جهة المكان، خاصة وأنه يعقد في مدينة اسطنبول.

يذكر أن منظمة الاتحاد المتوسطي قد تأسست في تموز/ يوليو من العام 2008 من قبل رئيس فرنسا، نيكولا ساركوزي، تحت شعار "الدفع بمشاريع اقتصادية وعلمية وثقافية في دول حوض البحر المتوسط". وتترأس المنظمة فرنسا بمشاركة مصر.

وترفض مصر إجراء أي اتصالات بوزير الخارجية الإسرائيلي منذ توليه منصبه في شهر مارس/آذار الماضي وذلك بعد تهجمه على الرئيس المصري حسني مبارك العام الماضي ، فضلا عن إدلائه بتصريحات سابقة معادية لمصر.