خبر « الأوقاف » : جماعات إسرائيلية تعلن بدء معركة تقسيم الأقصى

الساعة 07:10 ص|27 أكتوبر 2009

"الأوقاف" : جماعات إسرائيلية تعلن بدء معركة تقسيم الأقصى

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

بدأت جماعات يهودية متشددة مدعومة من قبل الحكومة الاسرائيلية حملة واسعة تهدف لإيجاد مكان في ساحات المسجد الاقصى المبارك لإقامة طقوس دينية يهودية بعد ان حاولت التفريق ما بين ساحات المسجد والابنية المسقوفة فيه، وهي تحديداً مبنى المسجد الاقصى وقبة الصخرة.

ويقول الشيخ عزام الخطيب، مدير أوقاف القدس، إن "الاوقاف" تنظر بخطورة بالغة الى ما يجري، وقال  "هناك تصعيد غير مسبوق في النبرة الاسرائيلية تجاه المسجد، فمن ناحية هناك تطرف واضح وزيادة في عدد اقتحامات الجماعات اليهودية

جماعات إسرائيلية

المتشددة للمسجد، ومن ناحية ثانية فان الشرطة الاسرائيلية التي كانت في الماضي تمنع هذه الجماعات من اقتحام المسجد في مناسبات معينة باتت تسهل هذه العمليات، وهو ما يثير علامات استفهام كبرى".

وأضاف : بطبيعة الحال، فان ما يجري في هذه الفترة خطير ونحن ننظر له بخطورة بالغة.

وكان اجتماع لعدد كبير من الحاخامات الاسرائيليين ومعهم اعضاء كنيست في اليمين الاسرائيلي عُقد مساء الاحد في القدس الغربية وفيه أُسمعت دعوات صريحة لليهود لاقتحام المسجد الاقصى المبارك وإقامة الطقوس الدينية في ساحات المسجد، ولكن دون إقامة هذه الطقوس في المبنى المسقوف للمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة.

وحضر الاجتماع أربعة أعضاء كنيست ونائب رئيس بلدية القدس الغربية دافيد هراري، فيما كشف مدير الحدث يهودا غليك النقاب عن أن رئيس الكنيست روبي ريفلين ونائب رئيس الوزراء الاسرائيلي سيلفان شالوم أعربا عن رغبتهما في الوصول رغم أنهما لم يحضرا الاجتماع.

وذهب البروفيسور اليميني المتشدد هيلل فايس الى أبعد من ذلك، اذ قال خلال الاجتماع "يجب بناء الهيكل الآن ولا يجب هدم المسجدين من أجل ان نقوم بذلك"، فيما قال عضو الكنيست اوري اورباخ : حقوق اليهود في الحرم ليست مسألة متطرفين وهاذين.. جبل الهيكل لنا. هذا لا يحتاج الى أفكار عميقة جداً. الأمر الأكثر أساساً هو أن هذا لنا. قبل ان ندخل الى الحرم، على الحرم أن يدخل الينا، وعندها سيكون الحرم في أيدينا.

ولكن الشيخ الخطيب رفض ذلك جملة وتفصيلاً وقال "نحن نعتبر كل المسجد بساحاته وقبابه ومصاطبه على مساحة 144 دونماً بأنه المسجد الأقصى والساحات هي جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى.. هذا قرار من الله سبحانه وتعالى"، واضاف "هم (الاسرائيليون) يعتبرون ساحات المسجد ساحات عامة وهو ما نرفضه جملة وتفصيلاً ونحن كدائرة اوقاف نستنكر ونرفض هذه التفوهات التي لا اساس لها على الإطلاق".

اجتماع الأحد الاسرائيلي جاء ليحسم جدلاً استمر منذ العام 1967 حينما احتلت اسرائيل القدس، حينما اصدر حاخامون اسرائيليون فتوى بعدم جواز اقتحام اليهود للمسجد الاقصى بانتظار الوقت الذي يتم فيه هدم المسجد الاقصى لإقامة الهيكل على أنقاضه.

بيد أنه في السنوات الأخيرة سمح بعض الحاخامين اليهود باقتحام المسجد بتشجيع من جمعية ما يسمى امناء الهيكل ، وتوالت حملات التشجيع لمثل هذه الاقتحامات الى ان بلغت ذروتها مؤخراً، بل وزادت باعلان هذه الجماعات في الاجتماع الذي عقدته في القدس الغربية صراحة بأنها تنوي أداء الطقوس الدينية في ساحات المسجد.

في إشارته الى هذا الأمر يقول معهد الهيكل، الذي بادر الى عقد الاجتماع الذي حضره حاخامون وساسة اسرائيليون ،"بعض الآراء تقول إن موسى بن ميمون في الواقع لم يصعد الى جبل الهيكل، وإنما صلى في الكنيس المجاور. في الواقع فان اليهود منعوا منذ فترة طويلة من الدخول إلى الجبل بموجب أمر قضائي توراتي".

وأضاف "ومع ذلك، فانه في السنوات الأخيرة، فإن عدداً متزايداً من الحاخامات يرون أن هذا الحظر يقتصر على المناطق المقدسة في جبل الهيكل. هذا نتيجة للبحوث التي أجريت مؤخراً والتي اظهرت بشكل قاطع ان الكثير من المواقع في الجبل ليست جزءاً من الهيكل الأصلي، ويمكن بالتالي، في ظل ظروف معينة، زيارته".

وكان الزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسيف اعلن مؤخراً عن تجديد الفتوى اليهودية التي تحظر على اليهود دخول المسجد الاقصى المبارك.

وفي اشارة الى هذه الفتوى قال الحاخام يوسف البويم، رئيس الحركة من اجل اقامة الهيكل، "لقد جاءت هذه الفتوى ببساطة لأنهم يخشون من ان الناس قد لا يعرفون الى اين يذهبون، وبالتالي فانهم قد يدخلون (المسجد) ومن ثم يدخلون الى اماكن ممنوع الدخول اليها"، واضاف "ولكن اذا ما تمكنا من الدخول الى هناك(المسجد) ووضع علامات في الاماكن التي يسمح الوصول اليها ويمنع الدخول اليها فأعتقد ان هؤلاء الحاخامات سيغيرون مواقفهم، ولكن للاسف فانه اخذاً بعين الاعتبار الاجواء الحالية فانه لا يمكننا القيام بذلك".

ويقول كبير حاخامي مستوطنة ( معاليه ادوميم) دوف ليؤر : من المهم ان يقوم الشعب الاسرائيلي بزيارة جبل الهيكل (المسجد الاقصى) ، نحن نعاني لأن قسماً كبيراً من السكان يختلفون إزاء هذا الأمر .. إن استعادة سيادتنا على (جبل الهيكل) سيضع حداً لهذا الجدل. وأضاف :على كل واحد أن يدفع الى الحرم باكبر قدر من الحجاج الى هذا المكان المقدس.. المكان الذي يوجد فيه يهود بالفعل سيبقى في ايدينا .

وبدوره قال يوسف رابين، من الحركة لاقامة الهيكل، "نحن ندعو اليهود لتكثيف تواجدهم في جبل الهيكل"، واضاف "ما نتحدث عنه هو جبل الهيكل، المكان الاكثر قداسة لليهود".

ورفض الشيخ الخطيب هذه المواقف، مشدداً من ناحية ثانية على انه حتى حائط البراق الذي يصلي فيه اليهود ويسمونه (حائط المبكى) هو موقع اسلامي، وقال : حائط البراق هو وقف إسلامي وهو أحد جدران المسجد الأقصى المبارك.