خبر الحية: مصر لن تتركنا والانتخابات واردة بغزة والورقة المصرية لم تُسقط الحق في المقاومة

الساعة 09:40 م|26 أكتوبر 2009

الحية: مصر لن تتركنا والانتخابات واردة بغزة

الورقة المصرية لم تُسقط الحق في المقاومة

حاورته : علا عطا الله

استبعد القيادي البارز في حـركة (حماس) الدكتـور خـليل الحيـة أن ترفع مصر يدها عن مشروع المصالحة الوطنية الفلسطينية؛ مشددا على أنه "مصلحة لكل أطراف القضية الفلسطينية في الداخل والخارج، ومصلحة للأمة العربية والإسلامية"، داعيا القاهرة إلى الاستجابة لملحوظات حركته على الورقة المصرية للمصالحة.

 

د. الحية توقع في مقابلة مع "إسلام أون لاين.نت" الاثنين 26 -10 -2009 أن يمضي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الضفة الغربية المحتلة مطـلع 2010، رغم عدم وجود توافق وطني، ولم يستبعد في الوقت نفسه إجراء انتخابات في قطـاع غـزة ردا على انتخابات الضفة.وحول ما يتردد عن أن "حماس" تمنع الفصائل بغزة من المقاومة وتكبح جماحها، شدد د. الحية على أن قرار منع إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل كان وفق منظومة الإجماع الوطني، مناشدا في الوقت نفسه أهالي الضفة بالتحرك لنصرة المسجد الأقصى الذي يستبيحه الاحتلال صباح مساء.

 

* "إسلام أون لاين. نت" سألت د. الحية عن رده على ما يقال بأن "حماس" تسعى لتخريب المصالحة، وأنها تحتكم لأجندة خارجية بعيدة عن المصلحة الوطنية، وأن مطالبها بتعديل الورقة المصرية هي فقط من أجـل كسب الوقت؟.

 

- فأجاب، على مصـر أن تأخذ ملاحظات الحركة على محمـل الجد، وأنا أقول لمصر لتعيد ورقة المصالحة كما كانت وليتم وضع "حماس" في الزاوية.. ولنرى حينها هل الحركة قراراها بيدها أم لا.. احشرونا وعدلوا هذه العبارات البسيطة.

 

* إن ما يُعيق المصالحة هـو رفض مصر تعديل ورقة المصالحة.. مصر بذلت جهدا كبيرا واحتضنت الفصائل الفلسطينية على مدار شهور طويلة.. فلماذا ضاقت الصدور ذرعا الآن بجمل لو عادت في موضعها فلن تضير مصر أو الفصائل؟!.

 

- أريد أن أتحدث عن جملة واحدة فقط.. عندما تحدثنا عن منظمة التحرير الفلسطينية، وتحدثنا عن الإطار المؤقت الفلسطيني الذي سيرأسه محمود عباس بصفته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وسيكون معه كل الفصائل حتى غير المنضوية تحت لواء منظمة التحرير مع رئاسة المجلس الوطني، حينها كان هناك سجال كبير، أضافت الجبهة الشعبية جملة وتم إقرارها تقول التالي: هذا الإطار توصياته وقراراته لا تقبل التعطيل ولا التأجيل من أي جهة كانت باعتبارها إجماعا وطنيا تم التوافق عليها. ثم سقطت هذه الجملة من موضوع منظمة التحرير، وعندما تسقط هذه الجملة فكأن شيئا لم يحدث وأن هذا الإطار كله لم يعد قائما.

 

* هل تعتقد حماس أن مصر قد ترفع يدها عن مشروع المصالحة؟.

 

- مصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية بأي حال من الأحوال ومشروع المصالحة هو البوابة للشأن الفلسطيني كله، كما هو البوابة للانفتاح أمام برنامج المقاومة، كما أنه البوابة لأصحاب خيار التسوية كي يمضوا في خيارهم.

 

وبالتالي المصالحة مصلحة لكل أطراف القضية الداخلية والخارجية، ومصلحة للأمة العربية والإسلامية، ولمصر التي تعتبر أن الشأن الفلسطيني له علاقة بأمنها القومي والأخلاقي، وعليه لا أعتقد ولا توجد قناعة بأن مصر يمكن أن تتخلى عن احتضانها للمصالحة.

 

* وهل صحيح ما يقال عن أن الورقة المصرية للمصالحة قد أسقطت المقاومة؟.

 

- هذه المقولة تتجنى على مشروع المصالحة، وتتجنى على الفصائل كلها وفيها حماس .. وأريد أن أركز على موضوعين اثنين وردت فيهما المقاومة بورقة المصالحة، الموضع الأول: جاءت في المبادئ العامة للأجهزة الأمنية والعمل الأمني، منها: احترام الأجهزة الأمنية لحق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن الوطن والمواطن، وهذه تلزم الأجهزة أن تحترم المقاومة والمقاومين، وهذا يضع المقاومة في نصابها الطبيعي، ليس فقط حقها، بل الأجهزة الأمنية ملزمة بحماية المقاومة.

 

كما وردت في ميثاق الشرف الذي تم إعداده من كل الفلسطينيين أيام الحوارات.. ميثاق الشرف اتفقت عليه جميع القوى والفصائل، ويقول: حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال حيثما كان. وبالتالي وردت المقاومة في موضوعين هامين في الوثيقة، ثم ورد نص هو الذي دخل فهمه مغلوطا على بعض الناس، وهو نص ليس له علاقة بالمقاومة عند عنوان "مبادئ بناء إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية" ومن بينها: يحظر إقامة تشكيلات عسكرية خارج نطاق الهيكل المعتمد في الجهاز. هذا النص جاء ليتحدث عن بناء الأجهزة الأمنية، ويعني أنه يحظر إقامة ميلشيات داخل الأجهزة الأمنية خارجة عن هذه الأجهزة.

 

ونحن نريد للأجهزة الأمنية أن تكون أجهزة أمنية، ولا يحق لمسئول أي جهاز أن يقيم مليشيا كما كان في الأجهزة الأمنية القديمة، وبالتالي هذه العبارة نحن نؤيدها بل لا غرابة أن نقول نحن من وضعها، على اعتبار أن هذه الأجهزة يجب أن تكون مهنية والهيكل المعتمد في الجهاز الأمني يجب أن يكون معروفا، كل إنسان وكل ضابط وكل فرد وكل عنصر فيه من أول الجهاز إلى نهاية الجهاز.

 

وعليه فإن هذه العبارة ليس لها إطلاقا أي فهم يمس بالمقاومة، لكن للأسف الشديد يبدو أن بعض وسائل الإعلام وبعض الإخوة السياسيين في بعض الفصائل قرأ هذا النص فدخل إلى ذهنه أنه متعلق بالمقاومة... وأنا هنا أبرئ مشروع الاتفاق من أي مس بالمقاومة، خاصة في هذا النص.

 

* ما صحة التقارير التي تتحدث عن منع حماس لبقية الفصائل من المقاومة؟

 

- الحركة لم تحارب أي فصيل في غزة أو تمنعه من المقاومة، وإن أي قرار بمنع إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل كان وفق منظومة الإجماع الوطني.

 

ولمن يتهم حماس بضرب المقاومة في غـزة وبكبح جماحها أقول: يجب على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم عن مدى استعدادهم، ومدى بلائهم أمام الاحتلال في كل المدن، نريد من هؤلاء، لا نذم ولا نشك في وطنيتهم واندفاعهم، يا إخواننا القدس والمسجد الأقصى مستباح وأنتم تستطيعون أن تتحركوا أكثر منا.. تحركوا في الضفة، تحركوا هناك، وردوا عن شعبكم وردوا عن أقصاكم، وردوا عن قدسكم.

 

* هل تتوقع حماس أن تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في يناير القادم بحسب مرسوم الرئيس عباس، وما هو رد الحركة عليها إذا أجريت؟.

 

- من الممكن أن يمضي الرئيس عباس في تنفيذ مرسومه بإجراء الانتخابات في 24 يناير المقبل، دون توافق وطني، وهو ما يعني أن الانتخابات ستجرى في الضفة فقط دون غزة، وفي هذه الحالة فإن إجراء انتخابات في القطـاع (الذي تسيطر عليه حماس منذ يونيو 2007) سيكون سيناريو واردا.

 

إذا كان الرئيس عباس سيجري انتخابات في الضفة وهو يدرك أنها لن تجري في غزة، فعلى القطاع أن يجري انتخابات حرة ونزيه يشارك فيها الكل الفلسطينيين حتى تبقى مؤسساته التشريعية قائمة.

 

* تردد في الآونة الأخيرة الكثير من الأقاويل حول صفقة تبادل الأسرى، إلى أين وصلت المفاوضات مع إسرائيل؟.

 

- صفقة تبادل الأسرى تمضي، وعندما تتهيأ الظروف لنجاحها وتتم سنعلن ذلك.. ما أعلمه هو أن هناك مفاوضات تجري، تتقطع، وتسير، ولكن نحن مصرون كفصائل آسرة للجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط على مطلبنا العادل في هذا الموضوع بشأن عدد الأسرى الذين نريد الإفراج عنهم.. ونتمنى أن تستجيب إسرائيل.

 

* الكثير من الأقاويل تتردد هذه الأيام عن أن حماس تعيش أزمة؟

 

- حماس هي أقل الأطراف في المنطقة معاناة من الأزمات.. أزمتنا جاءت من العبء الحقيقي والكبير الذي نحمله أمام شعبنا؛ لأننا مسئولون أمامه ونشعر بمشاعره وبآلامه وأحزانه ونشاركه أفراحه.. هذا هو الألم الذي يؤلمنا، وبالتالي خيارتنا كلها مفتوحة.. ونستطيع أن نتحرك يمنيا وشمالا في المشهد السياسي ولكن أمانتنا والشعب الفلسطيني الذي حملنا الأمانة هو الذي يدفعنا لأن نتخذ الخيارات الأصعب علينا في سبيل تحقيق المصلحة للشعب الفلسطيني.