خبر متكي: إسرائيل لا تجرؤ على مهاجمة ايران

الساعة 06:41 م|26 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-وكالات

قال وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان اسرائيل "لا تجرؤ" على مهاجمة بلاده لانها "تعيش حاليا في أدنى مراحل ضعفها" .

 

ونسبت وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا" الى متكي قوله في معرض رده على سؤال إمكانية قيام اسرائيل بشن هجوم عسكري ضد المنشآت النووية الايرانية "يعيش الكيان الصهيوني اليوم في ادنى مراحل ضعفه سواء في المجالات السياسية او الاقليمية او الدولية وانه غير قادر على تنفيذ اي عدوان".

 

واشار إلى تقرير القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد غولدستون، الذي تم التصويت لصالحه في مجلس حقوق الإنسان في منتصف الشهر الحالي، وقال متكي إنه كشف عن اجزاء مما وصفه "الممارسات الوحشية التي ارتکبها الکيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة " وقال ان من اهم الاخطاء التي ارتكبتها الحکومات السابقه في العالم" تقديمها الدعم الکامل لهذا الکيان المجرم".

 

و دعا دول العالم الى العمل لتغيير سياساتها في منطقه الشرق الاوسط.

 

وتطرق متكي الى اهمية استخدام الطاقة النووية للاغراض السلمية نظرا للاتجاه الذي يسير اليه العالم في مجال نفاد الوقود الاحفوري وقال "ان ايران تؤمن بشعار 'الطاقه النوويه السلمية للجميع و الاسلحة النووية ليس لأحد'".

 

واشار الى الزياره المرتقبة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى البرازيل وقال ان هذه الزيارة التي تاتي ردا علي زيارة الرئيس البرازيلي الى طهران تعتبر "نقطة تحول" في تاريخ العلاقات القائمة بين البلدين.

 

من جانبه حذّر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير من أن الطموحات النووية لايران وضعتها في سباق مواجهة مع اسرائيل، ودعا القوى الكبرى في العالم إلى كسر الجمود القائم حيال الملف النووي الايراني قبل أن ترد الدولة العبرية.

 

وقال كوشنير في مقابلة مع صحيفة "ديلي تليغراف" الصادرة الاثنين "إن الوقت آخذ في النفاد، وهناك حاجة ملحة الآن للتوصل إلى اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي وإزالة خطر قيام اسرائيل بشن ضربة استباقية".

 

واضاف وزير الخارجية الفرنسي "ان الاسرائيليين لن يحتملوا امتلاك ايران قنبلة نووية ونحن جميعاً نعرف ذلك، وهذا بحد ذاته يمثل خطراً اضافياً يملي علينا تخفيف التوتر وحل المشكلة، ونأمل أن نتمكن من وقف السباق نحو المواجهة بين ايران واسرائيل"، مشدداً على أن تل أبيب "ستتحرك" ضد طهران "حالما تشعر بوضوح أن هناك خطرا".

 

وخشي كوشنير من أن يؤدي تشديد العقوبات الراهنة المفروضة على طهران إلى "افقار الايرانيين العاديين واضعاف المعارضة ويفشل بالتالي في التأثير على النظام"، وقال "من المؤكد أن الطبقة العليا في الحكومة الايرانية لن تعاني من العقوبات، بل الناس في الأسواق وفي الشوارع والنساء والأطفال".

 

واضاف "هذا يُعد مشكلة وليس اكتشافاً، لأن العقوبات تضر دائماً بالفقراء أكثر من الأغنياء، لذلك فإن الحوار ما زال يمثل الأولوية في التعامل مع ملف إيران النووي، لكن فرض المزيد من العقوبات ضدها قد يصبح ضرورياً في الأشهر المقبلة، غير أننا سنحجم عن ذلك".

 

وقال كوشنير "نحن في المرحلة الحالية لا نتطلع إلى العقوبات ضد ايران.. فهناك معارضة وأناس يتظاهرون بشجاعة في الشوارع، فلماذا نستهدفهم؟".

 

واعتبر الوزير الفرنسي أن تحميل ايران، بريطانيا مسؤولية التظاهرات التي شهدتها احتجاجاً على نتائج انتخابات الرئاسة التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي "اتهامات ارادت من ورائها احداث انقسام في مواقف الغرب".

 

واضاف كوشنير أن الايرانيين "يستهدفون البريطانيين ويسعون على الدوام إلى فصل الفرنسيين عن البريطانيين، ونحن لا نستطيع الوقوع في مثل هذا التكتيك البسيط".

 

من جانبه إتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الدول الغربية بالتعامل بشكل "غير نزيه" مع إيران بخصوص برنامجها النووي، واصفاً أي ضربة عسكرية توجهها هذه الدول ضد منشآت طهران النووية بـ"العمل الأحمق"، وحذّر أوروبا من مغبة تجاهل قوة تركيا.

 

وخفف أردوغان، في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" الصادرة الاثنين، مخاوف الغرب من أن ايران تريد انتاج قنبلة نووية، واعتبرها ثرثرة، مشدداً على أن الدول الغربية التي تضغط على ايران لتوضح أهداف برنامجها النووي "مذنبة بالنفاق لأنها نفسها تملك أسلحة نووية".

 

وقال رئيس الوزراء التركي "هذا الأسلوب في التعامل غير نزيه لأن الدول التي تتهم ايران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية تملك بنيات نووية قوية جداً ولا تنكر ذلك، كما أن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تملك جميعها ترسانات نووية، وهناك بلدان أخرى غير أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تملك أيضاً أسلحة نووية".

 

واضاف أردوغان "ان الدول التي تطالب بمنع ايران من امتلاك أسلحة نووية رغم أنها لا تملكها، هي الدول التي تملك ترسانات نووية ضخمة"، مبدياً قلقه من التهديدات المتزايدة وخاصة من قبل اسرائيل بتدمير ايران.

 

واشار إلى أن الدول التي تنتقد ايران "لا تقدم جدلها بصورة جيدة وتلجأ أحياناً للتهديد"، وقال "إن كانت الفكرة تدمير ايران أو محوها بالكامل، فسيكون العالم مخطئاً لأنه من جهة يقول إنه يريد السلام، ويتبنى من جهة أخرى نهجاً تدميرياً حيال دولة (إيران) تملك تاريخاً عمره 10 آلاف سنة، وهذا النهج غير صحيح".

 

ودافع أردوغان عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، ووصفه بأنه "صديق نقيم معه علاقات طيبة وليس لدينا أي صعوبات تذكر معه"، مؤكداً بأنه يتفق مع اصرار ايران بأن برنامجها النووي ذو طبيعة سلمية.

 

كما دافع عن سعي تركيا للإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي وشدد على أن ذلك سيساهم في بناء جسور الثقة بين أوروبا والعالم الاسلامي، لكنه هاجم زعماء الدول الأوروبية التي تعارض هذا التحرك.

 

وقال "هناك دول في أوروبا تتحمل الآن ضد تركيا، مثل فرنسا وألمانيا، وكنا نقيم في السابق علاقات ممتازة مع فرنسا في عهد الرئيس السابق جاك شيراك والذي تبنى موقفاً ايجابياً حيال تركيا، لكن الموقف تغير بعد تسلم الرئيس نيكولا ساركوزي السلطة، وهذا يُعد موقفاً غير عادل لأن الإتحاد الأوروبي ينتهك قوانينه".

 

وأصرّ أردوغان على أن التحالف الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل "لا يزال حياً"، لكنه وبّخ وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان على تهديده باستخدام الأسلحة النووية ضد قطاع غزة.