خبر أسير يفقد عينه وآخر يصاب بانسداد شريان القلب أثناء التحقيق

الساعة 02:13 م|26 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

اكد قدورة فارس رئيس نادي الاسير، بأن قوات الاحتلال مارست ولا زالت تمارس الضرب والعنف والتعذيب الجسدي والنفسي بحق الاسرى الفلسطينيين، "وفي كل يوم يكون هناك شواهد وحقائق على همجية سلطات الاحتلال بحق الاسرى".

 

واضاف فارس "على سبيل المثال لا الحصر فإن الاسير ماجد محمد خلف من رنتيس برام الله والمعتقل منذ تاريخ 18/9/2001 والمحكوم بالسجن، لمدة 15 عاما وبحسب ما جاء في شهادة له مشفوعة بالقسم اثناء زيارة محامي نادي الاسير له، بأنه تم التحقيق معه بالمسكوبية لمدة جاوزت السبعين يوما، واثناء ذلك استخدم معه اسلوب التحقيق العسكري والذي تعرض خلاله (لكافة اصناف التعذيب الجسدي والنفسي والشبح والضرب والعزل الانفرادي وحرمانه من النوم لفترات طويلة).

 

واوضح الاسير خلف انه نتيجة للضرب المبرح في فترة التحقيق فقد البصر نهائيا بعينه اليسرى، واضاف بأنه اجريت له عملية بتاريخ 6/7/2005 وتم استبدال بؤبؤ عينه بآخر اصطناعي، وقام الاسير حينها بمقضاة الشباك والذي اقر ان فقدان الاسير للبصر كان نتيجة للضرب، ولكن بحسب ما ذكروا انه بطريقة الخطأ.

 

واشار بأنه ونتيجة رفعه قضية على الشباك، تم اصدار حكم تعسفي بحقه حيث كان من المفروض ان يحكم من 4 الى 9 سنوات الا ان الحكم كان رادعا ولمدة 15 عاما.

 

كما تحدث فارس عن الاسير مهند عواد من عارورة، الذي ايضا مورس معه اسلوب الضرب المبرح الذي ادى الى اصابته بمشاكل في الشريان الرئيسي للقلب.

 

وبحسب ما اكد الاسير بأنه اعتقل بتاريخ 26/6/2006 وحكم لمدة 4 سنوات ونصف السنة، وجاء على لسانه انه ولدى اعتقاله عام 2006 كان بصحة جيدة جدا ولم يكن يعاني من اي مشاكل، حيث تم فحصه لدى اعتقاله، وبعد 5 اشهر من الاعتقال حول الاسير من سجن عوفر الى المسكوبية حيث تم اعتقال ابناء قضيته، واثناء نقله الى المسكوبية للتحقيق تعرض للضرب حيث كان يتم ضربه بالايادي ودفشه وهو معصب الاعين ومكبل اليدين.

 

واشار بعد حوالي 70 يوم من التحقيق المستمر في المسكوبية واثناء التحقيق معه تعرض الاسير الى ضربة قوية على صدره نتج عنها انه فقد الوعي ونقل على اثرها الى مستشفى هداسا عين كارم، وكان ذلك بتاريخ 29/6/2006 وقد فحصوه ورفضوا اعلامه من ماذا يعاني بالتحديد.

 

واضاف بانه اعيد بعدها الى المسكوبية ثم الى عسقلان وهناك اصبح الاسير يعاني من مشاكل عديدة منها ضعف النظر بشكل تدريجي وارتفاع الحرارة، وكان يحول الى العيادة هناك ويتم اعطائه "اكامول"، وبعد ان اصبحت حالته تسوء اصبحوا يعطوه انواع ادوية مختلفة وكلما لم يساعده الدواء يتم اعطاؤه نوع اخر، نتيجة تناول الادوية فقد زاد وضع الاسير سوء واصبح الاسير يعاني من ورم بالكبد واوجاع من مناطق مختلفة من الجسم وحصر في البول وغيرها، الى ان وصل به الامر الى ان اصبح غير قادر على المشي.

 

وحول الاسير الى مستشفى الرملة عندما اصبح غير قادر على المشي الا ان مستشفى الرملة رفض استقباله بسبب خطورة وضعه وعدم استعدادهم لتحمل مسؤوليته، وكان التعامل مع الاسير بالرغم من صعوبة حالته سيئة جدا.

 

ونقل الاسير الى مستشفى برزلاي في عسقلان للعلا ، واثناء مكوث الاسير هناك للعلاج كانت الادارة ترفض السماح للاسير بإبلاغ الصليب الاحمر او اهله انه موجود بالمستشفى، وعلم الاسير لاحقا ان اهله كانوا يحضروا بشكل مستمر لزيارته، ولكن كان يتم اعلامهم انه معاقب وموجود بالزنازين لانه يفتعل مشاكل ولم يتم اعلامهم عن وضعه الصحي ووجوده بالمستشفى.

 

وبعد ان طلب الاسير ضرورة اعلامه ما المشاكل التي يعاني منها وسبب تدهور حالته الصحية تم اعلامه انه يعاني من مشكلة بالقلب، وقد طلب من الاسير ان يوقع على ورقة من اجل اجراء عملية قلب مفتوح، ولكن الاسير رفض التوقيع بداية حيث اخبروه ان المكتوب بالورقة هو انه في حال وفاته اثناء العملية سيتم اخذ والاستفادة من اعضاءه.

 

وكان هناك بالمستشفى طبيب عربي وقد تحدث معه وطلب الطبيب من الاسير ان يوقع على الاوراق بعد ان اكد له انه هو من سيشرف على العملية وانه لن يموت وانه سيبذل الجهد الممكن لعلاجه ومساعدته، وبعد ان وقع الاسير تم تحويله الى مستشفى سيروكا وهناك وقبل اجراء العملية طلب منهم ضرورة الاتصال بأهله للحديث معهم خوفا من ان يفارق الحياة نتيجة العملية الا انهم رفضوا ذلك.

 

وبعد ادخال الاسير الى غرفة العمليات تم اعطاءه "بنج كامل" وقد فقد الوعي بعدها لمدة 5 ايام وبقي في مستشفى سيروكا لمدة 20 يوم، وكان خلال العشرين يوم شبه فاقد للوعي حيث كان يصحى وينام، وكان الاسير بشكل مستمر يطالب ضرورة الاتصال بأهله والصليب لاعلامهم عن وضعه الا انهم كانوا يرفضوا، وبعدها نقل الاسير الى مستشفى برزلاي حيث وضعوه في غرفة خاصة وتحت المراقبة المشددة، وبعدها اصبح الاسير يعاني من تضخم في ارجله بشكل كبير ودخول مياه الى رئتيه.

 

نقل الاسير ايضا الى مستشفى مراش الرملة حيث بقي هناك 6 شهور منها 3 شهور كان يستعمل العربات للمشي ولم يكن قادر على المشي مطلقا

تبين لاحقا ان سبب تضخم شرايين الارجل، الادوية التي كانوا يعطوها له وان مشكلة القلب ناتجة عن الضرب الذي تعرض له على الصدر.

 

ويقول الاسير"ان الطبيب في مستشفى برزلاي قام بتسجيل في ملفه الطبي ان سبب ما يعاني منه هو نتيجة الادوية نتيجة الادوية التي كان يتم تريبها عليه، وان مشكلة القلب ناتجة عن ضربه قوية بالصدر على الشريان الرئيسي للقلب"، ولدى وجود الاسير في سجن "اهليكدار" ومنذ 3 شهور تقريبا تم اجراء عملية له ايضا في ارجله بسبب انسداد الشرايين.

 

وقال فارس بأن نادي الاسير قام برصد ما يزيد عن الفي حالة تم رصدها في مراكز التوقيف (سالم وحوارة وعتصيون )، ومراكز التحقيق ( بتاح تكفا والجلمة والمسكوبية وعسقلان، وتراوحت هذه الحالات ما بين استخدام الكلبشات سواء البلاستيكية او الحديدية او استخدام الشبح او العزل او الضرب اثناء النقل ما بين المراكز وغالبية من تعرضوا لهذه الاساليب هم من القاصرين، وان محامو النادي قد نجحوا في الافراج عن بعض الحالات التي مورس بحقها التعذيب.

 

وفي ذات السياق قال قدورة بأن السجون الاسرائيلية تشهد حالة من الاهمال الطبي المتعمد بحق الاسرى حيث تم رصد ما يزيد عن 1600حالة، ما بين مرضى السرطان والقلب والسكري والضغط والامراض الباطنية على اختلافها والعيون والاسنان والقائمة طويلة… مضيفا بأن النادي يقوم بمتابعة هذه الانتهاكات من الناحية القانونية، ومن ناحية مراسلة الجهات المختصة مثل اطباء لحقوق الانسان او جمعية مناهضة التعذيب.

 

وطالب فارس المجتمع الدولي الوقوف على مهامه والعمل على اجبار اسرائيل على تطبيق كافة البنود التي كفلت للاسرى حقوقهم منها اتفاقية جنيف وكافة المعاهدات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص، داعيا الى الافراج الفوري والعاجل عن كافة الاسرى المرضى وخاصة الحالات الحرجة.