خبر نادي الأسير: أكثر من 2000 حالة تعذيب بحق الأسرى خلال العام المنصرم

الساعة 12:18 م|26 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – رام الله

بين نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال مارست أكثر من 2000 حالة تعذيب بحق الأسرى خلال العام المنصرم.

وقال قدورة فارس رئيس نادي الأسير، في تقرير أصدر اليوم، إن 'قوات الاحتلال مارست ولا زالت تمارس الضرب والعنف والتعذيب الجسدي والنفسي بحق الأسرى الفلسطينيين، وفي كل يوم يكون هناك شواهد وحقائق على همجية سلطات الاحتلال بحق الأسرى'.

ولفت إلى أن الأسير ماجد محمد خلف من رنتيس والمعتقل منذ تاريخ 18/9/2001 والمحكوم بالسجن لمدة 15 عاما، وبحسب ما جاء في شهادة له مشروعة بالقسم اثناء زيارة محامي نادي الأسير له بأنه تم التحقيق معه بالمسكوبية لمدة جاوزت السبعين يوما، وأثناء ذلك استخدم معه اسلوب التحقيق العسكري والذي تعرض خلاله لكافة اصناف التعذيب الجسدي والنفسي والشبح والضرب والعزل الانفرادي وحرمانه من النوم لفترات طويلة.

وأضاف أن الأسير خلف ونتيجة للضرب المبرح في فترة التحقيق فقد البصر نهائيا بعينه اليسرى، مضيفا أنه أجريت له عملية بتاريخ 6/7/2005 وتم استبدال البؤبؤ بأخر اصطناعي وقام الأسير حينها بمقاضاة الشباك والذي اقر أن فقدان الأسير للبصر كان نتيجة للضرب 'بطريقة الخطأ'.

وأشار إلى أنه ونتيجة رفع الأسير قضية على الشباك تم اصدار حكم تعسفي بحقه، حيث كان من المفروض أن يحكم من 4 الى 9 سنوات الا أن الحكم كان لمدة 15 عاما.

كما تحدث فارس عن الأسير مهند عواد من عارورة برام الله، الذي أيضا مورس معه اسلوب الضرب المبرح الذي ادى الى اصابته بمشاكل في الشريان الرئيسي للقلب.

وبحسب ما أكد الأسير أنه اعتقل بتاريخ 26/6/2006 وحكم لمدة 4 سنوات ونصف السنة، وجاء على لسانه أنه ولدى اعتقاله عام 2006 كان بصحة جيدة جدا ولم يكن يعاني من اي مشاكل، حيث تم فحصه لدى اعتقاله، وبعد 5 أشهر من الاعتقال حول الأسير من سجن عوفر إلى المسكوبية، حيث تم اعتقال ابناء قضيته، وأثناء نقله إلى المسكوبية للتحقيق تعرض للضرب حيث كان يتم ضربه بالايادي ودفشه وهو معصب الاعين ومكبل اليدين.

وأشار بعد حوالي 70 يوم من التحقيق المستمر في المسكوبية واثناء التحقيق معه تعرض الأسير إلى ضربة قوية فقد الوعي على إثرها، ونقل إلى مستشفى هداسا عين كارم وكان ذلك بتاريخ 29/6/2006، وقد فحصوه ورفضوا اعلامه من ماذا يعاني بالتحديد.

وأضاف أنه اعيد الأسير بعدها الى المسكوبية ثم الى عسقلان، وهناك اصبح الاسير يعاني من مشاكل عديدة منها ضعف النظر بشكل تدريجي وارتفاع الحرارة، وكان يحول الى العيادة هناك ويتم اعطائه اكامول، وبعد ان اصبحت حالته تسوء اصبحوا يعطوه انواع ادوية مختلفة وكلما لم يساعده الدواء يتم اعطاءه نوع اخر، نتيجة تناول الادوية فقد زاد وضع الاسير سوء واصبح الاسير يعاني من ورم بالكبد واوجاع من مناطق مختلفة من الجسم وحصر في البول وغيرها، الى ان وصل به الامر الى ان اصبح غير قادر على المشي.

وحول الأسير إلى مستشفى الرملة عندما اصبح غير قادر على المشي الا ان مستشفى الرملة رفض استقباله بسبب خطورة وضعه وعدم استعدادهم لتحمل مسئوليته، كان التعامل مع الاسير بالرغم من صعوبة حالته سيئة جدا.

ونقل الاسير الى مستشفى برزلاي في عسقلان للعلاج، وأثناء مكوث الأسير هناك للعلاج كانت الادارة ترفض السماح للاسير بإبلاغ الصليب الاحمر او اهله انه موجود بالمستشفى.

وعلم الأسير لاحقا أن اهله كانوا يحضرون بشكل مستمر لزيارته، ولكن كان يتم اعلامهم انه معاقب وموجود بالزنازين لانه 'يفتعل مشاكل ولم يتم اعلامهم عن وضعه الصحي ووجوده بالمستشفى'.

وبعد أن طلب الاسير ضرورة اعلامه ما هي المشاكل التي يعاني منها وسبب تدهور حالته الصحية تم اعلامه انه يعاني من مشكلة بالقلب، وقد طلب من الاسير ان يوقع على ورقة من اجل اجراء عملية قلب مفتوح، ولكن الاسير رفض التوقيع بداية حيث اخبروه ان المكتوب بالورقة هو انه في حال وفاته اثناء العملية سيتم اخذ والاستفادة من اعضائه.

كان هناك بالمستشفى طبيب عربي وقد تحدث معه وطلب الطبيب من الاسير ان يوقع على الاوراق بعد أن أكد له انه هو من سيشرف على العملية، وأنه لن يموت وانه سيبذل الجهد الممكن لعلاجه ومساعدته.

بعد أن وقع الأسير تم تحويله الى مستشفى سيروكا، وهناك وقبل اجراء العملية طلب منهم ضرورة الاتصال بأهله للحديث معهم خوفا من ان يفارق الحياة نتيجة العملية الا انهم رفضوا ذلك.

وبعد ادخال الاسير الى غرفة العمليات تم اعطاءه بنج كامل وقد فقد الوعي بعدها لمدة 5 ايام وبقي في مستشفى سيروكا لمدة 20 يوم وكان خلال العشرين يوم شبه فاقد للوعي حيث كان يصحى وينام.

وكان الأسير بشكل مستمر يطالب ضرورة الاتصال بأهله والصليب لاعلامهم عن وضعه الا انهم كانوا يرفضوا، بعدها نقل الاسير الى مستشفى برزلاي حيث وضعوه في غرفة خاصة وتحت المراقبة المشددة وبعدها اصبح الاسير يعاني من تضخم في ارجله بشكل كبير ودخول مياه الى رئتيه.

نقل الأسير ايضا إلى مستشفى مراش الرملة حيث بقي هناك 6 شهور منها 3 شهور كان يستعمل العربات للمشي ولم يكن قادر على المشي مطلقا.

تبين لاحقا أن سبب تضخم شرايين الارجل الادوية التي كانوا يعطوها له وان مشكلة القلب ناتجة عن الضرب الذي تعرض له على الصدر.

يقول الأسير إن الطبيب في مستشفى برزلاي قام بتسجيل  في ملفه الطبي أن سبب ما يعاني منه هو نتيجة الادوية  التي كان يتم تجريبها عليه وان مشكلة القلب ناتجة عن ضربه قوية بالصدر على الشريان الرئيسي للقلب.

لدى وجود الأسير في سجن 'اهليكدار' ومنذ 3 شهور تقريبا تم اجراء عملية له  ايضا في ارجله بسبب انسداد الشرايين.

وقال فارس إن نادي الاسير رصد ما يزيد عن الفي حالة تم رصدها في مراكز التوقيف (سالم وحوارة وعتصيون )، ومراكز التحقيق ( بتاح تكفا والجلمة والمسكوبية وعسقلان)، وتراوحت هذه الحالات ما بين استخدام الكلبشات سواء البلاستيكية او الحديدية او استخدام الشبح او العزل او الضرب اثناء النقل ما بين المراكز وغالبية من تعرضوا لهذه الاساليب هم من القاصرين، وان محامي النادي قد نجحوا في الافراج عن بعض الحالات التي مورس بحقها التعذيب.

وفي ذات السياق، قال قدورة إن السجون الإسرائيلية تشهد حالة من الاهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، حيث تم رصد ما يزيد عن الف و1600 حالة ما بين مرضى السرطان والقلب والسكري والضغط والامراض الباطنية على اختلافها والعيون والاسنان والقائمة طويلة.

وأضاف أن النادي يتابع هذه الانتهاكات من الناحية القانونية، ومن ناحية مراسلة الجهات المختصة مثل اطباء لحقوق الانسان او جمعية مناهضة التعذيب.

وطالب فارس المجتمع الدولي القيام 'بمهامه والعمل على إجبار إسرائيل على تطبيق كافة البنود التي كفلت للاسرى حقوقهم منها اتفاقية جنيف وكافة المعاهدات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص'، داعيا إلى الإفراج 'الفوري والعاجل عن كافة الأسرى المرضى وخاصة الحالات الحرجة'.