خبر لا تكونوا عمليين جدا.. معاريف

الساعة 12:11 م|26 أكتوبر 2009

بقلم: حاييم نافون

"من بين كل المشاكل العسيرة حقا في العالم"، كتب وولتر ليفمان في 1948، "النزاع الاسرائيلي – العربي هو ابسطها جميعا". ليفمان كان صحافيا يهوديا – امريكيا، نال جائزة بولتسر. وفي صالحه يمكن القول انه في 1948 كان النزاع لا يزال فتيا. ولكن لا يمكن لنا ان نبرر بذات الشكل اوهام البيت الابيض اليوم بالنسبة لحل النزاع. تقرير وزارة الخارجية الامريكية يفيد بخيبة أمل في البيت الابيض: خلافا للتوقعات، فان الاتصالات بين اسرائيل والفلسطينيين لا تتقدم. المبعوث الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشيل قال بأنه لا يزال من السابق لاوانه الاعلان عن جهوده كفشل. يبدو انه يمكن بالذات بالتأكيد وصفها كفشل. يجدر بالذكر ان ميتشيل لم يحاول حتى ان يدفع المفاوضات السلمية الى الامام؛ حاول ان يدفع الى الامام الاتصالات نحو بدء المفاوضات، وحتى في هذا فشل. ومع ذلك، نجح ميتشيل في ان يحث المداولات حول المحادثات على بدء الاتصالات نحو المفاوضات. هذا لن يأخذه منه احد. ولكن ميتشيل ليس مذنبا. مذنب براك اوباما الذي اعتقد انه في 10 اشهر سينجح في ان يدفع الى الامام بشكل كبير حلا لنزاع ابن قرن.

الامريكيون العمليون يتعاطون مع النزاع الاسرائيلي – العربي كصراع على مصالح متضاربة، سيحل بحل وسط معقول. وهم يتجاهلون بأن الحديث يدور عن صراع وطني وديني، اعمق بكثير من تضارب المصالح. الفلسطينيون غير مستعدين لان يسلموا بوجودنا هنا. وهم ينفون حتى ان الهيكل كان على جبل البيت لاكثر من الف سنة قبل ان يبني المسلمون عليه مسجدهم. وجودنا في ارض اسرائيل لا يطاق في نظرهم. هذا صراع على مجرد وجودنا.

روبرت برنشتاين، مؤسس منظمة حقوق الانسان Human Rights Watch ادعى هذا الاسبوع بانه لا يفهم لماذا تركز المنظمة في السنوات الاخيرة على الهجوم على اسرائيل. واشار برنشتاين الى ان اسرائيل هي الديمقراطية الحرة الوحيدة المحوطة بالديكتاتوريات، التي لها ماض فظيع في مجال حقوق الانسان. ومع ذلك فان حقوق الانسان تنقض بالذات على اسرائيل. لماذا ينقضون علينا؟ لا يمكن شرح ذلك بالمفاهيم الراهنة لشبكة الاذاعة الثانية. نحن ملزمون بان نستخدم ايضا مفاهيم الشبكة الاولى؛ لمس الجذور العميقة للنزاع. موقف العالم الغربي منا يعكس موقف الثقافة المسيحية من اليهود على مدى الفين سنة. لشدة الاسف، يوجد ايضا يهود ابناء الغرب استوعبوا هذا النهج. موقف مثل هؤلاء اليهود من دولة اسرائيل لا يمكن ان نصفه الا كلاسامية ذاتية، كراهية ذاتية مشوهة. قرابة عشرين سنة وجهوا خطانا النهج الساذج الذي يبحث عن حل فوري للنزاع وكأن الحديث يدور عن نزاع حدودي بسيط. ولكن طالما كان الفلسطينيون يؤمنون بأن بوسعهم ان يطردونا، فانهم لن يساوموا. حان الوقت للشروع في ادارة النزاع، بدلا من الادعاء بحله. منذ عشرين سنة ونحن نحطم الرأس بالحائط؛ وبدلا من ان نغير المفهوم الفكري، نغير في كل مرة الحائط. جورج ميتشيل فشل. يوسي بيلين استخلص استنتاجا منطقيا: استبدال ميتشيل بمبعوث اخر. هذا بالتأكيد سيجدي.