خبر انظروا الى الشرق- هآرتس

الساعة 11:12 ص|26 أكتوبر 2009

بقلم: عوديد عيران

(مدير معهد ابحاث الامن القومي، كان سفير اسرائيل في الاردن

 ونائب المدير العام الاقتصادي في وزارة الخارجية)

 (المضمون: يجب على اسرائيل ان تعيد النظر في علاقتها بالاردن بحيث تزيد في تحسينها والاستفادة منها - المصدر).

ان علاقات اسرائيل بالاردن بعد 15 سنة من المراسم المؤثرة التي وقع فيها رئيس الحكومة اسحاق رابين والملك حسين على اتفاق السلام، في حضيض مقلق وتثير احساسا بخيبة الامل واضاعة الفرصة. ان اللقاء الصحافي الذي اجراه الملك عبدالله مع صحيفة "هآرتس" (عكيفا الدار، 8/10) عبر عن الخلافات والاغتراب بين الدولتين. الذنب في الوضع المعوج ملقى على باب شريكتي الاتفاق. فمنذ 1994 سلكت حكومات اسرائيل باستخفاف وسيادة تجاه المملكة الهاشمية، ولم تعتد بحاجات الاردن وحساسيته، بحيث بدت العلاقات به مفهومة ضمنا.

الحدود المشتركة الطويلة بين اسرائيل والاردن، وحقيقة ان اكثر السكان في الاردن من اصل فلسطيني تحدثان خلفية سهلة للتعاون. ان مناطق العقبة – ايلات، والبحر الميت وغور بيسان عرف انها ذات طاقة كامنة لكن الشيء القليل منها قد حقق، وبقدر كبير بذنب من اسرائيل. ان المصالح المحلية، وكذلك مصالح جماعات ضغط في اسرائيل، زيادة على عدم مبالاة الحكومة، من العوامل الرئيسة في كون الحدود الطويلة مسدودة في الأساس.

برغم توجيه رابين الصريح – فان فكرة اقامة مطار مشترك يعتمد على المطار في العقبة قد لفظت انفاسها. كذلك لم يمتحن قط نقل اكثر نشاطات ميناء ايلات الى ميناء العقبة. ان مساحة ذات قيمة من الشاطىء في ايلات، كان يمكن تطويرها وتحسينها لتستغل في نشاط اقتصادي ذي ايراد، تستعمل اليوم موقفا للسيارات من شرقي آسيا.

المصلحة الاسرائيلية في القدس تتفوق بلا شك على مصلحة الاردن؛ لكن اسرائيل اعترفت في اتفاق السلام بمكانة الاردن الخاصة في المدينة. كانت ترجمة هذه المادة في الواقع ربما تثمر نتائج اكثر ايجابا من الوضع الحالي، الذي تسيطر فيه جهات فلسطينية وعربية – اسرائيلية على مناطق حساسة في المدينة.

كذلك توجد طاقة كامنة عظيمة من الضرر في فكرة قناة البحر الاحمر – البحر الميت. فالاردنيون يعشقون الفكرة وفي اسرائيل خلاف بين المؤيدين والمرتابين الذين أُعد انا ايضا فيهم. ينبغي ان يعرض على الاردنيين خطة بديلة، تحسن مصالحهم، بدل الاسترخاء واغراق الفكرة بآلاف الصفحات من الاستطلاعات.

تنقل اسرائيل كميات كبيرة من الماء الى الاردن، لكن سياستها قصيرة الرؤية. ففي الامد البعيد لا بديل من التعاون الاردني – الاسرائيلي – الفلسطيني في انشاء مصادر ماء تلبي حاجة الزيادة السكانية. بدل قيادة حل اقليمي واقتصادي تتجاهل حكومات اسرائيل الجانب الجغرافي – السياسي الواسع.

كذلك للنظام الاردني نصيب من المسؤولية عن الوضع. ففي سني السلام سمح الملك حسين وابنه عبدالله لمعارضي الاتفاق بأن يهتاج في الصحف والشوارع. صحيح ان الاتحادات المهنية للاطباء والمحامين والصحفيين ومن أشبههم يسيطر عليها فلسطينيون في اكثرها، وهؤلاء اكثر تطرفا احيانا من اخوتهم في الضفة الغربية، لكن ليس في ذلك ما يسوغ عجز الحكومة في عمان.

ما يزال من الممكن تصحيح اخطاء الماضي. سيواجه النظام في الاردن في السنين القريبة امتحانات صعبة. كل نتيجة للتفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين ستؤثر في الاردن. وقد يعرض الانسحاب الامريكي من العراق الاردن للحاجة الى مواجهة موجة لاجئين اخرى وضرورات عسكرية. اسرائيل مهتمة كثيرا باستقرار الاردن، ومن هنا الحاجة ايضا الى مساعدته، بموضوعات لاسرائيل فيها مصلحة مباشرة.

بدل المبالغة في المضي الى دول شمالي افريقيا في طلب تطبيع العلاقات، ستجدي اسرائيل على نفسها اكثر اذا حصرت عنايتها في تطبيع العلاقات بدول قريبة. ان تطوير شبكات الطاقة، والماء والنقل العام معها أهم لضمان السلام واستقراره. يجب على اسرائيل ان تحاول بدء حوار سياسي – اقتصادي مع الاردن وان تصادره من الجهات الامنية التي تديره اليوم. يجب عدم الاكتفاء بالحوار الامني برغم اهميته.

في احدى الليالي بعد فشل محاولة اغتيال خالد مشعل، في محادثة مع مسؤولي الحكومة الاردنية الكبار، اعترف اريئيل شارون بأنه اخطأ بقوله ان الاردن هو فلسطين. من الحيوي منع احاديث ندم بعد بضع سنين، حينما سنندم على تجاهل جارتنا الشرقية.