خبر الثورة الصحيحة تلعب على الزمن.. يديعوت

الساعة 09:38 ص|25 أكتوبر 2009

بقلم: سمدار بيري

انتبهوا كيف تعمل أذرع الاخطبوت الايراني: حزب الله يعرقل منذ أربعة اشهر قيام حكومة في لبنان. حماس تصر على تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة مع ابو مازن. منظمة الارهاب للحوثيين لا تفوت فرصة في تهديد استقرار النظام في اليمن. في السجون في تركيا يعتقل 37 مشبوها بالتخطيط لعمليات ارهابية، بتكليف من طهران. في السجن المصري ينتظرون المحاكمة عشرات العملاء الايرانيين، الذين تسللوا بهويات فلسطينية بهدف اسقاط النظام. حركة جيش المهدي في العراق يتم تحريكها من خلف الحدود، حيث المركز والتمويل في طهران. بشار الاسد يعرف بانه اذا ما تحققت خططه للتقرب من الامريكيين فان الايادي الامريكية، التي توجد عميقا في داخل سوريا، من شأنها أن تشعل سلسلة من العمليات الارهابية الغريبة، وتضرم النار في اضطرابات شديدة في الملة الاقلية الحاكمة، العلوية، واثارة الشقاق بين القصر وأجهزة الامن.

لا حاجة للمرء أن يسقط من كرسيه في نهاية الاسبوع، حين نفذت ايران المناورة المتوقعة، تجاهلت على نحو تظاهري الانذار الامريكي في موضوع تخصيب اليورانيوم، اعادت الوفد الى طهران واعلنت: نحن نحتاج للمزيد من الوقت، كي ندرس صيغة الاتفاق". ليس لدى احد اوهام: ايران غير معنية بالتوقيع على الاتفاق، بالضبط مثلما حزب الله، بالهامها، لا يريد  ان تقوم حكومة في بيروت، بالضبط مثلما حماس تلقت توصيات حميمة لتسويف الزمن مع اتفاق المصالحة، الى أن ييأس ابو مازن، مبارك وكل من دس ايديه في الوحل الفلسطيني.

وصل الوفد الامريكي الى جنيف مع قائمة بضائع طويلة. ليس هذا فقط النووي وتخصيب اليورانيوم. وترمي الرزمة الى تحديد مصير النشاط الايراني، الخفي اساسا، والذي لا يتردد في تهديد الانظمة البارزة في العالم العربي والاسلامي. من لا يوجد في القائمة؟ العراق، الذي يريد اوباما ان يفر منه. الباكستان، التي تتلقى رغم انفها زيارات لعملاء وحدة "القدس" ذراع الارهاب والتصفيات الذي يشغله مبنى في وزارة الخارجية في طهران. مصر والاردن، اللذان اعلنا عن استعدادهما لاقامة برامج نووية، بالاساس كردع ضد ايران. ولبنان، سبق أن قلنا؟ رئيس الوزراء المرشح الحريري لا ينجح في اقناع نصرالله في أن يسمح له بان يحقق انتصاره الجارف في الانتخابات.

وبينما يجلس ممثلوها في حوار "تاريخي" حيال الامريكيين، فان طهران تواصل التباهي بوزارة "تصدير الثورة الاسلامية الصحيحة". واذا لم ينجح النووي، فان مئات عملاء "القدس" وامثالهم من شأنهم ان يعملوا في كل لحظة لهز الانظمة في أذربيجان، العراق، سوريا، السعودية. محظور ان ننسى للحظة ان محور الشر الايراني والثورة "الاسلامية الصحيحة" يرميان الى العمل في قناتين متوازيتين، بوتيرة تمليها طهران. واحدة للمدى البعيد – صواريخ وسلاح نووي – والثانية للمدى الاقرب، من خلال عملاء الارهاب، مصدري الارهاب باسم الثورة.

اللعبة الدبلوماسية تجري باوراق علنية. بدون أوهام. الفريق الامريكي يعرف من يجلس حياله واي مسافة مسموح له أن يسير. الفريق الايراني بعث مع تفويض لاظهار موقف ايجابي ولكن مع تسويف الزمن. والمحادثات وصيغة الاتفاق لا تلح بقدر ما يلح عليهم النفي بانه دار حوار من أي نوع كان (كان حوار بل كان جدا حسب الرواية الاسرائيلية والمصرية) بين اسرائيليين وايرانيين في القاهرة. انتبهوا الى الفارق: لو كان النشر (الذي صدر عن قصد من مصادر في مصر) عن حوار مع الاسرائيليين قد انكشف من الجانب الايراني، لكانت اسرائيل ملأت ثمنها بالماء او اكتفت بنفي غير مقنع.

ولكن اجندة ايات الله تسير نحو استمرار المواجهة مع كل العالم. واذا لم ينجحوا في تسويف الزمن، فانهم سيتلقون بالاجمال مزيدا من العقوبات. ولا يبدو أن احدا ما يسير نحو خيار عسكري. واذا ما اثاروا اعصاب اوباما فانهم سينغصون عيشه فقط بصيغ جديدة للمصالحة. في هذه الاثناء، اذرع الارهاب من شأنها ان تخرج من الثغور في كل لحظة، ان تضرب، وان تصرف الانتباه عما يجري لديهم في المنشآت النووية.