خبر مطلوب هجوم مضاد.. هآرتس

الساعة 09:32 ص|25 أكتوبر 2009

بقلم: يائير شيلغ

الدعوات لتوسيع الاعلام الاسرائيلي في موضوع تقرير غولدستون ليست كافية. التقرير هو مجرد جزء من ميل آخذ في التعاظم لعزل اسرائيل بصفتها المنبوذ العالمي، رغم ان "جرائم الحرب" المنسوبة لها بعيدة حتى عن الاقتراب من تلك التي لدى بعض من كبار مهاجميها. هذه الحقيقة تثبت مرة اخرى انه في الساحة الدولية، المصالح هي التي تقرر، واذا كانت المصالح هي اسم اللعبة، فمطلوب مبادرة لهجوم مضاد، هجوم يجبي ايضا ثمنا من المهاجمين بحيث يضطرون الى التفكير اذا كان الامر مناسبا لمصالحهم. من هذه الناحية، الدعوات لالغاء الاجازات الاسرائيلية الى تركيا كانت بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكنها ليست كافية.

لما كانت اسرائيل دولة صغيرة، فواضح ان معظم الخطوات لن تتمكن من ان تتم من قبلها مباشرة، بل بمساعدة ائتلاف واسع بقوى مختلفة في الغرب، قلقة مثلنا من ميل االاهمال امام نوايا الجهاد العالمي، او ايران.

خطوة واحدة مع ذلك يمكننا ان نقوم بها: الايضاح بأن اسرائيل سيسرها تشكيل لجنة تحقيق حول "رصاص مصبوب" ولكن كونه لا يعقل ان تكون اسرائيل مطالبة بنشاط تعفى منه دول اخرى، فاللجنة ستقام في اليوم الذي يقيم فيه الامريكيون والبريطانيون لجانا للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبوها في افغانستان؛ الروس في الشيشان، الاتراك حيال الاكراد، وهكذا دواليك.

خطوات جديرة اخرى: حث الاعتراف الدولي بمذبحة الاتراك للارمن كقتل شعب، وكذا النشاط لاشتراط دفع انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي بمواقفها تجاه الغرب، بما فيها اسرائيل؛ نشاط لتغيير قوانين الحرب في القانون الدولي، بحيث تتناسب مع القتال ضد ارهابيين يستخدمون المدنيين كـ "دروع بشرية"؛ مبادرة لفرض عقوبات على ايران من الدول الغربية فقط، دون انتظار عموم الاسرة الدولية – هذا ليس وضعا مثاليا، ولكنه افضل من الانتظار العقيم لاجماع دولي، ولا سيما لروسيا والصين (بالعكس، مثل هذا النشاط سيوضح ايضا بأنه هل الغرب بشكل عام معني بمثل هذه العقوبات، ام ان ممثلوه يستخدمون الرفض الصيني – الروسي كذريعة لمواصلة تجارة الشركات الغربية مع ايران).

كما يمكن العمل على الدفع الى الامام في اقتراح السيناتور جون ماكين لاقامة مؤسسة دولية جديدة تضم فقط دول ديمقراطية. ويقترح ماكين المؤسسة الجديدة بدلا من الامم المتحدة، اي لتلك الدول التي تنسحب من الامم المتحدة. ولكن قد تكون هذه خطوة حادة جدا، على الاقل في هذه المرحلة. ومع ذلك مهم ان تبلور الدول الديمقراطية سياسية مشتركة حيال الاغلبية التلقائية للدول غير الديمقراطية في مؤسسات الامم المتحدة. يحتمل ايضا ان يكون مجرد وجود تهديد لانسحاب الدول الديمقراطية في الخلفية، وهي التي تقدم للامم المتحدة اساس مقدراتها ومكانتها الاخلاقية، يمكنه ان يؤثر فيلطف حدة مواقف الدول الاخرى.

جزء من هذه النشاطات لا بد تتعارض مع روح الادارة الامريكية الحالية، بل ويمكنها ان تثير حفيظتها. وهذا بحد ذاته سبب يدعو الى ادارة سياق كهذا فيما لا تظهر اسرائيل في مقدمة المنصة. ومع ذلك، فان الواقع التاريخي يثبت بأن العناصر التي تظهر بأنها ليست في جيب أحد، تحظى بالذات بتفوق سياسي؛ لكل واحد من الاطراف توجد مصلحة في مغازلة الاخرين. اذا عرفت ادارة اوباما بأن اسرائيل ومؤيديها اليهود وغير اليهود غير موجودين في جيبها، يحتمل ان تكون هي ايضا اكثر حساسية في سياستها تجاهها.