خبر حشر حماس في الزاوية.. هآرتس

الساعة 09:30 ص|25 أكتوبر 2009

بقلم: آفي يسسخروف

رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) وقف امس امام اعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية كي يوضح لهم قراره يوم الجمعة بالاعلان عن 24 كانون الثاني 2010 موعدا لانتخابات عامة للبرلمان وللرئاسة. وشرح لهم بأن هذه ليست مناورة سياسية ولكن قلائل في اوساط الحاضرين في القاعة وافقوا على هذه الرواية. من الصعب التقدير بأنه في نهاية شهر كانون الثاني، بعد ثلاثة اشهر، ستجرى بالفعل انتخابات في الضفة وفي غزة وفي شرقي القدس، في الوقت الذي تعلن فيه حماس عن ان هذا القرار غير شرعي لرئيس غير قانوني. هذا اضافة الى المعارضة المتوقعة من جانب حكومة بنيامين نتنياهو لانتخابات في شرقي القدس، ولا سيما اذا قررت حماس رغم ذلك المشاركة فيها.

نشر المرسوم الرئاسي هو خطوة سياسية ضرورية من ناحية ابو مازن. في 25 كانون الثاني، ستنتهي ولايته حتى حسب روايته (في حماس يدعون بأن الولاية انتهت في كانون الثاني 2009، بينما مؤيدو عباس يعتقدون بأنها تنتهي في كانون الثاني 2010). اعلان عن انتخابات سيشق الطريق امام امكانية تمديد ولايته في ضوء رفض حماس المشاركة في الانتخابات.

اضافة الى ذلك، فان بيان ابو مازن يرمي الى خلق ضغط على حماس للموافقة على الاقتراح المصري للمصالحة مع فتح. اذا لم يتوصل الطرفان الى اتفاق حتى موعد الانتخابات، ستتخذ حماس في نظر الجمهور في المناطق صورة من أدى الى عرقلة الانتخابات وبقدر كبير افشال مساعي الوحدة العزيزة جدا على قلب الشارع الفلسطيني.

ابو مازن، بجوانب عديدة، غير يوم الجمعة تكتيكه. فقد اختار الا ينتظر جواب حماس على مشروع المصالحة المصري فيما يتعرض في هذه الاثناء الى انتقاد غير مسبوق، ولا سيما بسبب تأجيل البحث في تقرير غولدستون. وبدلا من ذلك فقد قرر شن هجوم ودفع حماس نحو الزاوية. فقد هاجم المنظمة الاسلامية على التأخر في تقديم جوابها للمصريين بالنسبة لاتفاق المصالحة الذي عرضوه على الطرفين، واضافة الى ذلك بمجرد نشر موعد الانتخابات، أعاد عباس التفويض الى الجمهور بقوله: انا مستعد الان لقرار الشعب، اما حماس فهي تتملص منه.

جواب حماس متوقع هو ايضا. المنظمة على علم بالشرك الذي تعيش فيه: فمن جهة، اذا رفضت الانتخابات سيضعف التأييد لها أكثر فأكثر. اما الموافقة عليها فتكشفها امام امكانية معقولة، حسب كل التوقعات، في خسارة نكراء، على الاقل في الانتخابات للبرلمان. وعليه، وبشكل لا بديل له، فضلت المنظمة الصورة السلبية على فقدان الحكم. حاليا، السيناريو الاكثر معقولية هو، كما اسلفنا قرار من ابو مازن بالاعلان عن تمديد ولايته الى ان تنشأ امكانية للانتخابات في المناطق. ولكن غير قليل من كبار المسؤولين في م.ت.ف يضغطون على عباس للسير حتى النهاية في قراره واجراء الانتخابات في الضفة فقد. غير ان مثل هذه الامكانية ستجعل الانتخابات مهزلة – بدون ديمقراطية حقيقية وبدون مشاركة ثلث اصحاب حق الاقتراع.

اضافة الى ذلك، يجدر بالذكر انه رغم الاتهامات الحادة من جانب حماس على ابو مازن في ان في بيانه دفن مساعي المصالحة، فانه حتى نهاية كانون الثاني ثمة للوسطاء المصريين ثلاثة اشهر للضغط على حماس للموافقة على الاقل على الانتخابات كطريق لحل الحرب الاهلية. اتفاق بين فتح وحماس، يؤدي الى تأجيل انتخابات حتى شهر حزيران ويحتمل اكثر من ذلك ايضا.