خبر اللوبي الصهيوني يمتد إلى بروكسل بمباركة أوروبية

الساعة 10:32 ص|24 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-القدس

بعد الولايات المتحدة الأميركية بدأ اللوبي الصهيوني بممارسة نشاطه بشكل علني من عاصمة دول الأتحاد الأوروبي بروكسل بمباركة رسمية من المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي، وستكون مهمة هذا اللوبي العمل على تعزيز أواصر العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية ومحاربة اي تقارب عربي – أوروبي.

 

والجديد في هذا الموضوع أن اللوبي الصهيوني أصبح متواجداً اليوم عبر مؤسسات شرعية تنشط بشكل علني وبدعم مالي اوروبي، فيما في السابق كانت أنشطة اللوبي الصهيوني تتم بشكل ملتو حتى لا تتعرض للمحاربة او للمضايقات.

 

وفي التفاصيل فقد تم افتتاح مكتب للمؤتمر اليهودي – الأوروبي في بروكسل يوم الأربعاء في 14/10/2009 ليكون وسيلة اتصال دائم بين اللوبي الإسرائيلي ومؤسسات الأتحاد الأوروبي. وسيتحرك المكتب بموازاة الأنشطة التي تقوم بها المؤسسات الإسرائيلية الأخرى في بروكسل والتي تعمل تحت غطاء مؤسسات للدراسات والأبحاث.

 

وتحظى مختلف هذه الهيئات بدعم مالي مباشر من قبل الموازنة العامة للاتحاد الأوروبي.

 

وعلم ان الإتـحاد الأوروبي رصد موازنة سنوية تبلغ 50 مليون يورو لهذا المكتب الجديد بغية تغطية مصاريفه ورواتب موظفيه ودعماً للأنشطة التي سيقوم بتنفيذها.

 

وتركز جميع هذه الهيئات عملها على احتواء تصاعد الرفض الشعبي والرسمي الأوروبي لسياسات إسرائيل المنافية للشرعية الدولية والرافضة للسلام علنا، كما تركز على توجيه الرأي العام الأوروبي بشكل منهجي ضد القضايا العربية والإسلامية.

 

كما تتوخى هذه الهيئات من وراء تواجدها إيجاد مساحة هامة لإسرائيل تسمح لها ليس فقط بالتأثير على أي قرار أوروبي بل المساهمة في صناعته أسوة بما يفعل اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية.

 

وحضر حفل الافتتاح رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه باروزو ورئيس البرلمان الأوروبي جيرزي بوزيك وعضو المفوضية المكلف بالشؤون الأمنية جاك بارو، و50 نائباً اوروبياً بالإضافة الى رئيس المؤتمر اليهودي الأوروبي موشي كانتور ووزير البنى التحتية الإسرائيلي عوزي لاندو والذي ينتمي إلى الحزب المتطرف ( إسرائيل بيتنا) الذي يتزعمه وزير الخارجية الإسرائيلي افغيدور ليبرمان.

 

ووظف وزير البنى التحتية الإسرائيلي مراسم الافتتاح لشن هجوم على الدول العربية التي وصفها بالتطرف، ولشن هجوم لاذع ضد المسلمين وخاصة من أبناء الجاليات المقيمة في أوروبا الذين وصفهم بالتشدد، وحذر الدول الاوروبية من التعامل معهم.

 

ولم تثر تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف أية ردة فعل أوروبية تذكر، وبدا الجميع موافقون على طروحاته العدوانية والتي ستشكل على ما يبدو خارطة طريق عمل للوبي الصهيوني من خلال المكتب الجديد في بروكسل، والذي شجع إسرائيل على تشكيل اللوبي في اوروبا وإطلاقه بشكل علني هو ما تحظى به تل أبيب اليوم من دعم منقطع النظير من أهم الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا، إضافة الى بعض دول اوروبا الشرقية التي تصر على اقامة أفضل العلاقات مع حكومة نتنياهو، كما ترفض توجيه أي لوم إليها بشأن موقفها الرافض لوقف الإستيطان أو بشأن موقفها الممانع لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

 

وحتى المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في غزة إبان العداون الأخير كانت مبررة من قبل بعض هذه الدول التي حمَلت كل المسؤولية لحركة حماس، ووضعتها ضمن خانة الإرهاب وليس ضمن خانة المقاومة التي تجاهد من اجل استرداد ارضها السليبة.

 

وتعتبر هذه الدول خط الدفاع الأول عن مصالح اسرائيل الإقتصادية حيث تصر على اعطاء تل ابيب حق التمتع بأفضل العلاقات التجارية مع دول الأتحاد الأوروبي كما لو انها كانت عضواً في هذا الأتحاد.

 

ومع انشاء مكتب للوبي الإسرائيلي في بروكسل فإن مستوى العلاقات الأوروبية – الإسرائيلية سيشهد المزيد من الإرتقاء فيما ستصاب المطامح العربية بمزيد من الإحباط ما لم تعمد الدول العربية الى اطلاق مشروع مواجهة وهذا الأمر مستبعد على المدى المنظور بسبب ما تسود الأجواء العربية من خلافات وتباينات وتعددية في المواقف.