خبر تقرير : تخرجت ويا ريتني ما تخرجت !!

الساعة 08:25 ص|24 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – غزة ( تقرير خاص )

يوما بعد يوم تتفاقم في فلسطين مشكلة عجزت عن حلها جميع الحكومات المتعاقبة على ارض هذا الوطن , وهي مشكلة الخريجين , فهذه الشريحة المتعلمة والمثقفة لم تجد طوال سنين مضت من المسئولين سوى بعض كلمات المواساة والمطالبة بالانتظار على الطوابير لربما يأتي يوم تحل فيه مشاكلهم .

 

فالجامعات الفلسطينية تزج سنوياً آلاف الخريجين الذين يصدموا بالواقع المفروض عليهم حال تخرجهم , فمنهم من يحاول البحث عن مهنة لا تمت لتخصصه بصلة كي يحصل على قوت يومه , وآخر لا يجد له مفر سوى المكوث في بيته وانتظار الفرج القريب من الله , أما الشريحة الكبرى منهم فهي على أمل أن تفتح المعابر كي تسنح لها الفرصة لتهاجر من موطنها إلى مواطن الغرباء , وتظل الحسرة في قلوب ذويهم علة أمل اللقاء .

 

فالمواطنة نور عثمان تخرجت من الجامعة الإسلامية قبل سبع سنوات من كلية الهندسة , وطوال السبع سنوات لم تجد لها مصدر رزق ثابت على الرغم من أنها متزوجة ولها طفلان فهي تنتظر فرصة فتح المعابر كي تهاجر لأي بلد عربي علها تجد وزوجها فرصة عمل طالما حلمت على إيجادها في بلدها .

 

أما الخريج محمد شعبان من كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات يعاني منذ ثلاث سنوات من عدم وجود فرصة للعمل في مجال تخصصه سو أنه حصل السنة الماضية على عقد لمدة عام للعمل في مجال التدريس كموظفي المساندة والآن هو على أمل بأن بجدد له العقد ثانية .

 

وقال شعبان لمراسلة فلسطين اليوم : " أنا مدان للجامعة بمبلغ 1000 دينار وحتى الآن لم أستطع الحصول على شهادتي لأني لم أسدد أي من الرسوم المتبقية علىَ , ولا أدري ماذا سأفعل وكيف سأكمل مشوار حياتي في ظل عدم توفر الفرص " .

 

والمواطنة سلمى يوسف معاناتها تختلف عن معاناة الآخرين إذ أنها تجد نفسها مطالبة بالرجوع إلى الجمعيات استغلالية على حد قولها لتساعدها في توفير فرصة عمل لها وحتي عن توفر لها ذلك فإن الجمعية تفرض عليها دفع نصف الراتب .

وأوضحت الأستاذة وداد الصوراني نائبة رئيسة جمعية الخريجات أن هذه الإشكالية قائمة بسبب عدم وجود فرص للتوظيف من جانب وعدم تأهيل الخريجين من جانب آخر .

وعن دور الجمعية في خدمة الخريجين قالت الصواني :" الجمعية تعمل على تأهيل الخريجين من خلال بعض الدورات التدريبية التي تجريها , وأن هنالك بعض الممولين الأجانب الذين يحاولون حل هذه الإشكالية بدعم بعض المشاريع لتوظيف الخريجين لمدة ثلاثة شهور أو أكثر دون وضع حدود جذرية" .

 

وهكذا تظل مشكلة الخريجين قائمة ولا يدري أحد إلى متى ستظل مستمرة وما السبب وراء تفاقم هذه الأزمة أهو الحصار أم الانقسام أم أن الجامعات الفلسطينية تخطئ في أنظمة التسجيل لديها باستقطابها أعداد ضخمة من الطلاب في حين أن الخريج لا يجد فرص عمل.