خبر ماذا يمكن أن تفعل حماس عند إجراء الانتخابات المقبلة؟؟

الساعة 06:21 ص|24 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

بعد أن أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس، مرسومه القاضي بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الشاملة في يناير المقبل، تجددت التساؤلات حول إمكانية دخول حركة حماس في معترك هذه الانتخابات، وما يمكن أن تفعله كي تضمن انتخابات نزيهة، دون حدوث تزوير لصالح منافسيها برام الله، الأمر الذي ينفيه العديد من المراقبين، خاصة مع وجود تخوف إسرائيلي وأمريكي ودولي من فوزها مجددا، مما يعني – بالنسبة لتلك الأطراف المذكورة- ضرورة إسقاط حماس في هذه الانتخابات بأي وسيلة كانت. 

يحذر د. عصام عدوان، المحلل السياسي، من احتمالات قوية لتزوير الانتخابات في حال إجرائها من قبل لجنة الانتخابات المركزية، وذلك بالتواطؤ مع حكومة رام الله، والجهات الدولية الأخرى كالولايات المتحدة والرباعية الدولية، وغيرهم. مضيفاً: " حتى لو كانت هناك رقابة دولية على الانتخابات، فإن المراقبين سيتواطؤون مع عباس لإنجاحه هو ومرشحوه بأي وسيلة كانت.

وهنا تزداد الأمور صعوبة بالنسبة لحماس التي يجب أن تحتاط أمام وجود سيناريو من هذا النوع، كأن تقوم مثلا باشتراط وضع مراقبين نزهاء من دول كتركيا وسوريا وفنزويلا وكوبا، أو أية دول أخرى تتمتع بالنزاهة المطلوبة ".

ويشدد عدوان لصحيفة فلسطين على أن وظيفة هؤلاء المراقبين لا تنحصر في الإشراف على سير الانتخابات فحسب، بل يجب أن يمتد إشرافهم أيضاً إلى سير عملية الدعاية الانتخابية في كل من الضفة وغزة قبل الانتخابات بفترة كافية، وذلك خوفا من أن يقوم الاحتلال الإسرائيلي أو سلطة رام الله باعتقال مرشحي حماس بالضفة، فضلاً عن ملاحقة الناشطين في حملتها الانتخابية واضطهادهم.   

ثم يكمل عدوان: " يمكن لحماس أيضاً أن تشترط ضوابطها لضمان نزاهة عملية الاقتراع، كأن تقوم بتسمية نصف أعضاء كل من لجنة الانتخابات المركزية ولجانها الفرعية، ووضع أحد مندوبيها أمام كل صندوق اقتراع بالضفة، مع السماح بالشيء ذاته لفتح بغزة، لكنني في النهاية أنبه إلى نقطة في غاية الأهمية: يجب ألا تدخل حماس في انتخابات لا تثق بنزاهتها ".

" الجدلية التي تتعلق بموعد الانتخابات لا تكمن بمدى شعبية حركة حماس، ولكن السؤال هو: هل ستشارك حركة حماس في الانتخابات أم لا؟! ".

هذا ما يطرحه مؤمن بسيسو، المختص بشئون الفصائل الفلسطينية، الذي يؤكد أن حماس لن تدخل الانتخابات طالما بقي الانقسام مستمرا، لكن هذا لا يلغي الشعبية التي تتمتع بها الحركة في الشارع الفلسطيني، بحسب وجهة نظره.

 

ثم يتابع: " إن أي نقص في شعبية حماس بغزة تستطيع أن تعوضه عبر تصاعد أسهمها في الضفة الغربية، أي أن الحركة ما زالت تحافظ على مستوى عال من التأييد الجماهيري، كما أن هناك إمكانية واضحة في فوزها في أي انتخابات قد يتم إجراؤها مستقبلا، وذلك بحسب العديد من التقديرات التي أيدت احتمالية حدوث هذا الأمر ".

ويستحضر بسيسو التقديرات الإسرائيلية التي رجحت عن مصادر استخباراتية بـ(إسرائيل) ركزت عل مخاوف متصاعدة من احتمال فوز حماس في حال تمت انتخابات مقبلة، مفندا في الوقت ذاته ما تردده أوساط سلطة رام الله عن " حتمية خسارة حماس للانتخابات "، حيث يقول: " إن سلطة رام الله تبني افتراضاتها على أسس بعضها صحيح، والآخر مخالف للواقع تماما، فحتى أكثر السياسيين حنكة لا يستطيع توقع ما قد يحدث على الساحة الفلسطينية من أحداث جديدة قد تقلب كل المعادلات السياسية الفلسطينية، كما حدث مع فضحية تقرير غولدستون، أو أن تتم صفقة تبادل أسرى مع الجندي الأسير جلعاد شاليط، أو حدوث مصالحة بين فتح وحماس. كلها أحداث ستغير كافة التوقعات ".

 ولا يرجح بسيسو فوز حركة فتح في الانتخابات لأسباب عدة، يوجزها بقوله: " إن فتح تخسر سياسيا يوما بعد يوم، فهي لا تمتلك برنامجا سياسيا واضحا، ولأن سياسة سلطة رام الله التي تمثلها مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية، إذ استطاعت تحويل الضفة المحتلة إلى " محمية إسرائيلية " عبر ممارساتها غير الوطنية هناك ضد جميع فصائل المقاومة، مما خلق شعورا عاما من العداء والكراهية تجاهها ".