خبر الاندبندنت: صمت القيادة الفلسطينية المنقسمة تجاه سوء معاملة العرب للاجئين خلق « مأساة »

الساعة 08:28 ص|23 أكتوبر 2009

 فلسطين اليوم-قسم المتابعة

ركزت الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة على وضع اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.

صحيفة الإندبندنت البريطانية تنفرد بنشر تقرير خاص عن اللاجئين الفلسطينيين تحت عنوان "لا طريق نحو الوطن: مأساة الشتات الفلسطيني" أعده الصحفيان الأمريكيان، جوديث ميلر وديفيد صامويلز.

 

يذهب التقرير إلى أن القارئ قد يعتقد أن اللاجئين الفلسطينيين قد يكونون محل ترحيب من قبل البلدان العربية المجاورة لكن في حقيقة الأمر يُحرمون من أدنى الحقوق الأساسية والتجنيس في البلدان التي يعيشون فيها.

 

ويمضي التقرير قائلا إن من المفارقات التي تميز العمل السياسي في منطقة الشرق الأوسط تركيز السياسيين على الأزمة السياسية والإنسانية التي يعيشها نحو 3.9 ملايين فلسطيني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة في حين يتجاهلون محنة نحو 4.6 ملايين لاجئ يعيشون في بلدان عربية معينة.

 

ويواصل التقرير أن الحكومات العربية بررت قرارها بإبقاء ملايين الفلسطينيين دون تجنيس وفي ظروف معيشية صعبة في المخيمات على مدى عقود بأنه وسيلة لممارسة الضغوط على إسرائيل، مضيفة أن مشكلة اللاجئين ستحل إذا ما سمحت إسرائيل للفلسطينيين بإقامة دولة خاصة بهم.

 

وتلاحظ الصحيفة أن لا أحد من اللاجئين الفلسطينيين عاد إلى إسرائيل خلال العقدين الماضيين منذ انتهاء الحرب الباردة ومرورا بحربي الخليج الأولى والثانية وتوقيع معاهدة أوسلو ثم تعثر عملية السلام، ما عدا قلة من الموظفين الفلسطينيين الكبار في السن سمح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

إن فشل خطط السلام وتبدل الأولويات السياسية أدت إلى نكبة فلسطينية ثانية بعد نكبة عام 1948 لكن في هذه المرة على يد الحكومات العربية كما تلاحظ الصحيفة.

 

وتنقل الصحيفة عن تقرير أعدته مجموعة الأزمات الدولية في لبنان قولها إن اللاجئين الفلسطينيين أصبحوا يشكلون "قنبلة موقوتة لأنهم مهمشون ومحرومون من الحقوق السياسية والاقتصادية ويعيشون عالقين في المخيمات دون أي آفاق واقعية".

 

ويمضي التقرير قائلا إن صمت القيادة السياسية الفلسطينية المنقسمة تجاه سوء معاملة اللاجئين من قبل الدول العربية لا يساعد في إدانة هذا السلوك. وفي هذا الإطار، طرد نحو 250 ألف فلسطيني من الكويت ودول خليجية أخرى عقابا للقيادة السياسية الفلسطينية بسبب دعمها لصدام حسين كما أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين المقيمين في العراق جردوا من ممتلكاتهم بعد حرب الخليج الثانية.

 

 

صمت وانقسام القيادة السياسية الفلسطينية لا يساعد في إدانة المعاملة السيئة التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون

 

أما في لبنان، فقد حرم اللاجئون الفلسطينيون عام 2001 من حق تملك العقار أو نقل ملكية العقارات التي يملكونها أصلا إلى أبنائهم. وفي نفس السياق، صدرت قوانين تحظر عليهم العمل في عشرين مهنة من المهن منها مهنة الطب والمحاماة والصيدلة.

 

بل وحتى الفلسطينيون الذين يعيشون في الأردن لهم أسبابهم الخاصة التي تدعوهم إلى عدم الشعور بالأمان في ظل التهديدات الرسمية بتجريد بعضهم من الجنسية الأردنية.

 

وتواصل الصحيفة قائلة إن رفض الحكومات العربية بشكل منظم منح الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطيينيين الذين يعيشون على أراضيها إضافة إلى الطرد الجماعي من حين لآخر لمجموعات فلسطينية بأكملها يذكر بالمعاملة التي تعرض لها اليهود في أوروبا خلال العصور الوسطى.