خبر غابي برامكي: اسرائيل ستزول اذا استمرت بتحدي الشرائع الدولية واستخدام العنف ضدنا

الساعة 06:38 ص|23 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

أكد الدكتور غابي برامكي، نائب الرئيس السابق لجامعة بيرزيت في فلسطين، لدى تقديمه كتابه 'المقاومة السلمية' الصادر عن دار 'بلوتو' في لندن 'وجود مكان للمقاومة السلمية ضد الاحتلال الاسرائيلي القاسي في فلسطين على الرغم من ان الدولة العبرية سلبت الاراضي الفلسطينية من اصحابها بالقوة وعبر التطهير العرقي'. ولكنه قال في الوقت عينه ان 'اسرائيل ليست جادة في رغبتها بالتوصل الى سلام مع الفلسطينيين بل تسعى الى اطلاق عملية سلام مستمرة لا تحقق اي نتائج، وهي ليست مستعدة للتخلي عن الاراضي التي احتلتها بالقوة في عام 1967، وبالتالي فهي تعتبر نفسها فوق القانون والشرائع الدولية، وهذا التوجه الساعي الى البقاء بواسطة العنف والقوة لا يمكن ان ينجح في المدى البعيد، وسيؤدي الى زوال هذه الدولة اذا لم تبدل توجهها وترضى باعطاء الفلسطينيين حقوقهم ومعاملتهم بالمساواة'.

وكان برامكي يتحدث في مركز عبد المحسن قطان (غرف الفسيفساء) في لندن، وقال في ردّ على سؤال لرئيس جمعية الجالية الفلسطينية في بريطانيا القاضي يوجين قطران: 'كرجل علم واستاذ علوم لا ارى بأنه لدى اسرائيل مشروع للبقاء في المدى البعيد، كما هي الامور الآن، فالايديولوجية الاسرائيلية الحالية لا يمكن استمرارها الا عبر الممارسات القمعية الكولونيالية، والأمل الوحيد هو انشاء دولة يعيش فيها الفلسطينيون واليهود بمساواة وألفة وتناغم'.

وأضاف: 'في جامعة بيرزيت قطعونا عن غزة وكان لدينا طلاب من غزة والضفة ومن فلسطينيي اسرائيل فوضعوا ستمئة حاجز لمنع وصول الطلاب الى الجامعة ولعزلنا، وساهموا في فصل الجامعات الفلسطينية عن بعضها وعن الشعب الفلسطيني، وتحولت جامعاتنا الى مؤسسات لخدمة ابناء مناطق محدودة محاصرة اسرائيلياً'.

وفي رد على سؤال لـ'القدس العربي' حول دوره في جامعة بيرزيت (وهو حاليا بلغ ثمانيناته) قال: 'كنت مديرا لكلية بيرزيت قبل ان تصبح جامعة ولدى تعيين الدكتور حنا ناصر رئيسا للكلية بعد تحولها الى جامعة، ابعدته السلطات الاسرائيلية فرفضنا جميعا احتلال منصب رئيس الجامعة في غيابه وصرت انا ادير الجامعة بمنصب نائب الرئيس (او الرئيس المنتدب) واستمررت في تعليم الكيمياء وهي مادة اختصاصي، وكنت اخشى ان يتم ابعادي كما ابعد الدكتور حنا في اي لحظة من المكان الذي اعتبر بانه منطلق جذوري كانسان، ولحسن الحظ لم أبعد وبقيت هناك حتى الساعة، وما اصعب ان يُبعد انسان من وطنه'.

وقدّم برامكي الى المشاركين في المناسبة السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة الدكتور مانويل حساسيان، وجوسلين هيرندل والدة الشهيد البريطاني توم هيرندل الذي سقط بالرصاص الاسرائيلي الغادر خلال تواجده في مهمة في الاراضي المحتلة. وقالت هيرندل انها بعد قراءة كتاب برامكي ازداد احترامها له ولالتزامه كانسان فلسطيني بمهمته التعليمية والادارية الجامعية في بيرزيت. واشارت الى اهمية العلم في التحديات التي تواجه الفلسطينيين حاليا. ورأت بان 'ذكريات برامكي في جامعة بيرزيت تشكل شهادة في الصمود الفلسطيني ومرجعاً لمعرفة التاريخ الحقيقي للنضال الفلسطيني، على شتى الأصعدة'.

وشجبت هيرندل 'التعامل الاسرائيلي غير الحضاري مع الجامعات الفلسطينية وانشاء حواجز التفتيش للحيلولة دون وصول الطلاب الى جامعاتهم والتنكيل بهم والقاء القبض على بعضهم من دون حجج مقبولة، بالاضافة الى سجن او قتل بعضهم الآخر'. وتمنت ان 'ينجح العالم الغربي في حماية حق الفلسطيني بالعلم والتطور وان هذا يتطلب المقاومة'.

وقال الدكتور حساسيان انه 'يفخر بكونه احد خريجي بيرزيت عندما كان برامكي نائبا لرئيس الجامعة ولعمله معه في لجنة تابعة لوزارة التعليم العالي'. ورأى بان 'كتاب برامكي سيصبح وثيقة حول التعليم العالي في ظل الاحتلال'.

وشدد برامكي في كلمته على ان كتابه 'يشكل مرجعا لممارسات الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 ولاستمرار التطهير العرقي للفلسطينيين الذي بدأ عام 1948'.

وأكد بان 'فلسطين ارضنا ووطننا وستبقى دائما كذلك حيث تواجدنا كفلسطينيين'. واعتبر انه من اهم مهمات بيرزيت وغيرها من الجامعات الفلسطينية 'منع حدوث هجرة الأدمغة الفلسطينية من الوطن. وقد نجحت في ذلك الى حد ما برغم التدخلات السلبية الاسرائيلية في الاتجاه المعاكس'. وقال انه وفي 'مناسبات عديدة دفع الى استمرار العمل الطبيعي في الجامعة برغم خطورة الاحداث المحيطة بموقعها، فاستمرت الامتحانات وبقيت الجامعة تخرج طلابها وذهب كثيرون منهم وتخصصوا في الخارج وحققوا افضل النتائج'.

كما اشار الى ان الجامعة 'اضطرت للتوقف 14 مرة، وفي احدى المرات اقفلت لـ51 شهرا، ولكنها استمرت في توفير الدروس للطلاب سراً وفي الخفاء لكي لا ينقطع منهجم الدراسي ولكي لا يتأخروا في نيل شهاداتهم'.

وأسف لأن 'تلامذة الجامعات في فلسطين كوّنوا فكرة سلبية جدا عن يهود فلسطين، اذ يعتبرونهم ليسوا اكثر من محتلين قساة يمارسون القمع ضدهم ويتوقون للاستيطان ولزيادة اعداد المستوطنين الذين يسلبونهم اراضيهم'. وقال 'لكننا علمناهم ان قوة القلم والعقل اكثر فاعلية من اي قوة اخرى في استعادة الحقوق وهم الذين سيبنون دولة فلسطين في المستقبل'.

كما أسف بشدة ' للخلافات القائمة بين المجموعات والقيادات الفلسطينية' وقال: 'كان لدينا عدو واحد هو اسرائيل، واصبحنا اعداء لبعضنا بعضا وترجمت هذه العداوات في الجامعات الفلسطينية'.

واكد 'استمرار العلاقات الوثيقة بين الجامعات الفلسطينية والجامعات الاوروبية وحتى الامريكية' مشيرا الى 'ان الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في الخارج ما زالوا يحققون النتائج الممتازة'.