خبر دعونا رجاء نتنفس هنا -يديعوت

الساعة 09:34 ص|22 أكتوبر 2009

بقلم: موتي رابيد

تلوث الهواء في اسرائيل يتم اساسا من ثلاثة عوامل: السيارات، محطات توليد الطاقة والمشاريع الصناعية. قلة ايام المطر وكثرة الايام التي تكون فيها الرياح ضعيفة جدا تساهم بالمكوث الطويل لغبار ونفايات الوقود فوق المناطق المدينية والمناطق الصناعية. والنتيجة هي تجمعات تلوث عالية عشرة اضعاف واكثر مما في مدن كبرى في العالم.

التأخر في تطوير شبكة قطارات، الغياب التام للمواصلات التي لا تتحرك بالوقود واكتظاظ السيارات على الطرقات، والذي ليس له مثيل في العالم، كل هذا يؤدي الى استثناءات شديدة في تلوث الهواء بالنسبة للمقاييس القائمة في العالم وفي البلاد. الصناعات الثقيلة، ولا سيما في خليج حيفا وفي منطقة بئر السبع، تقدم هي الاخرى مساهمتها. حتى اليوم لم تتخذ وسائل فرض ناجعة للمقاييس لمنع تلوث الهواء ضد المصانع الملوثة.

صوت استجابة هزيل من وزارة جودة البيئة، انعدام فعل من جانب السلطة المحلية، اللوبي القوي للصناعة وبطارية المحامين الذين يقفون امام كل من يحاول رفع الدعاوى على المصانع – كل هذا يساهم في تجميد الوضع. المنظمات الخضراء على انواعها تبقى في الغالب معزولة وصوتها يضيع في الجلبة  الكبيرة للحياة العامة العاصفة في الدولة. الكثير من الهذر، المنشورات والعلاقات العامة من جانب المصانع الملوثة، في ظل التعاون السلبي من السلطات، التي تتطلع الى خلق وهم بانها تقوم بافعال في هذا المجال، تغطي على التحسن بوتيرة سلحفاء عرجاء، أنظمة لا تفرض ومعدلات فساد لا تنخفض.

نتائج تلوث الهواء من ناحية الامراض والوفيات ترتفع الى مستويات عالية لتفوق معدلات حوادث الطرق التي تكلف الحملات المغطاة اعلامية لتقليصها مئات ملايين الشواكل في كل سنة. الدولة لا تتردد في دفع نحو نصف مليار شيكل لقاء تطعيم ضد انفلونزا الخنازير، والتي ليس واضحا بعد اذا كنا سنضطر اليها لتمنع بضع عشرات من حالات الوفاة. هذا بلا ريب موضوع هام: كل انسان هو عالم بكامله، وكل حالة مرض تمنع هي فوز، ومع ذلك فان سلم اولويات الحكومة يجب أن يأخذ بالحسبان نجاعة الانفاق. بتعبير آخر، كم من الصحة نشتري لقاء كل شيكل، واين ينبغي ان نستثمر كي نتلقى اقصى قدر من المقابل لقاء هذا الاستثمار.

تفكير اقتصادي – عام سليم وتخطيط على المدى البعيد يتجاوز ولاية واحدة كانا سيؤديان بالحكومة الى أن تخصص مصادر أكبر بكثير لتحسين جودة الهواء الذي نتنفس. المشكلة هي ان الاستثمارات على المدى البعيد ليست مجدية من ناحية العلاقات العامة ولا تجلب عناوين رئيسة في الصحفة. بالنسبة للسياسيين من المجدي اطفاء الحرائق اكثر من منعها.

الموبئة التي ترتبط مباشرة بتلوث الهواء، مثل الازمة الصدرية والتلوثات الرئوية لدى الاطفال، التهاب العيون والانف وامراض الرئة المزمنة لدى كبار السن، هي مجرد طرف الجبل الجليدي. توجد موبئة واسعة الحجم، ولا سيما كثرة امراض القلب والاوعية الدموية، وكثرة حالات السرطان من انواع مختلفة، بالنسبة لمعدلات تلوث الهواء. حسابات حذرة تشير الى امكانية التخفيف عن عشرات الاف المرضى ومنع الاف حالات الموت، اذا كانت جودة الهواء في البلاد بأسرها مشابهة لتلك التي في الشارون مثلا.

معظم الموبئات عقب تلوث الهواء هي عضال. الهواء الملوث هو في الغالب عامل آخر يفاقم حالات المرض القائمة، وفي احيان بعيدة فقط يكون هو العامل الوحيد. وعليه، فان الصلة التي بين المرض والموت وبين الهواء الملوث هي صلة يتعذر اثباتها في الحالة الفردية. اجراءات قانونية معقدة، طويلة وباهظة الثمن تمنع الناس الذين تضرروا من رفع الدعاوى على السلطات او على المصانع الملوثة.

على المدى البعيد، فان الهواء النقي، مثل الماء الجدير بالشرب – هو عنصر سائد في الصحة وفي جودة الحياة. حان الوقت لان يحظيا باعتراف بالحق الاولي لسكان الدولة.