خبر الانسان الساقط -معاريف

الساعة 09:32 ص|22 أكتوبر 2009

بقلم: شلومو غازيت

 (المضمون: في خطرين اساسين: نزع الشرعية عن اسرائيل والخطر الديمغرافي نسير بعيون مفتوحة نحو التحطم والسقوط ومع ذلك نقول ان كل شيء على ما يرام لاننا لم نصل الى تلك النقطة التي لا بد سنصلها بعد ثوان معدودة - المصدر).

 

كلنا نعرف قصة الرجل الذي سقط من سطح مبنى الامباير ستيت، وما أن مر على الطابق الـ 54 حتى قرر: "So far so good". كلنا استطبنا القصة لمعرفتنا الجيدة ماذا سيكون عليه مصيره حين سيتحطم بعد بضع ثوان على الرصيف.

هذه القصة – النكتة الحزينة تصبح مقلقة على نحو خاص عند التفكير فيها في السياق الاستراتيجي الوطني الاسرائيلي. فنحن نوجد في وضع مشابه من التدهور والسقوط، والقيادة الشعب يبدون رضى مفاجئا عن الوضع ويمتنعون عن السؤال لانفسهم الى اين تقود المسيرة الحالية.

يمكن بسهولة استعراض سلسلة من المجالات الوطنية في كل واحدة وواحدة منها نوجد في ذات السقوط الحر، ولكني سأكتفي لغرض هذا البحث في موضوعين يعودان ليكونا على جدول الاعمال الوطني عندنا – موضوعان لا يعالجان، غير موجودان في قيد الجدال العام لدى الحكومة، الاحزاب والشعب، موضوعان لا نحاول ان نقدم لهما جوابا وحلا، وكلنا، مثلما في تلك القصة – فقط نمر بين الحين والاخر عن الطابق الادنى من المبنى ونواصل الادعاء بان في هذه الاثناء "كل شيء على ما يرام".

الموضوع الاول هو عملية نزع الشرعية عن اسرائيل، عملية مشابهة لتلك التي اجتازها النظام الابيض في جنوب افريقيا وأدت الى انهياره قبل ثلاثين سنة. هذه العملية ليست جديدة عندنا. تعود بدايتها الى ما قبل 42 سنة، ما أن انتهت حرب الايام الستة. الحل السياسي المقبول على العالم هو بروح قرار مجلس الامن 242، انسحاب من مناطق احتلتها اسرائيل في الحرب (حتى وان لم تكن هذه "من كل" المناطق)، وبموجب مواثيق جنيف عن قواعد التصرف في الارض المحتلة.

لا ريب، ان العالم يتصرف تجاهنا بنهج التمييز والازدواجية. المثال الراهن، بالطبع، هو تقرير غولدستون وقرارات مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان. يعمل هنا ايضا خوف من التأثير الاسلامي، وكذا لا سامية، وكذا تسهيلات يمكن من خلالها للساحة الدولية أن تتخذ فيها تقريبا كل قرار بمجرد الرفع التلقائي للايادي. حتى ما قبل سنة كان بوسعنا ان نعتمد على تأييد امريكي جارف. ليس هكذا اليوم. ولكن في التذمر من عدم نزاهة العالم تجاه اسرائيل لا يوجد حل او جواب حقيقي.

الموضوع الثاني هو الخطر الديمغرافي. في ظل غياب حل سياسي يفصل دولة اسرائيل، ذات اغلبية يهودية متماسكة عن الكتلة العربية – الفلسطينية التي بين البحر والنحر، فاننا نتقدم بعيون مفتوحة نحو قيام "دولة كل مواطنيها، نحو دولة ثنائية القومية تفقد فيها الاغلبية اليهودية سموها.

هذا اليوم هو الخطر الاكثر قربا وملموسية على مجرد وجودنا. خطر لا يقل عن تطوير النووي الايراني وبالتأكيد يفوقه كعملية محتمة.

العنوان موجود على الحائط وبأحرف بارزة. إذن ما الذي نفعله في هذا الشأن؟ الاسبوع الماضي بدأت الدورة الشتوية للكنيست وسمعنا الخطة السياسية لرئيس الوزراء. أي بشرى كانت على لسانه في هاتين المسألتين؟ في واقع الامر في كل المسائل المصيرية الاخرى التي تذكر بالسقوط من مبنى الامباير ستيت؟ فقط ذات الجواب: "So far so good" .