خبر يخرجون من العزلة- هآرتس

الساعة 09:31 ص|22 أكتوبر 2009

بقلم: تسفي بارئيل

(المضمون: اذا ما تطورت بالفعل منظومة علاقات جديدة بين ايران والغرب في اعقاب التوقيع على الاتفاق، فانها ستدحض ايضا الصيغة التي تقول ان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وحده كفيل بخلق جبهة عربية – اسرائيلية موحدة كسور واق في وجه النووي الايراني- المصدر).

"آمل ان يؤدي الاتفاق الى تطبيع العلاقات بين ايران والاسرة الدولية"، صرح امس عريس مسودة الاتفاق، محمد البرادعي. لا ينبغي لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان يأمل. فاذا ما وقعت ايران حقا على الاتفاق غدا فانها ستصل سريعا الى الحضن الحار للاسرة. بمجرد موافقتها على صيغة مسودة الاتفاق، رغم انها اخرت توقيعها، حظيت ايران بانجازين: الاعتراف بحقها في استخدام اليورانيوم المخصب للاغراض السلمية وشرعية دولية لنظام حتى وقت اخير مضى تعرض لانتقاد لاذع على طريقة سلوكه. احمدي نجاد لن يكون بعد اليوم الرئيس المنبوذ، بل زعيما يوقع العالم الغربي معه على اتفاقات.

من هنا السبيل سيكون مفتوحا لسلسلة اخرى من الاتفاقات واقامة الحوار بين ايران والولايات المتحدة على قاعدة واسعة اكثر بكثير من مسألة النووي بل وازالة جزئية للعقوبات. لا يدور الحديث فقط عن تنسيق مواقف في مواضيع مثل العراق وافغانستان، بل عن تعاون في حل نزاعات اخرى في الشرق الاوسط مثل تشكيل حكومة في لبنان ومصالحة فلسطينية داخلية، بشكل كفيل بأن يجسد تطلع ايران لان تكون قوة عظمى سياسية في المنطقة وليس مجرد تهديد. هذه التطلعات السياسية فصلت بتوسع في رسالة بعث بها احمدي نجاد الى الرئيس بوش. استعداد الولايات المتحدة لتجسيد هذه التطلعات قيل بالفم المليء في خطابات الرئيس اوباما.

اذا ما وقعت ايران على الاتفاق سيكون في ذلك استجابة ليس فقط للضغوط الدولية بل وايضا، وربما اساسا، ردا على انتقاد داخلي على سلوك النظام. المعارضة الايرانية لا تزال لم تهدأ بعد. مطالبتها بالاصلاحات تواصل الانطلاق في الاجتماعات وفي الصحف بل وحتى في البرلمان. وعليه فأن ادارة شؤون الدولة يستدعي من احمدي نجاد ان يكون في ولايته الثانية اكثر حذرا بكثير واكثر انصاتا لذات الانتقاد وذلك لان سلوكه حتى الان اثار لاول مرة ازمة ثقة عميقة بين النخبة المسيطرة وبين الزعيم الروحي، علي خامنئي.

المحيط القريب من خامنئي يؤثر عليه للوصول الى تفاهم مع الغرب بشكل عام ومع الولايات المتحدة بشكل خاص وبذلك صد جزء على الاقل من ادعاءات المعارضة. حقيقة ان خامنئي لم يتهم الولايات المتحدة بالتدخل في العملية في سستان – بلوشستان هذا الاسبوع تدل على الروح التي تهب من مكتبه. هذه العملية كان يمكن لها ان تشكل ببساطة عبوة ناسفة تفجر محادثات فيينا وتعرقل احتمال التوقيع على اتفاق.

ايران امتنعت بذلك وفي ذات الفرصة ايضا حاسبت فرنسا التي طالبت بابعادها عن المحادثات. وفي النهاية استجابت للصيغة الملتوية والتي تقضي بأن يتم التخصيب لليورانيوم في روسيا. من هنا، كمقاول فرعي، تواصل فرنسا العملية. هذه ايضا مناورة سياسية مشوقة تقرر فيها ايران من هم الاخيار ومن هم الاشرار، والولايات المتحدة في هذه الحالة سجلت في صف "الاخيار".

اذا ما تطورت بالفعل منظومة علاقات جديدة بين ايران والغرب في اعقاب التوقيع على الاتفاق، فانها ستدحض ايضا الصيغة التي تقول ان السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وحده كفيل بخلق جبهة عربية – اسرائيلية موحدة كسور واق في وجه النووي الايراني. صيغة اوباما هذه، التي اغضبت الايرانيين من شأنها ان تصبح غير ذات صلة. هذا ايضا كفيل بان يكون جزءا من الانجاز الايراني.