خبر إسرائيل تترقب ما بعد المناورة الكبرى:إبقاء قوات ومنظومات أسلحة أميركية

الساعة 07:27 ص|22 أكتوبر 2009

إسرائيل تترقب ما بعد المناورة الكبرى:إبقاء قوات ومنظومات أسلحة أميركية

حلمي موسى

مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاتفاق مع إيران على تخصيب اليورانيوم، بدا أن المناورة العسكرية الأكبر للجيشين الإسرائيلي والأميركي في مجال الدفاع الصاروخي باتت أقل شأنا.

فقد حرص الإسرائيليون على إظهار المناورة، التي انطلقت أمس، وكأنها الرسالة الأشد وضوحا لإيران بالاستعداد الأميركي لمواجهتها على خلفية الالتزام بأمن إسرائيل. ومع ذلك فإن المناورة بأبعادها ونوعية العتاد المستخدم فيها، والأهم ما ستتركه الولايات المتحدة من منظومات وقوات وخبرات، أمر لا يمكن الاستهانة به.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى للإذاعة العامة، إن التمرين يهدف إلى استعداد الدولة العبرية لأي مواجهة مع إيران، لكن بيان الجيش أشار إلى أن «هذا التمرين لا يشكل ردا على أي حدث معين في العالم» وان التخطيط له بدأ «قبل عام ونصف العام».

وقد استفادت القيادة العسكرية الإسرائيلية من أجواء المناورة المشتركة التي تستمر أسبوعين، فتم تطعيمها بمناورة لقيادة الجبهة الداخلية للتدرب على مواجهة، ليس فقط هجمات صاروخية وإنما أيضا هزات أرضية. وسيتم التدرب على تحريك قوات إنقاذ تابعة للقيادة الداخلية وإخلاء مصابين جراء سقوط صواريخ غير تقليدية عليها. وتعتبر هذه المناورة الأكبر في تاريخ مناورات «جونيبر كوبرا» والذي تشارك فيه 17 بارجة حربية وحوالى ألفين من الجنود والضباط الأميركيين.

وتشارك في المناورة منظومات دفاع جوي من طرازات «ثاد» و«اس ام 3» و«باتريوت» و«باك 3»، وكذلك منظومة الكشف والتعقب البحرية «ايجيس». كما تشارك فيها وحدة الرادار الأشد تطورا والتي نصبها الجيش الأميركي قبل حوالى عام في صحراء النقب، وتستطيع رصد إطلاق الصواريخ من مسافة تزيد عن أربعة آلاف كيلومتر. ومن الجانب الإسرائيلي ستشارك منظومات «حيتس» و«باتريوت».

 

ورغم الخبرة التي سينالها الإسرائيليون من هذه المناورة إلا أنهم يتطلعون إلى ما ستتركه أميركا خلفها من معدات وقوات. وقال مسؤول إسرائيلي إننا ننتظر من الأميركيين أن يتركوا خلفهم منظومات متقدمة لاعتراض الصواريخ. وتنتظر القيادة الإسرائيلية أن تبقي القوات الأميركية في إسرائيل الكثير من المعدات والمركبات ومنظومات الدفاع وخصوصا بطاريات «باتريوت». غير أن ما لا يقل أهمية عن ذلك أن أميركا ستترك في إسرائيل منظومة كاملة تحت إمرة قوة دائمة لا تقل عن 100 جندي لإدارتها.

وشاهد الإسرائيليون أمس عمليات إنزال بحري لجنود أميركيين على شاطئ مدينة أسدود جنوب فلسطين. كما شاهدوا السفن الأميركية تجوب البحر قبالة حيفا وتتجه جنوبا، في حين ظهرت للعيان بطاريات صواريخ في محيط ميناء حيفا. وشاهد الإسرائيليون الكثير من سفن الصواريخ التي تحمل منظومات «إيجيس».

ومن المعروف أنه رغم أن المناورة تتعلق بسيناريوهات عديدة للدفاع الصاروخي، إلا أن السيناريو المركزي هو مواجهة صليات صاروخية من جهة إيران. ويقوم هذا السيناريو على أساس تعرض إسرائيل لصواريخ إيرانية، وقدوم قوات أميركية للمشاركة في الدفاع عنها.

وتشرف على المناورة قيادة سلاح الجو الإسرائيلي وقيادة الدفاع الصاروخي الأميركية. وتم تكليف قائد الأسطول السادس الأميركي الأميرال مارك فيتزجيرالد قيادة المناورة. وكان من المقرر أن تعقد المناورة الأسبوع الماضي إلا أنها تأجلت، وبدأت أمس، وكان التبرير أميركيا.

وشددت المصادر العسكرية الإسرائيلية على أن الأهداف الأساسية من المناورة هي إقامة بنية تحتية ثابتة لاستيعاب منظومات أميركية في أوقات الطوارئ عندما تتعرض إسرائيل لخطر حقيقي.