خبر الأسيرة المحررة فاطمة الزق تخترق سجون الاحتلال عبر برنامج تقدمه في إذاعة الأسرى

الساعة 06:37 م|21 أكتوبر 2009

الأسيرة المحررة فاطمة الزق تخترق سجون الاحتلال عبر برنامج تقدمه في إذاعة الأسرى  

علا عطا الله

"أنا بخير يا ولدي.. وكل من في البيت يهدونك أحر السلام.. اعتن بنفسك ولا تقلق علينا.. بإذن الله الفرج قادم.. وليل السجن لن يطول".

وهي تبث أشواقها الكبيرة عبر رسالة صوتية تكفل أثير إذاعة "صوت الأسرى" التي انطلقت رسميا اليوم الأربعاء 21-10-2009 بإيصالها إلى ابنها القابع في سجون الموت الإسرائيلية شعرت والدة الأسير "حسن فياض" بارتياح يسكن أعماقها ويمسح تعب جسدها الذي أنهكه طول الانتظار.

 

أم حسن كغيرها من مئات أهالي وذوي الأسرى وجدت في إذاعة الأسرى (الأولى من نوعها في فلسطين) جسرا ينقل أصواتهم المخنوقة والمكتوية بنيران الفراق إلى أبنائهم الغائبين في زنازين الاحتلال.

وبعد انطلاق بثها التجريبي في السابع عشر من أبريل الماضي أعلنت إذاعة "صوت الأسرى" التي تنطلق من قطاع غزة في بيان وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه عن انطلاقتها بشكل رسمي على ترددها الجديد 107.9FM.

لكل السجون

وقالت الإذاعة في بيانها إنها أصبحت جسرا بين ذوي الأسرى في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة وبين أبنائهم داخل سجون الاحتلال من خلال الموجات المفتوحة التي توصل رسائل ذوي الأسرى لأبنائهم داخل المعتقلات الإسرائيلية.

ووفقا للبيان فإن أثير الإذاعة يصل لكل السجون الإسرائيلية ويغطي معظم مدن الضفة الغربية المحتلة، ونقل البيان ارتياح الأسرى وسعادتهم بالصوت الذي يتحدث باسمهم ويترجم مشاعرهم وهمومهم.

وفي حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أكد "صالح المصري" مدير إذاعة صوت القدس و المسئول شبكة القدس للإنتاج الفني والإعلامي التي تضم إذاعة الأسرى وإذاعة القدس وشبكة فلسطين اليوم الإخبارية أن نجاح البث التجريبي للإذاعة وتهافت أهالي الأسرى وذويهم للمشاركة بفعالية وبثهم لرسائل الشوق والحنين ومطالبتهم بالمزيد دفعت الإذاعة إلى تسريع الانطلاق رسميا.

ونوه المصري إلى أن الإذاعة فتحت جسورا واسعة وكبيرة أمام الأسرى وذويهم، خاصة أسرى قطاع غزة المحرومين من زيارة أبنائهم منذ ثلاثة أعوام ويزيد، بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وكان برنامج الزيارات لأهالي أسرى القطاع قد توقف بشكل تام بعد أسر المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في أواخر يونيو 2006، كما تتذرع سلطات الاحتلال بعدم وجود تنسيق بين الفلسطينيين من أجل الزيارة والإشراف على المعابر بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو 2007.

 

محاضرات جامعية

وقال المصري إن هدف الإذاعة هو نقل الأخبار بين الأسرى وذويهم، وأضاف: "كما ستهتم الإذاعة بشئون المعتقلين من شتى النواحي، وستخدمهم بعيدا عن أي ألوان حزبية، فهي لجميع الأسرى بمختلف أطيافهم.. وسيكون هناك برامج تركز على معاناتهم داخل السجون وتكشف حجم العذاب الذي يكابدونه".

وأشار إلى أن الأسرى أنفسهم وبعد الاستماع الدائم للإذاعة بادروا إلى التسجيل في الجامعات الفلسطينية، على أن تقوم الإذاعة وبالتعاون مع الجامعات ببث المحاضرات لهم.

ولن تنسى الإذاعة أسرى القدس المحتلة والعرب وأصحاب الأحكام العالية، وستعالج أدب السجون، وستكشف تفاصيل الوجع بكل صوره، وستفرد مساحات واسعة للرسائل الصوتية بين الأسير وذويه، بحسب المصري الذي كشف عن برنامج يخوض في غمار ألم الأسيرات، وستقدمه الأسيرة المحررة فاطمة الزق، والتي خرجت مؤخرا ضمن صفقة "شريط شاليط".

وبين المصري أن أغلب العاملين في الإذاعة هم أسرى محررون، واستدرك قائلا: "هم الأقدر على نقل معاناة من هم في السجون إلى الخارج".

 

أحفادك ينتظرونك

ومتوقعا تشويشا إسرائيليا على الإذاعة طمأن المصري الأسرى وأهليهم بأن الإذاعة ستبقى مرفأهم ولسانهم على مدار الساعة، ولن تتوقف، موضحا أنه "إن كان الإسرائيليون قد أقاموا الدنيا ولم يقعدوها من أجل أسير، فنحن لدينا 11 ألف معاناة.. و11 ألف ألم، لن نصمت حيال دموعهم وآلامهم".

وعبر ذبذبات الأثير وبعيدا عن "هيا وقت الزيارة انتهي" تتحدث زوجة الأسير "نافذ حرز" المحكوم بالسجن مدى الحياة إلى شريك حياتها الغائب عنها منذ 24 عاما، تخبره بعد آهة طويلة أن صغار البيت كبروا وتزوجوا وأنجبوا، تبتسم حروف صوتها وهي تقول: "أنتظرك أنا وأبناؤك وأحفادك.. اصبر فالفرج قريب".

فيما تنهمك طفلة أسير آخر في حفظ قصيدة جميلة تعبر أبياتها عن فائض اشتياقها لأبيها وتتهيأ للاتصال بالإذاعة بكامل فرح كأنما ستلتقي والدها وجها لوجه.

وعلى مسامع أسيرٍ آخر يزف الابن للوالد بشرى تفوقه وتفوق إخوانه الصغار، وألا شيء ينقصهم سوى رؤيته.

ومن رسالة إلى أخرى تطير أصوات الزوجات والأمهات والأبناء والآباء تهدئ ما تأجج في صدور الأسرى من نيران الشوق.

وبحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية فإن أكثر من 10750 أسيرا بالضفة وغزة يتواجدون في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي.