خبر فصائل من المنظمة: حماس تخشى الخروج من الباب التي دخلت منه

الساعة 07:07 م|20 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: غزة

اجمع قادة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية على أن حركة حماس تتهرب من التوقيع على الوثيقة المصري التي تشكل أساساً صالحاً للتوافق الوطني رغم التحفظات على بعض ما جاء فيها، واعتبر القادة أن حماس تخشى الخروج من الباب التي دخلت منه والخاص بالانتخابات.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني في مدينة غزة اليوم الثلاثاء (20/10)، تحت عنوان "الحوار الفلسطيني الفلسطيني..الفرصة الأخيرة" بالشراكة مع مؤسسة ألف بالمه السويدية ضمن مشروع السلام الداخلي.

من جهته استعرض يسري درويش عضو المكتب السياسي لفدا بدايات الحوار الوطني الشامل وما جرى خلاله من انجازات وكيف تحول إلى حوارات ثنائية بين حركتي فتح وحماس بناء على طلب الأخيرة التي طالبت المصريين بأن يكون الحوار بينها وبين فتح كون المشكلة بينهما ولا علاقة لباقي الفصائل بذلك.

وأكد على ضرورة الوصول إلى الوحدة الوطنية الشاملة بين الضفة وغزة وتوحيد النظام السياسي والوصول الى حكومة وفاق وطني تخرج الشعب من الحصار وتؤمن بقرارات الشرعية الدولية من أجل قيام دولة فلسطينية قادرة العيش بحرية وأمان.

وأوضح أن حركة حماس هي الوحيدة من بين ثلاثة عشر فصيلاً عارضت ما تم التوافق عليه حول قانون الانتخابات.

كما أوضح أن الحوار الشامل كان يتحدث عن حكومة وفاق وطني لكن ما جرى خلال الحوارات الثنائية هو الاتفاق على لجنة مشتركة، وقال بأن الفصائل باستثناء حركتي فتح وحماس أكدت بأن هذه اللجنة ستعمل على شرعنة الانقسام.

وانتقد إرسال وثيقة الوفاق الوطني للعام الجاري من قبل الوسيط المصري لحركتي فتح وحماس فقط وتجاهل باقي الفصائل.

وأشاد بموقف حركة فتح من الوثيقة المصرية والتي سلمت الرد عليها قبل الموعد الذي حددته مصر بشكل إيجابي، فيما حركة حماس لم تبلور موقفاً نهائياً للرد المباشر.

وأوضح أن كل ما يصدر عن حركة حماس يؤكد بأنه ليس لديهم النية الصادقة للوصول إلى اتفاق وطني شامل.

وأكد بأن تطبيق الوثيقة سيعيد اللحمة للشعب الفلسطيني رغم التحفظات عليها، لكن ذلك مرهن بموافقة حركة حماس عليها.

ودعا درويش الرئيس إلى الإعلان عن موعد الانتخابات في الخامس والعشرين من يناير المقبل في حال لم توقع حماس على الوثيقة المصرية، معتبرا أن الورقة المصرية مهمة جدا لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.

من جانبه قال طلال أبو ظريفة عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، كان بالإمكان أن تكون كل جولة من جولات الحوار هي الفرصة الأخيرة التي من خلالها يمكن أن نضع الانقسام وراء ظهرنا جميعا وان نستعيد الوحدة.

وتساءل أبو ظريفة عقب فشل الجولات السابقة في انهاء الانقسام، ما هي العوائق والموانع التي تمنع الفلسطيني من وصول الحوار إلى نتائج؟.

وأوضح أن الظرف الإقليمي غير ناضج ليكون للحوارات انعكاسات إيجابية على الوضع الفلسطيني، وقال بأنه لا يمكن لإيران أن تسلم بالورقة الفلسطينية دون أن تعرف ملامح السياسية الأمريكية تجاهها، ودون أن تعرف دورها في المنطقة ونفس الشيء لتركيا. بالإضافة إلى صراع المحاور العربية الاعتدال وما يسمى بالممانعة والتي لا يمكن لأي منهما التسليم لأنها تستخدم الورقة الفلسطينية لمصالحها الضيقة.

وأضاف بان الإرادة السياسية لحركة حماس لم تصل إلى مرحلة أن تقف صراعها على السلطة وتؤمن بالإرادة السياسية بمعناها الحقيقي وكيف نبحث عن الحل الوطني.

وتابع بناء على ما تقدم بدأت الخلافات تبرز والا بماذا نفسر هذا الموقف الذي تتبناه حركة حماس أن ما ورد في الورقة المصرية غير كافٍ، وأن تضع اشتراطات جديدة فيما يتعلق برزمة ضمانات حول معبر رفح والافراج عن المعتقلين والالتزام بنتائج الانتخابات، الأمر الذي لم يتم تسجيله في أي من جلسات الحوار.

وقال أبو ظريفة إن نحو 90% مما جاء في الورقة المصرية هي رؤية حركة حماس حول عناصر الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، معرباً عن استغرابه من مماطلتها وممانعتها من القبول بها.

وأضاف أن حركة حماس لا تريد الخروج من الباب الذي دخلت منه، أي انها تخشى الانتخابات القادمة.

وأوضح أن منهج حركة حماس في الحوار السابقة يعبر عن عدم رغبتها في الحوار لأنها لا تريد أن تكبل نفسها بحلول وطنية.

وعن الورقة المصرية الأخيرة قال أبو ظريفة أنها يمكن أن تشكل أساساً صالحاً مع بعض التحفظات عليها فيما يتعلق أنها ورقة للتوقيع تتهرب من الحوار الشامل مطالباً بان يتم التوقيع من خلال جلسة حوار شامل.

كما أن عناوين الورقة لنا وجهة نظر انطلاقا من المبدأ التالي" الشعب الفلسطيني من كل شعوب العالم يعيش وضع مختلف، يجب أن يكون الجميع شريك في مواجهة الاحتلال والتخلص منه وعلينا أن نبحث كيف نحقق هذه الشراكة وليس تعزيز الثنائية وهذه لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال قوانين ديمقراطية. بالإضافة إلى انه لا يعقل أن يكون لنا قانونين للانتخابات. في المجلس الوطني بالتمثيل النسبي الكامل وفي التشريعي بالمختلط.

وعن الشق الأمني للورقة قال بأن الموافقة على دخول ثلاثة آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في أجهزة حماس تعطي شرعية لأجهزة حماس في غزة، وهي تشرعن المحاصصة وبناؤها ليس قائم على أساس وطني.

من جانبه أكد صبحي الجديلي عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني أن الوطن الآن بحاجة ملحة لكل الجهود، معتبرا أن هذه الفرصة ليست الأخيرة.

وقال ان الفرصة الآن مواتية جدا ومتاحة للشعب لان يتوحد، معتبرا مرحلة الانقلاب بالمرحلة السوداء في التاريخ الفلسطيني.

وشدد الجديلي في كلمة له خلال اللقاء على ضرورة تغليب الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام.

وقال انه لا توجد إرادة لطرفي الانقسام في إنهائه، مشيرا إلى وجود جهات عربية وإقليمية لا تريد تجسيد الوحدة الوطنية.

واستعرض الجديلي عدد من المعيقات التي تعيق التوصل إلى إنهاء الانقسام وانجاز المصالحة ومن أبرزها وجود مجموعات المصالح التي نمت في طرفي الصراع في حماس وفتح وشكلت عائقاً قويا  أمام الوحدة حيث تؤثر على مصدر اتخاذ القرار.

كما انتقد وجود أطراف أخرى تعمل بشكل واضح لجهات دولية، مشددا على ضرورة وأهمية أن يكون القرار وطني مستقل.

وقال ان موضوع الوطنية بالنسبة لحماس لا يعنيها بشيء وعندها رؤية ان تقيم دولة في حي صغير في الوطن وهذا نهج مخيف ومدمر.

ورفض تبريرات حركة حماس بعدم التوجه إلى المصالحة بذريعة تأجيل السلطة لتقرير غولدستون مؤكدا أن الذريعة انتهت وتم التصويت على التقرير.

كما انتقد الجديلي كل الحركات والأحزاب لتقاعسها عن تنظيم المسيرات والاعتصامات الجماهيرية الضاغطة على الطرف المعطل للمصالحة.