خبر لن تختفي النكبة.. هآرتس

الساعة 10:14 ص|20 أكتوبر 2009

بقلم: البروفيسور ايلي فودا

ان استقرار رأي وزارة التربية على أن تجمع من الحوانيت نسخ الكتاب الدراسي الجديد في التاريخ، "يبنون دولة في الشرق الاوسط"، لاشتماله على مقاطع غير مناسبة للدراسة في ظاهر الامر يجب ألا يفاجىء احدا. فتاريخ الكتب الدراسية في التاريخ يدل على ان كل جيل جديد من الكتب صحبه نقد عام، بل الغاء الكتاب في حالات متطرفة. لكن هذه الردود لم تغير الاتجاه التاريخي ولم تمنع نشر اجيال جديدة من الكتب.

في السبعينيات مثلا، نشرت كراسة في موضوع النزاع الاسرائيلي – العربي، منحت الطلاب منظارا اوسع للنزاع من وجهة نظر عربية. توجت الكراسة بلقب غير مُطر "كتاب معاد للصهيونية" وفي الثمانينيات ثار نقد لان الكتب الدراسية "تخفي" الروايات الصهيونية (ولا سيما رواية تال حي). وكانت الذروة في سنة 2000، عندما قررت اللجنة التربوية في الكنيست ان تلغي كتابا دراسيا للفصول التاسعة كتبه داني يعقوبي، لانه "لم توجد فيه فصول مهمة من تاريخ الكارثة، والصهيونية ودولة اسرائيل".

في الحالة الحالية ثار الغضب على كتاب اصدره مركز زلمان شازار، مخصص للمدارس الثانوية. في الجزء الذي يتناول نشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، اختار الكتاب، بتحرير اليعزر دومكا واخرين، ان يتناول من ثلاث وجهات نظر مختلفة سؤال "ما الذي سبب خروج اللاجئين الفلسطينيين من المنطقة التي تقع تحت سيطرة يهودية، أهو الهرب ام الطرد"؟

وجهة النظر الاولى هي في كتاب يوحنان كوهين، من قسم الاعلام في وزارة الخارجية؛ والثانية هي لوليد الخالدي، وهو مؤرخ فلسطيني؛ والثالثة لبني موريس، وهو مؤرخ اسرائيلي تظهر مقاطع من كتابه في نشوء مشكلة اللاجئين في كل الكتب الدراسية الاسرائيلية منذ نهاية التسعينيات. اثار الخلاف بطبيعة الامر، جزء المؤرخ الفلسطيني الذي اقتبس من كلامه على هذا النحو: "الخطة د... كانت فرصة تاريخية (لليهود) لتطهير فلسطين من العرب، ونفي الوجود العربي بمحوه ببساطة". زعم في النقد الذي وجه الى الكتاب ان هذا المقطع يمنح الدعوى الفلسطينية في شأن "التطهير العرقي" الذي تم على ايدي اليهود في حرب 1948، شرعية.

يبين فحص الخطة الدراسية الجديدة في التاريخ ان هذا المقطع يساوق توجيهاتها، التي تقول انه في كل ما يتصل بتنمية تفهم وتسامح مع مشاعر، وتراث، وثقافة ونهج حياة الاخر، ينبغي الاعتراف "بوجود وجهات نظر مختلفة وتوجهات مختلفة الى كل موضوع او حدث او مسيرة".

لكن جذور المشكلة اعمق. فالكتب الدراسية الحالية تنتمي الى الجيل الثالث للكتب الذي صدر منذ اقامة الدولة. جميع الكتب الدراسية في التاريخ التي اجيز استعمالها في جهاز التربية الرسمي تذكر النكبة على نحو ما. وهي تعرضها على أنها تعبير عن وجهة النظر الفلسطينية الى حرب 1948. وجهة النظر هذه تشتمل على اتهام اليهود بالكارثة الفلسطينية.

هل يوجد شيء مرفوض في عرض وجهة النظر هذه؟ أتضعف وجهة النظر الصهيونية؟ أعتقد ان العكس هو الصحيح . فالطالب الذي يتعرض لهذه المعلومات في الانترنت او في لقاء مع شبان عرب، سيضطر الى مواجهة قضايا صعبة اخفتها عنه الكتب الدراسية. لا شك في ان مواجهة سابقة، بتوجيه من معلم خبير بالتاريخ أفضل. لا يغرينّ وزارة التربية او وزير التربية ان يزيلوا من الكتب الدراسية مقاطع تتناول وجهة نظر الاخر. فاجراء كهذا لن يجعل الطالب اكثر صهيونية بل اكثر جهلا.