خبر التحقيق يجب أن يكون تحقيقنا.. يديعوت

الساعة 10:13 ص|20 أكتوبر 2009

بقلم: الياكيم هعتسني

مستوطن يميني متطرف

خسارة أننا سنضطر الان لان نقوم تحت ضغط غير محترم بما كان ينبغي لنا أن نقوم به ما أن طرحت الاتهامات: التحقيق، وعدم الاكتفاء بتحقيق الجيش الاسرائيلي، إذ انه لا توجد هيئة يمكنها أن تحقق مع نفسها بشكل موضوعي. لا يدور الحديث عن النهج العام، المثير للحفيظة، في تقرير غولدستون، بل عن اتهامات محددة، اذا لم تكن حقيقية، فمن اكثر منا معني بان تدحض.

واذا ما، كما يدعي سيفر بلوتسكر، الذي يقتبس في مقال كتبه في هذه الصفحة في 15/10 مقالا انتقاديا كتبه في ذروة المعارك: "اسرائيل ردت بانفلات عقال على نار صواريخ حماس وحسنا أن هكذا قالت أمس وزيرة الخارجية تسيبي لفني" – إذن لا بد اننا ملزمون بالاستيضاح لانفسنا أيضا اذا كانت هذه مزحة فقط ام لا، واي انفلات عقال مسموح به واي منها محظور. على أي حال، محظور أن نظهر كمن يتملص ويحاول اخفاء شيء ما. واذا ما اظهر تحقيقنا، لا سمح الله بان زعما عسكريا او مدنيا تجاوز الحدود، عندها ايضا من الافضل أن نتصدى لذلك بانفسنا.

مطلوب ايضا حساب نفس سياسي، دون صلة بالتهديدات الدولية. لسنوات عديدة يطالب معسكر السلام بالانسحاب من المناطق "المحتلة"، وذلك لانه طالما بقينا قوة احتلال، فان العالم يكبل ايدينا في حربنا ضد الارهاب الذي ينطلق من داخل السكان الخاضعين لمسؤوليتنا. بالمقابل، اذا ما استمر الارهاب بعد انسحابنا "عندها فاننا سندخل فيهم: نقصف، بالطيران وبالمدفعية، ندمر، وكل العالم سيقبل ذلك".

في حملة "رصاص مصبوب" عملنا ظاهرا حسب هذا السيناريو: اخلينا المنطقة، وبعد ان ازدادت نار الصواريخ فقط –"ردينا بانفلات عقال". غير أن العالم لم يلعب حسب السيناريو. هذا الموضوع يفرض نفسه، وكذا مسألة كيف حصل الامر في أنه بينما يدعي اليسار دوما بان سياسة اليمين هي التي تعزلنا في العالم، فان حكومة اولمرت – لفني بالذات، والتي ادمنت حقا على "السلام" اضطرت للقتال في حربين وتركت اسرائيل في مواجهة دولية حادة ومأزومة لم نشهد لها مثيل؟

مطلوب ايضا تحقيق مقارن للحربين. الاولى اديرت حسب عقيدة "السلام الان": استولوا على ارض وانسحبوا خشية "الاحتلال"؛ اعفوا المساجد، العيادات والمدارس رغم أنهم اطلقوا النار منها؛ فضلوا "كي الوعي" على النصر. كنتيجة لذلك كويت في الوعي صورة هزيمة لاسرائيل دون صلة بالخسائر الحقيقية لحزب الله. واسوأ من ذلك، طرأ تخفيض خطير في مكانة الجيش الاسرائيلي.

وهنا يجدر التحقيق: هل شكل ادارة الحرب الثانية لحكومة اولمرت (ليست الحاجة، التي لا جدال فيها) تأثر بالرغبة في اعادة ترميم مكانة الحكومة والجيش والتي تضررت في الحرب الاولى؟ "رصاص مصبوب" كـ "اصلاح" لحرب لبنان الثانية؟ واذا كان كذلك، فهل من الشرعية الداخلية ان نزعة المصالحة تجر وراءها "انفلات عقال"؟

لن يلحق أي ضرر وطني – خلافا للحزبي – لاسرائيل من التحقيق في هذه الجوانب. على كل سنتمتر من وطننا جدير ومناسب ان نصر على ما لنا، حتى ولو وحدنا، ولكن الشقاق مع كل العالم على اخلاق قتالية والابقاء في اعدائنا السيطرة الاخلاقية؟ لا وكلا!

يجب أن يكون هناك تحقيق من جانبنا وذلك ايضا من أجل وضع حد للاقتراح المبطن، الخطير لنتنياهو: ازيحوا عنا غولدستون و "سنأخذ مخاطر" اضافية (بالعبرية: انسحابات اخرى وابعادات اخرى). اوباما سارع بالطبع الى قبول الاقتراح. الثمن الصعب سنعفى منه فقط اذا ما استبقنا ونفذنا التحقيق بانفسنا واستخلصنا الاستنتاجات بمصداقية وبشجاعة كما يجدر بدولة حرة ديمقراطية، لا تخاف الحقيقة.