خبر اعطوهم عملا.. معاريف

الساعة 10:12 ص|20 أكتوبر 2009

بقلم: أفيشاي بن – حاييم

أصبح المجتمع الاسرائيلي أقل صبيانية مما كان. فقد بدأ النضج. كف كثير عن الحديث في السلام لانهم يدركون انه ليس في متناول اليد. حان الان وقت النضج قليلا لمفارقة فكرة الفصل التي ابدعها حزب كديما. فكرة الفصل بسيطة في أساسها وهي: أعطوا العرب ما يريدون وليغيبوا عن أنظارنا. لنعيش في الشرق الاوسط بلا ان نرى العرب "نحن هنا وهم هناك".

قد لا يكون صدفة ان مقدار الاعمال غير الاخلاقية التي نفذتها اسرائيل انما نفذتها باسم الفصل. بدأ ذلك بالمظالم المحتومة لاقامة جدار الفصل. ثم بطرد يهود غوش قطيف. وقام مثال الفصل ايضا فوق عملية "الرصاص المصبوب"، التي ايدت القوة الكبيرة التي استعملتها اسرائيل فيها، وبحق، عناصر يسارية بسبب حقيقة انها تخدم فنتازيا ان الفصل يسوغ الوسائل.

نحن الان عالقون مع اضرار تقرير غولدستون، الذي هو اخر مسمار في تابوت تصور الفصل.

انتهى الوهم وانهار التبجح الذي يقول اننا اذا خرجنا من اراضي الفلسطينيين وهاجمونا فسنستطيع ضربهم كما نشاء ويصفق العالم.

لا مناص من ان نزيد على هذه القائمة – للمساوىء التي جلبت علينا وجلبناها على من يحيطون بنا باسم فكرة الفصل – طرد ابناء العمال الاجانب من اسرائيل ايضا اذا تم والعياذ بالله. لولا مثال الفصل لحظي العمال الفلسطينيون المبعدون بحملة دعائية تشبه ما للعمال الاجانب.

كففنا اذن عن الحديث في السلام، وحان الان وقت ان نكف عن الحديث في الفصل وان نبدأ الحديث في شيء آخر، في التعايش.

يجب ان تكون الخطوة الاولى فتح الابواب للعمل الفلسطيني الجماعي. وتوجيه موارد مالية كبيرة في ضمنها تلك التي تمنح لوحدة عوز لطرد العمال الاجانب لمصلحة مشروع اعادة العمال الفلسطينيين الى اسرائيل. وان يصرف ذلك المال الى اقامة معابر تحترم البشر بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، وممرات مع تكييف هوائي في الصيف، وتدفئة في الشتاء، ومقدار كبير من مواقف التفتيش الامني والجنود الذين يعلمون انهم اذا اهانوا العمال ازاءهم فسيعاقبهم قادتهم عقابا شديدا، ويدركون من جهتهم انه يجب على الجيش الاسرائيلي ان يقوم بما تقوم به نساء حاجز ووتش. يمكن ويجب ان نقف من الغد الاهانة الاخلاقية الكبيرة للعمال الفلسطينيين الذين يأتون للعمل في اسرائيل ويعلقون ساعات في الحواجز.

اذا ارسل لكل معبر فريق اخر من الجنود يعملون في التفتيش فسيستطيع العمال ان يمروا مرورا اسرع. "اذا جاع كارهك فأطعمه خبزا. واذا عطش فاسقه ماء"، هذا ما علمنا اياه الملك سليمان في صفر الامثال.

لن يأتي سلام كبير مع عناوين زرقاء عن مصافحة فوق حشائش خضراء من اعادة العمال الفلسطينيين الى اسرائيل وتحسين ظروفهم. وليس هذا ايضا سببا ليتخلوا من حقهم في تقرير المصير كشعب، لكن ستتجدد على الاقل المصافحات الصغيرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين ويتجدد حقنا في تقرير المصير كبشر.