خبر المبكى - إجعل لك لبابا.. يديعوت

الساعة 10:10 ص|20 أكتوبر 2009

بقلم: عاموس كرميل

على هامش ساحة الحائط الغربي – المبكى سيقام مبنى من 3 – 4 طوابق – "بيت تراث المبكى"، او "مبنى اللباب" على حد تعبير حاخام المبكى (الذي لا يتذكر على ما يبدو بانه اذا كان هناك لباب في هذه الساحة، فان المبكى نفسه يجسده). هذا المبنى، يقول البروفيسور يورام تسفرير، من كبار علماء الاثار الاسرائيليين (وممثلهم الوحيد في الاكاديمية الوطنية للعلوم)، سيكون بكاءاً للاجيال. في الارض التي خصصت له اكتشف مؤخرا مقطع من شارع روماني عتيق حوفظ عليه بشكل مثير للانطباع و "مبنى اللباب"، اذا ما اقيم، سيغطي المكتشفات ويضر بشدة، ربما بضربة قاضية، مواصلة البحث والكشف.

الفضيحة واضحة ظاهرا. يدور الحديث عن تنكيل مغرض بذخر ثقافي نادر هو جزء لا يتجزأ من تاريخ القدس ومن قيمتها العالمية. يدور الحديث عن مس فظ بالبحث الاثري – التاريخي، في ذروة صرخة اعلامية واسعة عن المكانة المتدهورة للتعليم العالي والعلوم الانسانية فيه. يدور الحديث حتى عن قصر نظر اقتصادي – بتجاهل البؤرة السياحية التي ستنشأ اذا ما انكشف الشارع العتيق بكامله، بل وقبل ذلك. ولكل هذا تنضم ايضا المكتشفات الجديدة لظاهر غير جديدة: الاستخفاف بذكاء الجمهور وطمع البناء المريض على حساب ذات الجمهور.

المبادر الى اقامة المبنى هو حاخام المبكى، الحاخام شموئيل رابينوفتش. المبنى، كما يشرح، "يرمي الى توفير خدمة لـ 8 مليون زائر وحاج في كل سنة. واليوم لا يوجد في ساحة المبكى ولو مبنى عام واحد يرمي الى خدمة الجمهور، كما هو مطلوب من موقع كهذا". للوهلة الاولى إذن فان قصورا فظيها يوشك اخيرا على ان يصلح. ولكن قراءة ثانية للكلمات الحاسمة تلك تثير دهشة واحدة على الاقل. أي مبنى عام – ولو واحد ووحيد – مطلوب لخدمة الجمهو في موقع كهذا؟

اذا استثنينا من الحساب مصادر مياه الشرب والمراحيض النظيفة (على أمل ان يكون هناك كهذه بعدد كاف في المحيط القريب من ساحة المبكى)، الجواب غائب. محطة شرطة موجودة في المكان. مكتب استعلامات للزوار هو ايضا يعمل في المنطقة (وبالتأكيد لا يحتاج الى مبنى خاص). مطاعم ومحلات للتحف التذكارية لا تنقص في البلدة القديمة. ومع الاف الفوارق، كيف يتدبر كل ملايين الزوار في ساحة سان بطرس في روما "مبنى لباب؟".

بفهم الجمهور تستخف ايضا سلطة الاثار التي لا تقف بكامل قوتها وصلاحياتها ضد هذه الخطة التعيسة. وحسب تسفرير، الذي لا حاجة به الى ان يثبت صلته بالتراث اليهودي والاسرائيلي، فان سبب ذلك هو غياب صلة المكتشفات الاثرية في الموقع باليهودية. اذا كان هذا هو الوضع، فان سلطة الاثار تعاني من رؤية مظلمة وتخون مهمتها بشكل سائب. وحتى لو لم يكن هذا، فان العقل لا يحتمل تفسير سلطة الاثار بان الحديث يدور عن ارض مخصصة منذ 1967 لاستخدامات دينية، خلافا لمناطق اخرى في المنطقة مخصصة لاستخدامات أثرية. الاستخدامات المخطط لها لـ "بيت تراث المبكى" كمركز خدمات لزوار المبكى، ليست بالضبط دينية ولكن ما الذي ينبغي عمله، حسب سلطة الاثار بشارع روماني عتيق اكتشف بالذات في منطقة غير مخصصة للاستخدامات الاثرية – ان نطلب منه أن يختفي عن النظر؟

فضلا عن موضوع الموقع، فان "بيت تراث المبكى" المخطط له هو فقط حلقة اخرى في سلسلة مريضة من اقامة مبان لا داعي لها لغرض اقامتها فقط. ولمزيد من الدقة، كي تستخدم كنصب حجرية للمبادرين لها – غير مرة وهم لا يزالون على قيد الحياة. الصيغة ثابتة تقريبا. مكتبة، ارشيف، مركز زوار، قاعدة محاضرات، ونحن يفترض بنا أن نفهم أن مكانا لكل هذا هو حاجة ملحة حتى لو كنا نعيش بدونها حتى الان على نحو لا بأس به. احيانا – مثلا، في حالة "مركز بيرس للسلام" في يافا – الثمن يقدر بتبذير عشرات الملايين. في "بيت تراث المبكى" بمكانه الذي لا يطاق، لا يوجد مدى للثمن.