خبر الساعة السياسية تسير وفق التقويم التركي.. أيمن خالد

الساعة 06:27 ص|20 أكتوبر 2009

الساعة السياسية تسير وفق التقويم التركي

أيمن خالد – عضو اتحاد كتاب فلسطين

شبكة تايم تورك التركية

نحن في العام 2009، بداية انتباه العالم أجمع للتوقيت التركي الجديد، الذي بدا يغير ملامح المنطقة بأكملها، وبدأ العالم اليوم يتذكر السنوات الماضية من السياسة التركية، وبدأ يعيد تركيب أجزاء الصورة واحدا بعد الآخر، وبدأ الآن يكتشف أن الأمة التركية، هي أمة عظيمة لها ساعتها السياسية، ولها صحوتها السياسية، وهي قادمة لتأخذ دورها في العالم وستأخذه بامتياز وفخر.

الأمم الكبيرة أخذت دورها بالقوة وانتزعته بحد السيف، ولذلك كانت تدفع دماءً كثيرة، وترتكب مجازر غير معقولة في سبيل أن تبقى مسيطرة وتفرض سياستها على الآخرين، كما فعلت أمريكا في العراق وافغانستان ومعها كل حلفائها الذين جعلوا حياتهم على حساب حياة الآخرين من الشعوب المضطهدة.

لقد كرهت الشعوب في الدول المتقدمة رائحة الدماء ولم تعد تستطيع تصديق أكاذيب زعمائها، وكرهت أيضا الشعوب في الدول الفقيرة، أكاذيب الدول الكبرى، التي لم تحضر لها سوى الدم والقتل والخراب، فكل وعود المستعمرين مجرد أكاذيب، فالمستعمر لم يحمل للأمم الا الخراب وراء الخراب.

الساعة التركية التي بدأت تدق رناتها، لا أحد في الكون يستطيع ايقافها، لأن الأمة التركية، لا تحمل سلاح الحرب والقتل والاذلال للشعوب، بل الامة التركية في ثوبها الاسلامي الجديد، جاءت تمد يد المساعدة والخير للشعوب كافة، فهي أمة تحمل في عمقها وروحها ملامح الانسانية النبيلة التي عندما تكون قريبة من الجرح فان الجرح يتحول الى شفاء.

في ناحية أخرى من الكون هناك قلق كبير في الغرب من هذه الأمة التي تحمل هذا الشعور الإنساني الكبير، وتحمل هذا الصدق العالي، فلا أحد يستطيع أن يقول للأتراك انتم على غير صواب، لأنهم على صواب، فهم يشاهدون ظلم العالم الواقع على الشعوب، ولا يسكتون، فلدى تركيا شعب رائع يقول كلمته بحرية، ويعي ما يجري حوله ولا يستطيع أحد ان يكذب عليه، لذلك فالساعة التركية هي ساعة الشعب والأمة التركية، التي تنظر اليها الأمم باهتمام، وبالذات نحن العرب، وبالذات نحن الفلسطينيين، الذين نعرف أن مأساة فلسطين وطننا السليب بدأت مع رحيل آخر رجل عثماني من بلادنا.

في الجانب الآخر من الرعب هناك إسرائيل، التي بقيت النقطة السوداء في هذا العالم، والتي كذبت دول الغرب بشأنها، وظلوا يصفون هذا الكيان المجرم بأنه ضحية، ولذلك كانت هذه الدول تكذب على شعوبها ولا تنقل لها الحقيقة أبدا، حتى جاءت أمة الترك وجاءت صرخات أردوغان، والشعب التركي العظيم، الذي كشف أكاذيب الغرب، فأصبحنا نحن الفلسطينيين ننظر بعين الامل لتلك الأمة بعد أن خذلنا اكثر العرب، وبعد أن قاتلنا العديد من العرب ووقفوا الى جانب اسرائيل لان كثيرا من ملوك العرب يرون مصالحهم مع اسرائيل وليس مع الفلسطينيين.

تركيا رأت مصالحها مع الانسان المظلوم في الكون، وهي اليوم تتحول الى قوة هائلة ليس بالسلاح ولا بالجيوش ولكن بقوة الحق الذي تمتلكه وتدافع عنه.

بلا شك ان اسرائيل تعيش رعبا كبيرا من موقف تركيا الاخير من منع المناورات الاسرائيلية معها، وبلا شك ان القادة الصهاينة ينامون الليل وهم يتخيلون محمد الفاتح وايضا يرون في أحلامهم روح السلطان عبد الحميد تصرخ بهم وتقول لهم هذه فلسطين هذه ارض القدس الشريف.

وبلا شك أن التاريخ يتغير، فهذه هي ساعة الامة الحرة الصادقة مع نفسها التي لا تستطيع الا ان تقف مع الحق، ونحن كفلسطينيين منذ زمن نتابع  اخبار تركيا ونفتح صدورنا لهذا العملاق القادم لرفع الظلم عنا، ونعتقد انه سيكون دور تركيا هو اهم دور في التاريخ القادم، لأن تركيا هي ستقود العالم الاسلامي كله لانها دولة تحتضنها امة تؤمن بالعدل ورفع الظلم.

ونحن نعرف ايضا، ان فلسطين هي مكان الصراع بين الظلم والحق، وعندما ترى تركيا الظلم على حقيقته، وتساهم في كشف هذا الظلم عبر وسائل الاعلام، فانها تهزم هذا الظلم، فالايام الاخيرة شاهدنا فلم (فلسطين العشق والخراب)وهو صورة صغيرة عن جرائم كبيرة لكن هذه الصورة جعلت اسرائيل تعيش رعبا لا مثيل له، فلا احد استطاع ان يكشف هذا الظلم مثل تركيا، فالعالم في مجمله كان شاهد زور يخفي جريمة اسرائيل في فلسطين، ولا يجرؤ على الكلام فيها، فالشهادة الحق والعدل، لا تخرج من الامم المستعمرة والخائفة بل من الامم التي تحترم نفسها، وهي الامم التي سيسير الزمن وفق ما تريد.