خبر نزال لا داعي له -هآرتس

الساعة 09:25 ص|19 أكتوبر 2009

بقلم: أسرة التحرير

خلافا للحكمة السياسية اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه يتحفظ من استئناف الوساطة التركية بين اسرائيل وسوريا في ضوء السلوك التركي في الاونة الاخيرة وحسب ما يراه هو، فان تركيا لا يمكنها بعد اليوم ان تتمتع بلقب "الوسيط النزيه". هذا ايضاحا مخلول، ولا سيما لان حكومة نتنياهو لا تبدي اهتماما في استئناف المفاوضات السلمية مع سوريا، مع وسطاء او بدونهم. ولكن ضرر تصريحات نتنياهو هو في الحماسة في الرد على تركيا، وبالذات على رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، الصاع صاعين على كل انتقاد ضد اسرائيل. هذا نزال زائد لا داعي له يجدر تهدئته، سواء من جانب الاتراك ام من جانب اسرائيل.

        لتركيا شبكة علاقات وثيقة مع سوريا وايران، مع مصر ودول الخليج وكذا مع اسرائيل. وقد نجحت في ان تحيي المفاوضات بين اسرائيل وسوريا، واقترحت خدماتها الطيبة ايضا في حل النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين وفي المفاوضات على تحرير جلعاد شليت. وفي نفس  الوقت، فان تركيا ليست الدولة الصديقة الوحيدة التي انضمت الى الغضب الدولي على الشكل الذي اصابت فيه اسرائيل السكان الابرياء في حملة "رصاص مصبوب" في غزة. قائمة الدول التي أيدت القرار بتبني تقرير غولدستون في مجلس حقوق الانسان للامم المتحدة، لا تضم فقط دول "الاغلبية التلقائية" ضد اسرائيل. حتى بريطانيا وفرنسا فضلتا مقاطعة التصويت بدلا من معارضة تقرير غولدستون.

        الافتراض الكامن في تصريحات نتنياهو بان زعيم الدولة الاسلامية الوحيدة التي تقيم علاقات تطبيع حقيقية مع اسرائيل، يفترض به ان يغمض عينيه في ضوء وحشية الحملة في غزة، يدل اكثر من اي شيء اخر على العمى الاسرائيلي.

        الاتراك غير "جديرين بالعقاب" من نتنياهو، حتى لو كان رئيس وزرائهم يتبنى قاموسا فظا ويهاجم على الملأ اسرائيل على مسؤوليتها عن موت الابرياء. العلاقات الطيبة مع تركيا حيوية للمصلحة الامنية والاقتصادية لاسرائيل. تركيا جديرة بالثناء على استعدادها استئناف المفاوضات مع سوريا. ومقابل اسرائيل، فانها تعترف بالحاجة الى الفصل بين المفاوضات والتوبيخ. ليست تركيا هي التي ستعاقب اذا ما ابعدت من قائمة "الوسطاء النزيهين". اسرائيل بالذات من شأنها ان تفقد قناة اتصال هامة كفيلة بان تدفع المفاوضات المستقبلية مع دمشق الى الامام.