خبر وسط قلة محصول الزيتون بغزة ..ارتفاع ملفت لأسعاره في السوق

الساعة 06:42 ص|19 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-غزة

يحني أبو عثمان أبو سويرح ظهره ليفرش أكياس النايلون البيضاء تحت أشجار الزيتون التي ضمنها من جاره، في بداية عمله  لقطف الزيتون ثم يمسك بعصا طويلة، و"دلو "، أسود اللون، ويبدأ بهزأشجار الزيتون التي تتشابك أغصانها .

 

وينتشر أبناء أبو عثمان  وبعض الصبية الذين يعملون معه "باليومية"، في أرض الزيتون، يتولى كل منهم شجرة، يقطف ما عليها، ويجمعه في أوعية، وزن كل منها (رطل).

 

ويشكو أبو سويرح 50 عاما من قلة إنتاج الزيتون قائلا: " موسم الزيتون كان مربحا للمزارعين قديما، ولكن الآن يعد موسما (قفرا)، ومن الصعب الاستفادة منه كالسابق"، مستدركا: " ولكن السنة أخشى أنه لا ربح يرجى منه".

 

ويقول أبو سويرح:" نحن عشرة أشخاص، نتوزع على أربعين شجرة من الزيتون، يقطف كل منا ما تخصص عليه من الشجرة، حتى ينتهي منها تماما".

 

وبالإضافة إلى بيع الزيتون والحصول على ثمنه، وتخصيص جزء منه "للزيت"، يوفر أبو عثمان استهلاك بيته من الزيتون والزيت.

 

يقلب الزيتون المُلقي على النايلون، قائلا: " أشجار الزيتون هذه السنة عقيمة، حتى حجم الزيتون أصغر، ولا أعتقد أن عصره سيأتي بنتيجة".

 

يتسلق أبو عثمان أكبر أشجار الزيتون، يحني غصنا كبيرا، ويشير إلى حبات الزيتون الملتصقة عليه ويقول: " كنا نعول على الأشجار الكبيرة في جني الزيتون، ولكن هذا العام الثمر قليل ".

 

وعلى الطرف الآخر من ذات الشجرة، يجمع محمد أحد العاملين في جني الزيتون، مع أبو عثمان، الزيتون عن أكياس النايلون عن الأرض، ويضعها في أوعية خاصة ، ليحملها على عربة " كارو" استعدادا لنقلها للسوق أو المعصرة.

 

وشاركه الرأي المزارع أبو محمد أبو عربان، الذي لم يكن حال زيتونه، أحسن من سابقه، فالمزارع التي يملكها، لم تعد تنتج كالسابق، و11 دونما من الزيتون، لم تعطه ما كان يتوقع، حسب قوله.

 

رغم ارتدائه طاقية بيضاء، وملابس فضفاضة، يجهده العرق، وتبدو الأوردة في جبينه بارزة، كأنما يعيش حالة من الغضب بحثا عن زيتونة على غصن كبير فارغ.

 

قطع أبو عربان عددا من أشجار الزيتون ليزرع الخضروات بدلا منها، قائلا " منذ الشتاء الماضي، وإنتاج أشجار الزيتون في تراجع، لذلك قطعت مساحة من الأرض لزراعة الخضروات، قبل شهر رمضان".

 

ويتحسر المزارع  أبو ناصر عاشور على أرضه التي جرفها الاحتلال، ولم يبق منها سوى شجرة زيتون واحدة، تنتصب وسط الفراغ ،في حين يتمنى صاحبها "زوالها مع أخواتها"، لينسى ألمه وحسرته.

 

وكان إنتاج الزيتون في قطاع غزة هذا الموسم، قلت نسبته عن الموسم الماضي، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وما تخللها من تجريف الكثير من الأراضي الزراعية، وقلع أشجار الزيتون المثمرة.

 

ومن جهته, أرجع حسن أبو عيطة وكيل مساعد للمصادر الطبيعية في وزارة الزراعة قلة المحصول وارتفاع أسعاره، لعمليات التجريف التي استهدفت ما يقارب 4000 دونم زيتون، في الحرب الأخيرة على غزة من أصل 24 ألف دونم من أراضي الزيتون في القطاع".

 

وذكر أبو عيطة ضعف موسم الزيتون الذي يسجل عجزا قدره بـ 12%، مقارنة بإنتاج العام الماضي، مؤكدا على عجز في زيت الزيتون، الذي يتوقع أن ينتج 190طناً من الزيت هذا العام، "من ما يعادل 1020طناً من المتوقع عصرها"، حسب قوله.

 

وقال أبو عيطة " رغم ضعف إنتاج الزيتون في الضفة، إلا أننا سنضطر للاستيراد منها إذا ما فتحت المعابر"، مؤكدا على تخوف وزارة الزراعة من ارتفاع ثمن ثمار الزيتون" الذي سيشهده القطاع"، لزيادة الطلب عليها، وقلة العرض.