خبر سيناريوهات حل قضية القدس..رفض تدويلها و الترحيب ب« مدينة مفتوحة » بسيادة فلسطينية كاملة

الساعة 06:44 م|18 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

منذ توقيع اتفاقية اوسلوا للسلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين عام 1993 وضعت مدينة "القدس" ضمن مفاوضات الوضع النهائي، باعتراف ضمني بوجود مشكلة حول المدينة تستحق التفاوض عليها.

و منذ ذلك اليوم و حتى الان، برزت القدس " قضية" صراع رئيسية رغم قيام اسرائيل بفرض امر واقع على الارض لحسم القضيه لصالحها...و خلال ذلك عرضت عدة سيناريوهات لحل مشكلة القدس بشكل نهائي، و حسم مستقبلها السياسي.

مفتوحة أم مدولة

وأكثر هذه السيناريوهات قبولا لدى الفلسطينيين فكرة  "المدينة المفتوحة" التي عرضت في اتفاقيات كامب ديفيد في العام 2003، يقول النائب في المجلس التشريعي عن مدينة القدس برنارد سابيلا:" نحن نقبل فكرة ان تكون مدينة القدس مدينة مفتوحة وان تتم ادارتها من قبل كل الاطراف، دون التفكير في موضوع تقسيمها و ان يتم المشاركة في ادارتها".

ويتابع سابيلا:"يمكن ان يكون هناك بلديتان، وان يجري التنسيق فيما يتعلق بالبنية التحتية وغيرها، ويمكن حل جميع المشاكل عبر هذه الرؤية التي تمكن من العمل المشترك، والاخذ بعين الاعتبار خصوصية المدينة وبعدها الديني والتاريخي".

هذه الفكرة يعتبرها رئيس مركز السلم والتعاون الدولي رامي نصرالله ، غير قابلة للتطبيق في ظل واقع القدس والذي يختلف عما كان عليه قبل 1993، من خلال حجم الاستعمار والسيطرة الإسرائيلية الكاملة على الحيز و اخراج الفلسطينيين من المدينة لتغيير الواقع الديمغرافي.

وعرض نصر الله خلال مؤتمر عقد مؤخرا في جامعة القدس ابو أديس، خرائط تشير بوضوح الى حجم التغييرات التي طالت البلدة القديمة التي تسعى اسرائيل لتحويلها الى قلب الكيان اليهودي، بالاضافة الى التغييرات التي احدثها جدار الفصل العنصري، وتم بموجبها اخراج عدد كبير من المقدسيين.

واعتبر نصر الله ان  اسرائيل تسعى الى السيطرة على البلدة القديمة من القدس على وجه الخصوص فهي بذلك يحاول السعي لحسم قضية البلدة القديمة لصالحه.

وعرض نصرالله بعض سيناريوهات الحل لمستقبل البلدة القديمة والتي تسعى اسرائيل لتطبيقها، واهمها "التدويل" والذي سيطبق على حوالي 33 الف فلسطيني مقابل اربعة الاف اسرائيلي، بحيث تكون هناك سلطة دولية خارجية، بشكل مفصول عن السيادة الفلسطينية والاسرائيلية.

والسيناريو الاخر، كما يرى نصر الله هو " السيادة المشتركة" بحيث يتم تقسيم للصلاحيات والمسؤوليات، او خطة تقسيم الاحياء، او ابقاء السيادة الاسرائيلية على كل المنطقة و محاولة تقليل عدد السكان الفلسطينيين .

واعتبر نصر الله ان السيناريو الثاني هو السيناريو الاقرب فلسطينيا، مقترحا تطوير ادوات فلسطينية برؤية عربية واسلامية واستقطاب منظمات انسانية دولية لايجاد حلول لمشاكل ظروف السكن والخدمات والبنية التحتية، للاستعداد لهذا السيناريو.

التدويل مرفوض.

الا ان هذه السيناريوهات لا تلقى قبولا كبيرا لدى الفلسطينيين الذين يصرون على خيار السيادة الكاملة على الشق الشرقي المحتل من المدينة عام 1967 كعاصمة للدولة الفلسطينية، يقول حاتم عبد القادر، مسؤول ملف القدس في حركة فتح، في تصريح خاص:" يجب التأكيد على ان القدس لها عدة مكونات المكون السياسي وهو حق الفلسطيني بكونها عاصمة سياسي، و المكون الديني والكفول للثلاث ديانات، والمكون القانون بمعنى حق الفلسطينيين في عقارات المدينة و العقارات ضمن ملكيات ثابتة بالوثاق القدس".

ومن هنا، كما يقول عبد القادر، تسقط كافة سناريوهات الحل  التي تسعى لحل قضية القدس على اساس مدينة لها مكون ديني فقط.

ورفض عبد القادر فكرة "التدويل" معتبرا ان هذا الخيار والذي تسعى من خلاله اسرائيل تدويل منطقة الحرم القدسي الشريف، بعد خلق امر واقع على الارض يضمن لها  السيطرة على بقيتها، من شأنه تضييع كامل حقوق السيادة السياسية للفلسطينيين".

وفيما يتعلق بخيار المدينة المفتوحة قال:" لا نعارض " المدينة المفتوحة" ولكن بشرط ان لا تكون عاصمة يهودية موحدة للشعب اليهودي كما يطرح، و إنما مدينة مفتوحة تحت السيادة الفلسطينية".

وجدد عبد القادر رفضه لاي تفريط بالحقوق السياسية الفلسطينية في القدس قائلا:" ان المعركة لم تحسم بعد، وان اي تفريط يصل الى درجة الخيانة، فالقدس محتلة و يجب على اسرائيل الانسحاب منها و اعادتها للسكان الاصليين عاصمة للدولة الفلسطينية كما نصت القوانين الدولية".

فالقدس كما قال عبد القادر، لا تقبل الحل الوسط اما ان تعود مدينة عربية او ان تبقى تحت الاحتلال الى ان يأتي من يحررها ان لم نكن قادرين.