خبر إرث أمني - من سيقف على الرأس.. يديعوت

الساعة 09:45 ص|18 أكتوبر 2009

بقلم: اليكس فيشمان

هذه اشارة تحذير. يوجد وقت اضافي، ولكن في محافل الامن المركزية، الجيش الاسرائيلي، المخابرات والموساد – يلوح ميل جد اشكالي من شأنه ان يؤثر على ادائها في السنوات القادمة. رؤساء هذه الهيئات الثلاث – اشكنازي، ديسكن وداغان – سيتغيرون في السنة – السنتين القريبتين، ولكن لم ينمي أي منهم تحته خلفا او خلفاء واضحين، يمكنهم أن يواصلوا من حيث توقفوا.

عندما أنهى رئيس المخابرات السابق، آفي ديختر، مهام منصبه، عرض على القائد في حينه، ارئيل شارون، مرشحين طبيعيين، ناضجين، لم يشكك احد – لا في المخابرات ولا خارجها – في قدراتهما. وكان ينبغي على شارون فقط أن يختار. وما كان له أن يكون مخطئا في أي من الحالتين.

وضع نتنياهو مختلف. في بداية السنة يفترض برئيس المخابرات يوفال ديسكن ان يعرض عليه المرشحين لخلافته. يوجد ظاهرا ثلاثة مرشحين للمنصب، كلهم اناس طيبون مع سجلات زاخرة. ولكن كل واحد منهم – اذا ما اختير – سيتعين عليه أن "يحلق" على المنصب. ايا منهم ليس مرشحا واضحا، مسلما به. وسبق لنا أن فقدنا رئيس وزراء في الوقت الذي حلق فيه رئيس المخابرات على منصبه. ليس صدفة انه تطلق منذ اليوم اصوات تدعي بانه اذا لم تمدد ولاية ديسكن، فينبغي جلب مدير من الخارج للمخابرات.

في الموساد الوضع اكثر تعقيدا بكثير. مئير داغان لم يحتفظ تحته بأي نائب على مدى الزمن. ثلاثة انهوا مهامهم وانصرفوا. وفي صالح داغان يقال انه يحدث ثورة غير مسبوقة في الموساد وانه بنى هيئة تعنى اليوم بشكل مباشر في المواضيع الاكثر دراماتيكية المتعلقة بامن الشعب اليهودي. ليس أقل. الكثير من كل هذا منوط مباشرة بشخصيته وعلاقاته. اذا غادر داغان ولا يوجد احد يتلقى منه العصا بعد ان امسك بها لفترة طويلة – فقد ينشأ فراغ يعرض أمن الدولة للخطر.

في الجيش القصة معروفة: رئيس الاركان يتجادل مع وزير الدفاع على من سيكون خلفه، وفي النهاية سيتفقان على نائب لرئيس الاركان يكون مرشح حل وسط، الامر الذي يمكنه أن يؤدي بالاحرى الى رئيس اركان يكون هو ايضا حل وسط.

من الجانب الانساني هذه عملية شبه طبيعية. يتعين عليك أن تكون ايثاريا كي تعين لنفسك خليفة بينما أنت لا تزال في منصبك. اذا عينت لنفسك خليفة؟ فانك تخلق تحتك بؤرة قوة، يبدأ الناس في التعامل معه وليس معك. من الصعب على المرء أن يقبل حقيقة ان له بديل وانه يمكن للحال أن يسير بدونه. اما علماء النفس فسيقولون: عينت لنفسك خليفة؟ تكون زرعت بذور نهايتك المهنية.

المدراء يحبون خلق الغموض حول الخليفة المختار حتى كي لا يمسون بدافعية الاخرين الذين يرون أنفسهم مرشحين. غير أن بناء خليفة هو جزء من مهمة رئيس الجهاز – جزء من بناء القوة. بناء المخزون البشري الذي سينشأ منه خليفتك تبدأه من مرتبتين تحتك. الالوية يوقعون على رتب المقدمين. رئيس الاركان يعنى بترفيع العقداء والعمداء. وحتى لو لم يكن قائدا عليهم فانهم يكونون موضع رؤية من زاوية نظره.

بذات القدر فان من ينبغي له أن يطمئن من أنه يتم في كل واحد من اجهزة الامن بناء القوة الصحيحة وينشأ خلفاء مناسبين هم القائدان السياسيان: وزير الدفاع ورئيس الوزراء. فهما ايضا عليهما مسؤولية بناء القوة. هما ايضا يتعين عليهما ان ينظر الى مرتبتين الى الاسفل. هذا ليس امتيازا، بل هذا واجب عام. هما شخصيتان سياسيتان، وعليه فمحظور عليهما ان يتدخلا في تعيين المسؤولين الكبار في هذه الاجهزة ولكن عليهما ان يطالبا من قادة الاجهزة ان يشجعوا حولهم ما لا يقل عن 3 – 4 خلفاء محتملين. وبالمناسبة، في الحكومة الحالية يوجد حتى وزير لشؤون الاستخبارات. من المشوق ان نعرف ماذا يفعل في هذا الشأن.

لا مجال للنزول باللائمة على قادة الاجهزة الذين يحبون مناصبهم. لدينا شكوى من القادة الذين يفرون من المسؤولية. من ناحية الجيش الاسرائيلي، المخابرات والموساد في جولة التعيينات القريبة فانهم باتوا متأخرين عن اللحاق بالقطار. ستكون هناك حاجة للبحث عن حلول ابداعية على نحو خاص كي لا تغرق هذه الاجهزة الثلاثة في مستوى متواضع.