خبر نهاية اللعبة- اوباما أم فلرشتاين.. يديعوت

الساعة 09:36 ص|18 أكتوبر 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

ينبغي للمرء أن يكون أصم تماما، غبيا أو صغيرا (حسب التقاليد اليهودية) كي لا يميز ما يجري حوله: يغلقون علينا. المؤرخون في السنوات القادمة قد يقسمون فترة تأسيس ووجود دولة اسرائيل الى عصرين "من" و "حتى". الفترة الاولى هي الـ 62 سنة الاولى؛ الفترة الثانية تبدأ من الان.

يهود طيبون في ارض اسرائيل يفهمون جيدا ما يجري حولنا ولكنهم يكبتون: دوما، حتى الان، يحصل شيء يخرب على المنطق، الاحداث والصف. صحيح، يقولون ويعلقون عيونهم متطلعين الى الاعلى، بان هذا يبدو سيئا جدا – ولكن "الله يرحم" و "هو في رحمته". وباختصار: إما ان يموت الحصان أو ان يموت الطاغية. شيء ما سيحصل وهو "سينقذنا من أيديهم".

غير أنه في الزمن الاخير توقفوا، على ما يبدو، في السماء، عن العمل "لساعات اضافية"، وللكثيرين في اسرائيل يبدو انه يتكرر النشيد من جديد: "العالم كله ضدنا". ونحن؟ نحن عاشقون حتى النفس الاخير للقول التوراتي "شعب بمفرده يسكن".

غير ان ما كان صحيحا في تلك العهود ليس صحيحا تماما في هذه العهود من العولمة، حين يكاد لا تكون هناك حدود بين الدول والسلام العالمي مهم لرئيس بوبا نيو جيني بالضبط مثلما هو للرئيس الامريكي. العالم بات أصغر، معاديا بل وكارها لـ "خارقي النظام" العاقين – ونحن نعتبر كذلك.

بسرعة البرق (اوباما) فهم العالم بأسره، وبالاساس العالم الاسلامي، بانه انتهت الايام التي كان يقول فيها رئيس وزراء في اسرائيل هاتفيا للرئيس الامريكي "اريد أن أراك" ويقفز اليه في الغداة. انتهت الهواتف الى البيت الابيض والتي كانت تنسق فيها المحادثات: "انت تقول كذا" و "انا اقول كذا"، او الهاتف من القدس مثل الامر: "نحن نقترح أن تعقبوا كذا وكذا". ليس بعد. "السيد" الامريكي قرر النظر من وراء كتف ابنه – وحيده الاسرائيلي، ورأى، لدهشته، مليار ونصف مسلم غاضب.

الولايات المتحدة لا تزال تؤيد بنزاهة اسرائيل، وفي البيت الابيض يغضبون من كل قول يقال او يكتب يأتي من هنا ويدعي ان ليس هذا هو الحال. ولكن كما أسلفنا، الاصم، الغبي والصغير فقط لا يلاحظون ما يحصل. بنبرة شديدة الحدة والمبالغة يمكن القول: الولايات المتحدة تلقي باسرائيل الى الكلاب.

والكلاب في الخارج والتي هي أكثر من أن تحصى، انتظرت فقط هذه الفرصة. منذ 42 سنة وهي تدعي بان اسرائيل عاقة ومتمردة وتضحك على كل العالم، والان سنري بيبي نتنياهو ورفاقه من سيضحك اخيرا. هكذا حصل أن عشرات البلدان، بمن فيها تلك التي تشعر بالعطف نحو اسرائيل، خرجت ضدنا مؤخرا وستواصل على هذا النحو. لا يمكن لاي مكالمة هاتفية من نتنياهو ان تطفىء هذا الحريق. بيبي، باراك ورفاقهما سيتعين عليهم على ما يبدو  قريبا جدا ان يختاروا ويقرروا: إما براك اوباما، غوردون براون، بان كي مون وغيرهم، او بنحاس فلرشتاين ودانييلا فايس. زواج من جانبي المتراس لن يكون هنا.

ملنا العالم، الذي يريد الهدوء رغم العراق وافغانستان، وعليه فسيكون هذا ذات العالم، غير العادل وغير المسؤول عن قرارات مغلوطة، يحاول في زمن قريب جدا ان يفرض علينا نوعا من العقوبات (والغاء المناورة مع تركيا هي نوع كهذا)، في صيغة العقوبات التي فرضت في حينه على جنوب افريقيا. واذا ما ثارت حمية هذا العالم ولعله يحاول فرض تسوية، فان هذا منوط بمزاج الولايات المتحدة في ذاك اليوم.

لو لم يكن هذا حزينا جدا (وهناك من سيقول بالطبع بان الفرح يلفهم)، لكنا قلنا ان "هذه مجرد البداية". فلا تزال بانتظارنا حبكات – ومذكرة صغيرة: جنوب افريقيا الكبرى، الغنية بالكنوز الطبيعية التي ليست لنا، رفعت على مدى سنين واجيال اعلام الغرور و "أملاك اجدادنا"، ولكن في النهاية رفعت العلم الاكبر في تاريخها: العلم الابيض.

ملاحظة: ولا كلمة عن ايران.