خبر جهود إسرائيلية لإحباط تقرير « غولدستون » وتشكيل لجنة تحقيق هو الخيار الأخير

الساعة 08:24 ص|18 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – القدس المحتلة  

لم تنته المعركة الإسرائيلية ضد تقرير "غولدستون" وتنصب جهودها الآن بالتعاون مع الولايات المتحدة لمنع طرح التقرير على طاولة مجلس الأمن الدولي، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن "إسرائيل خسرت معركة ولكنها لم تخسر الحرب".

 

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن مسؤولين سياسيين يرجحون أن تمارس دول صديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل من أجل «تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في الحملة العسكرية على قطاع غزة، وذلك من أجل وقف النزعات المعادية لإسرائيل في الأمم المتحدة ».

وتضيف الصحيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يستبعد إقامة لجنة تحقيق ولكنه يحتفظ بهذا الخيار كورقة أخيرة يستخدمها في الوقت المناسب. كما تشير إلى أن عددا من مساعديه يؤيدون هذا الخيار كما يؤيده وزير شؤون الاستخبارات دان مريدور.

 

وكان رئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، دعيا نتنياهو نهاية الأسبوع لإجراء تحقيق مستقل حول الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، وإلى تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وتجميد البناء في المستوطنات. وكانت بريطانيا وفرنسا من بين الدول التي امتنعت عن التصويت على تقرير "غولدستون".

 

وتضيف "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل أعربت عن خيبة أملها من نتائج التصويت يوم الجمعة الماضي، وأعربت عن غضبها من تصويت الصين وروسيا والهند على جانب التقرير. وتشير إلى أن إسرائيل توقعت بأن لا تصوت روسيا مع القرار كي لا يشكل سابقة لاتهامها بالركاب جرائم حرب في الشيشان. وردا على موقف الصين أعلنت الخارجية الإسرائيلية أن الوزير أفيغدور ليبرمان قرر مقاطعة نشاطا وجهت له السفارة الصينية في تل ابيب دعوة للمشاركة فيه.

 

وكانت لجنة وزارية إسرائيلية باسم "لجنة غولدستون" برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو اجتمعت حال صدور القرار يوم الجمعة الماضي لبحث تداعياته وانعكاساته على إسرائيل. وقال نتنياهو في الاجتماع أن «إسرائيل لن تتنازل عن حقها في الدفاع عن نفسها، وأن هدفها من الآن فصاعدا نزع الشرعية عن نزع الشرعية عن إسرائيل». وأضاف أنه "ينبغي الاستعداد لجهود تستمر سنوات طويلة». ودعا إلى «عدم التراخي والوقوف بصمت لأنه ثمة مجتمعات متعقلة في العالم قد تصدق الادعاءات الموجهة إلينا». ويمكن تحقيق الأهداف من خلال حملة إعلامية واسعة وجادة في كافة أنحاء العالم. وتابع نتنياهو: «يتعين على إسرائيل أن تجند إلى جانبها نواة صلبة من دول تشارك إسرائيل القيم ذاتها، وحشدها من وراء ادعاءات إسرائيل المحقة».

 

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية تعكف على تشكيل مكتب خاص للتنسيق بين كافة الوزارات الحكومية وإعداد الخطط «للتصدي لتقرير "غولدستون" في كافة الجبهات».

 

وتشير الصحيفة إلى أن الجهود الإسرائيلية ستنصب في المرحلة الراهنة على منع وصول تقرير غولدستون إلى مجلس الأمن الدولي. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الولايات المتحدة وحليفتها تسعى إلى تجنيد أغلبية داخل مجلس الأمن ضد التقرير. وقد تعهدت الولايات المتحدة لإسرائيل باستخدام حق النقض الفيتو ضد أي محاولة لإدانتها واتهامها بارتكاب جرائم حرب وإحالة الملف إلى المحكمة الدولية في لاهاي.

 

وتضيف الصحيفة أن إسرائيل قلقة من أن يبادر المدعي العام في المحكمة الدولية إلى فتح تحقيق ضد إسرائيل بشكل مستقل، وذلك رغم كون إسرائيل ليست عضوا في المحكمة الدولية.

 

وعن تصويت روسيا إلى جانب تقرير "غولدستون"، قال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون إن «تصويت روسيا مع تبني تقرير غولدستون لم يعزز من مكانتها كوسيطة لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكنه أضاف أن إسرائيل لا تنوي خلق أجواء توتر مع روسيا وستسعى لاستيضاح الأمور معها بشكل بناء». وأضاف انه «في قضايا كالمشروع النووي الإيراني يمكن الاعتماد على روسيا».

 

وأوضح أن إسرائيل ستبذل الجهود لتغيير رأي «الدول الجدية» التي أيدت تقرير غولدستون واستمالتها إلى جانبها.