خبر مسؤول أميركي سابق: « إسرائيل » لا تفعل أي شيء ولا تقترح أي حلول للتسوية

الساعة 12:28 ص|18 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

شن مسؤول أميركي سابق هجوما لاذعا على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع العالم العربي والمسلمين بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، مشيرا إلى أن تلك الهجمات قامت بها أقلية متطرفة، لكنها أصبحت ذريعة لحملة تسيء إلى كل العرب والمسلمين.

وقال تشيس فريمان، مساعد وزير الدفاع الأسبق والسفير الأميركي الأسبق لدى المملكة العربية السعودية، في كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للعلاقات الأميركية ـ العربية، الذي اختتم أعماله التي استمرت يومين أول من أمس: إن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) أصبحت تحت ذريعة الدفاع عن الوطن المبرر المنطقي لتصرفات الولايات المتحدة ضد العرب والمسلمين، فالهجمات، التي ارتكبها متطرفون مسلمون، أصبحت الدافع للحملة الأميركية لإهانة العرب والمسلمين وإهانة دينهم.

وأضاف فريمان، الذي عمل في السابق أيضا نائبا لمساعد وزير الخارجية الأميركية، إن مثل هذه السياسة الفاشلة، التي ما زالت مستمرة حتى الآن مع إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المنتخبة حديثا، ليست سوى إذكاء لغضب المسلمين. ومضى فريمان قائلا: الآن ومنذ تبني هذه السياسة إلى جانب التأييد الأميركي التقليدي والثابت لإسرائيل، تحول الصراع في الأرض المقدسة إلى صراع عالمي. وبعد سنوات من المحاولات الفاشلة لخطة سلام تحول الصراع في المنطقة إلى قتال في فراغ سياسي.

وقال فريمان، إنه في الوقت الذي يتعين فيه الإشادة بجهود السلام للمملكة العربية السعودية، فإن إسرائيل لا تفعل أي شيء ولا تقترح أي حلول للسلام، وبدلا من ذلك فإنهم يعملون على تغذية الأزمة الأخلاقية المعنوية المتصاعدة.

وأضاف فريمان، إنه على الرغم من أن سياسة إسرائيل ما زالت تحظى بالحماية من جانب إدارة أوباما، الذي قال إنها غير راغبة في ممارسة الضغط على إسرائيل، فإن السياسات التي تنفذ في القدس ليست إلا وضعا للدولة في طريق كارثة في نهاية المطاف لإسرائيل.

واستطرد قائلا إن سياسات إسرائيل تساعد أيضا على تغذية التهديد المتزايد من جانب إيران، الذي قال إنه غالبا ما يتم تجاهل أن طهران لم تكن لها علاقة بهجمات 11 سبتمبر 2001 م الإرهابية.

وكان السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير، ألقى كلمة في المؤتمر، مشددا على أهمية العلاقات العربية ـ الأميركية. وشدد الجبير على أن «المملكة السعودية لديها تاريخ للسعي وراء الاستقرار والأمن والسلام في منطقتنا وعالمنا». ولفت إلى جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لدعم الاستقرار، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية والحوار بين الأديان. وتحدث السفير جيمز سميث، السفير الأميركي لدى الرياض، حول العلاقات السعودية ـ الأميركية الوثيقة، وقال: «إنه زمن الأمل والفرص»، مؤكدا أن «لغالبية التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، هناك نقطة لقاء في الرياض علينا استخدامها». ولفت إلى تأكيد الرئيس باراك أوباما على «الاستماع والاحترام والثقة» عند بناء العلاقات مع الدول العربية. وعلى مدار يومين، بحثت جلسات المؤتمر العلاقات العربية ـ الأميركية على أصعدة عدة، على رأسها العلاقات الإستراتيجية والعلاقات العسكرية. وقال نائب رئيس شركة «إي تي إس سي» الجنرال الأميركي المتقاعد مارك كيميت، الذي كان الناطق باسم القوات الأميركية في العراق بعد حرب عام 2003: «الإدارة الأميركية الجديدة، برئاسة باراك أوباما، قد تتخذ لهجة جديدة تجاه علاقاتها مع الشرق الأوسط، ولكن لا يوجد تغيير في العلاقات الإستراتيجية»، موضحا: «سنواصل الدفاع عن حلفائنا مثلما قمنا بذلك خلال السنوات الـ65 الماضية، وسنبقى على هذا النهج». واعتبر كيميت الذي كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ـ العسكرية أن «العلاقات الدفاعية هي العلاقة الأكثر إستراتيجية في المنطقة». ومن جهته، قال نائب رئيس قسم الاستراتيجية الدولية وتنمية الأعمال في شركة «بي اي اي» لمعدات الدفاع، ريتشارد ميليس: «قطاع الصناعة يعتبر العالم العربي فرصة في وقت نعاني من الميزانيات المحدودة، ولكن لا ننظر إلى المنطقة فقط كمكان لبيع المعدات بل مكان علينا الوجود فيه، من حيث التدريب والتعاون». ولفت الجنرال المتقاعد جوسف هاور، قائد القيادة المركزية الأميركية سابقا، إلى أن موقع الولايات المتحدة في العراق مهم الآن، وأن نجاحها في أفغانستان ذو أهمية للمنطقة أيضا، وقال «إن المكان الذي نجد أنفسنا فيه في العراق لافت، فقبل عامين وصلنا إلى نقطة الصفر ولكن الآن نجد أنفسنا في وضع أفضل بكثير». وأضاف: «الكثير من الأميركيين بدأوا يتعبون من الحرب في أفغانستان والوضع صعب»، موضحا: «على الولايات المتحدة أن تعمل الآن لإقناع باكستان وحلفائنا الآخرين بأننا لن نتخلى عنهم».