خبر بعد مرور خمسة أعوام.. قناص « وادي الحرامية » يستذكر مع الأسرى تفاصيل عمليته البطولية

الساعة 06:09 م|17 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم – تقرير إخباري

الثالث من آذار/مارس عام ألفين واثنين ، تاريخ ارتبطت به قصة شموخ أسير فلسطيني لم ينس ماضي أجداده ، ولم يغمض عينيه عن معاناة شعبه كما لم يصم آذانه عن آهاته ؛ فكان له من اسمه نصيب أن هب للانتقام في ذات الوقت الذي آثار فيه الكثيرون إطلاق الشعارات والهتافات من على المنابر ، وعبر شاشات التلفاز ؛ إنها قصة الأسير ثائر حماد (29 عاماً) - فارس بلدة سلواد قضاء مدينة رام الله ، وبطل عملية القنص النوعية في "وادي الحرامية" ، التي أسفرت عن مقتل وإصابة تسعة عشر صهيونياً ؛ غالبيتهم من الجنود ، ففي ذلك اليوم استطاع ثائر بمفرده ، وببندقية قديمة الصنع تعود إلى فترة الحرب العالمية الثانية ، إن يصل إلى جبل الباطن إلى الغرب من سلواد ، والتحصن بين الصخور وأشجار الزيتون ، قبل أن يصوب بندقيته باتجاه الحاجز العسكري إلى أن حانت ساعة الصفر في تمام السادسة إلا ربع صباحاً ، عندها ضغط بأصبعه على زناد بندقيته وأطلق الرصاصة الأولى ، واستمر في إطلاق النار وهو يشاهد سقوط الجنود الصهاينة والمستوطنين الواحد تلو الآخر ، وفجأة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه ما أجبره على إنهاء المعركة ، بعد أن أطلق ( 26 ) رصاصة فقط ، استقرت جميعها في أجساد جنود الإحتلال ومستوطنيه ، وفي تمام الساعة السابعة والنصف قرر الانسحاب عائداً إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث ، في ذات الوقت الذي كان فيه قادة العدو يتخبطون كيف لا وهم أمام عملية قنص هي الأزخم من نوعها ، ولربما الأولى منذ عقود.

وفي أعقاب العملية فرضت قوات الاحتلال طوقاً حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثاً عن المنفذين المحتملين ، حيث تم خلالها اعتقال ثائر ؛ ومن ثم أفرج عنه بعد 3 أيام ، كون المحققين الصهاينة لم يتوقعوا أن هذا الشاب ابن الثانية والعشرين هو منفذ العملية ، حيث كانت كل التوقعات تشير إلى أن منفذها هو رجل عجوز ، لكن وبعد 31 شهراً من وقوع العملية أفلحت قوات الإحتلال في مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم الثاني من أكتوبر عام 2004 ، ليبدأ مشواراً جديداً خلف القضبان ، متنقلاً ما بين السجون مع إخوانه ورفاقه الأبطال الذين افتخروا به وتغنوا باسمه قبل أن يعرفوه.