خبر مؤتمر عربي بالقاهرة يحذر من‏:‏ تزايد الإصابة بـ درن العظام

الساعة 09:14 ص|17 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

ناقش المؤتمر السابع للرابطة العربية للعمود الفقري بالاشتراك مع جمعية تشوهات العمود الفقري وقسم جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القاهرة‏70‏ بحثا بحضور أكثر من‏300‏ طبيب من مصر والخارج‏,‏ وذلك في أمراض وجراحات تآكل الغضروف وضيق النخاع الشوكي والتهاب وتيبس العمود الفقري وإصابات العمود الفقري وهشاشة العمود الفقري والانحناء الجانبي للعمود الفقري‏.‏

 

ويقول الدكتور يسري الهواري رئيس جمعية تشوهات العمود الفقري ورئيس المؤتمر إن من أبرز المشاكل التي نعانيها في الوطن العربي تزايد درن العظام‏,‏ والذي يوصف بـ‏'‏الطاعون الأصفر‏'‏ حيث يسبب تآكل الفقرات فيثنيها وينثني معها العمود الفقري‏,‏ يصاحب ذلك إفراز صديد أصفر في العمود الفقري‏,‏ ويؤدي في النهاية إلي الإصابة بالشلل في نسبة‏10%‏ من المصابين‏,‏ والمشكلة أساسا ناجمة عن ميكروب الدرن‏,‏ والذي لم يعد مرضا للفقراء بل للأغنياء أيضا‏,‏ وبات يشكل ثالوثا لأخطر‏3‏ أمراض تهدد أفريقيا خلال‏10‏ سنوات إضافة إلي الإيدز والملاريا‏.‏

 

وأضاف أن المرض يبدأ في اللوزتين أو الصدر أو المسالك البولية‏,‏ ويظل كامنا في جسد كل إنسان‏,‏ ثم ينتهز الفرصة في حال ضعف المناعة ليفتك بالعظام‏,‏ وأبرز أعراضه التي تمتد لشهور السخونة ليلا إضافة إلي قلة الشهية‏,‏ وهو لايأتي حادا في العظام بشكل مفاجئ‏,‏ بل تدريجيا‏,‏ ويتم التدخل جراحيا عندما يكون هناك تهديد لسلامة الفقرات‏,‏ ونسبة الشفاء عالية ويحدث التحسن بعد التخلص علاجيا من الميكروب وجراحيا برفع الضغط من علي العمود الفقري واستعداله‏,‏ وبالتالي التخلص من الإصابة بالشلل‏.‏

 

أما المشكلة الثانية التي حذر منها أساتذة جراحة العمود الفقري‏,‏ فهي إعوجاج العمود الفقري‏,‏ وأوضح الدكتور زياد الزعبي أمين عام الرابطة العربية للعمود الفقري أن لدينا‏2‏ مليون حالة في الوطن العربي‏,‏ والسبب حتي الآن مجهول‏,,‏ وإن كان البعض يعزيه إلي وجود جين معين في الجسم‏,‏ وهناك عدة أنواع من الاعوجاج تظهر في أعمار مختلفة‏,‏ منها أسباب خلقية وأغلبها أسبابا مجهولة‏,‏ لكنها في غالبيتها تظهر في مرحلة الطفولة ماقبل اكتمال نمو العمود الفقري‏,‏ في المرحلة العمرية من‏5‏ ـ‏6‏ سنوات‏,‏ والمرحلة الثانية من‏11‏ إلي‏12‏ عاما‏,‏ ويزداد لدي البنات قبل مرحلة الطمث في سن‏12‏ ـ‏13‏ عاما‏,‏

 

وباكتشافه مبكرا يمكن التعامل معه بدون جراحة‏,‏ لكن إن بلغ الانحراف‏65‏ درجة لحالات التحدب للأمام تصبح الجراحة ضرورية‏,‏ لكن مشكلة الجراحة أنها بحاجة إلي نظمومة متكاملة من الجراح المتمرس‏,‏ ولايزيد عددهم في كل الدول العربية عن‏20‏ جراحا‏,‏ نصفهم من مصر‏!!,‏ والمركز المتخصص لهذه النوعية من الجراحات ولايتجاوز عددها‏4‏ ـ‏5‏ مراكز في كل الدول العربية‏,‏ وتكتمل العناصر بتوافر المعدات اللازمة للغرس في العمود الفقري‏,‏ وهذه تطورت بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية‏.‏

 

الدكتور يسري الهواري يقر بأن هذه الجراحات كانت سيئة السمعة‏,‏ ولكن في السبعينات‏,‏ أما اليوم فهناك أمان كامل في علاج جراحات العمود الفقري وتشوهاته‏.‏ أما مشكلة هشاشة العمود الفقري فيعانيها‏8‏ ملايين حالة في الوطن العربي‏,‏ ومشكلته أنه مرض لايؤلم صاحبه إلا حين يحدث الكسر‏,‏ ومشكلته أنه يثني العمود الفقري ويصيبه بالشلل‏.‏

 

ويوضح الدكتور أحمد عيسي أستاذ ورئيس قسم جراحة الأعصاب بطب القاهرة أن هناك اتجاها حديثا في الجراحات خلال السنوات العشر الماضية يسمي‏'‏جراحات التدخل المحدود‏'‏ باستخدام المناظير الضوئية دقيقة الحجم التي تعطي ضوءا واضحا يمكن الجراح من الوصول لموضع الجراحة بدون قطع جراحي كبير ويصل إلي هدفه بدون إحداث أي تلف أو إصابة لأنسجة‏,‏ وتحل المناظير الضوئية محل الميكروسكوب الجراحي الذي بدأناه في بعض جراحات العمود الفقري مثل الانزلاق الغضروفي والقطني‏,‏ وبدأ المنظار الضوئي يحل محله في الجراحات الكبيرة مثل وضع الشرائح والمسامير‏,‏ وقد أدي ذلك إلي تحسن النتائج كما عرض أساتذة جراحات المخ والأعصاب بقصر العيني‏,‏ الجديد في علاج أورام النخاع الشوكي‏,‏ وهي أمنة تماما بشرط إجراؤها في وقت مبكر ولايأتي المريض للطبيب في حالة عجز كامل‏,‏ لأنه حينها يكون قد حدث تلف كامل في النخاع الشوكي‏,‏ والأعراض تبدأ بثقل في الحركة وتنميل في الأطراف‏,‏ ويؤكد الدكتور أحمد عيسي أن أورام النخاع الشوكي تكون غالبا حميدة‏,‏ وفي‏75%‏ من الحالات يتم الاستئصال الكامل للورم ويشفي المريض تماما ويعود لحياته الطبيعية‏,‏

 

إضافة إلي ماتناوله الدكتور مصطفي قطب الأستاذ بطب القاهرة من استخدام المنظار الضوئي في استئصال الغضروف القطني وتوسيع القناة الشوكية في حالات اختناق الفقرات القطنية‏.‏