خبر رح يتفقوا ..ما رح يتفقوا...« حديث المصالحة » في الشارع الفلسطيني

الساعة 05:50 ص|17 أكتوبر 2009

رح يتفقوا ..ما رح يتفقوا..."حديث المصالحة" في الشارع الفلسطيني

فلسطين اليوم- تقرير خاص

في مركبة عمومية على خط بيتونيا – رام الله، كان صوت المذيع عبر المذياع يعلن نقلا عن مصادره موعدا لعقد اتفاق المصالحة بين "فتح وحماس"، الا انه لن يكمل، فقد طلب احد الركاب من السائق اغلاق المذياع قائلا:" سكر هالراديو زهقنا منهم ومن مصالحتهم"....

الشاب بتلقائية ادار مفتاح المذياع على محطة اخرى تبث اغنية "خفيفة" ورد على الراكب الذي يبدو انه تعدى الخمسين من العمر:" بدنا نلاحقهم ونشوف بتفقوا ولا ما بتفقوا"...

وبعد ذلك دار نقاش طويل بينهما، كما هو الحال في الشارع الفلسطيني الذي اصابته حال " زهق" جماعي من حديث "المصالحة الذي لا ينتهي" بلا نتيجة.....

ابني معهم وضدهم....

ففي كل صلاه و قيام تدعو الحاجة " ام فؤاد" بدعاء واحد " ان تتم المصالحة بين فتح وحماس و تعود الامور على ما كانت عليه قبل الانقسام"، تقول: اتابع الاخبار يوميا علي اسمع خبر جيد، حين يقولون مصالجة اتفائل كثيرا ولكنهم لم يصدقوا في ايه مرة.

ام فؤاد تعتبر نفسها من اكبر المتضريين بهذا الانقسام:" الشعب الفلسطيني بالكامل عانى من الانقسام، الا انني عانيت الامرين"، وذلك بسبب اعتقال ابنها مرات عديدة في الضفة.

ام فؤاد تعتقد ان ابنها سيفرج عنه ولن يعتقل مرة اخرى في حال تمت امصالحة، ولن تعود "تحمل همه الكبير" كما تقول.

وهذه السيدة التي تجاوز عمرها السبعين، تؤكد ان هذه التجربة من اقسى التجارب التي مرت عليها:" لقد اعتقل معظم ابائي المسة مرات ثيرة، وهدم منزلنا في الثمانينيات، و في انتفاضة الاقصى اعتقل ابني المعتقل لدى السلطة حاليا خمس مرات، الا ان الاقتتال بين فتح وحماس ان اصعب علي من كل ما مر في، فبعد ان كان العدو من يحاربنا اصبحوا يحاربون بعضهم".

 

يجب ان لا يكون رهن خطأ

تقول الاعلامية مها عواد من ضواحي مدينة القدس، أن ملف المصالحة يجب ان لا يكون رهن باي حدث او خطا او تجاوز، و لو ان احد االجانبين يمتلكان نوايا صادقة وعزيمة قوية  لطي هذا الملف الشائك.

و تتابع عواد:" الموضوع ليس قضية خلافات حول بنود معينة او غيرها انما صورة الفلسطيني في سواء على المستوى العربي او الدولي،  ولا يعقل ان يستمر الجانبان بهذا الوضع".

وتعتبر عوادان القضية ليست جوانب خلافية كما يصر الجانبين و إنما مسائل شخصية مثل عدم تقبل الطرفين لشخص في الطرف الثاني و هذا يصب في خانة شخصنة الملف

اما الامر الاخر ما تقول عواد،  فهو الاقتتال بمعنى كلمة اقتتال و هو ما لاحظناه عبر تصريحات الطرفين في وسائل الاعلام على قضية المناصب في الحكومة و هذا يؤد بان عامل المصلحة والمناصب و الامتيازات المرافقة للمنصب هي اهم من المصلحة الوطنية التي  يرفعها الطرفين و يتغنى بها.

وبحسب عواد، لو ان القضية الخلافية بين الطرفين هي تحرير لوطن و ازالة لاكثر من 650 حاجز و عودة القدس و الحفاظ على التراث، لما كان هناك خلاف بالمطلق، ولكان اتفاق المصالحة وقع في وقت قصير لانه لا يوجد فلسطيني من الممكن ان يختلف مع  فلسطيني على حل قضيته الوطنية، و انما الخلاف هو على المناصب والمهام ومن هنا ربما لا يصل او لن يصل الطرفين الى اتفاق الا  اذا نفى احد الطرفين الاخر.

 

الخاسر الكبير ...نحن

والى حد كبير توافق حديث الاعلامية عواد و حديث المواطن عبد الهادي عزام " 36" عاما،  و هو موظف في جامعة النجاح الوطنية، يقول:"الانقلاب خلف  صراع علي السلطة بمسميات كثيره و لكن كلها بنتيجه واحده انقسام ما بين الضفه و القطاع وقطيعه وضعت  القضيه الفلسطينيه في نعش تنتظر فقط حفار القبور والخاسر الاكبر نحن، الشعب الذي قدم الكثير للقضية".

ويتابع:" يأتي موضوع المصالحة في توقيت جيد لاغلاق هذا الملف لان المصالحه في هذا التوقيت ستعمل علي توحيد الجهود في مواجهة وتيرة الاستعمار وملف جولدستون وملف الاسرى بوجود اسير لدى المقاومه".

ويشدد عزام على ان ما خسره الشعب الفلسطيني خلال الثلاث السنوات الماضية من القطيعة يوازي ما خسرناه منذ ٤٨ و "بلا مبالغة".ويتابع:" اعتقد انه حان الوقت لننهي هذا المف ونتركه في مزابل التاريح حتى لا يذكره احد لانه كان وصمة عار في جبين القضية الفلسطينية".

 

 

 

ويأمل عزام ان تصل رساله الشعب الحزين بما يجري لاصحاب القرار كي لا يضيعوا المزيد من القضية:" كلي امل من كل الاطراف ان لا يضيعوا القضيه اكثر من ذلك وان تتم المصالحه ونتقدم الى الامام ولا ننظر الي الخلف يكفي ما خسرناه".

كلام " فاضي"...

و في شارع الحسبة في وسط رام الله، كانت الحاجة أم ابراهيم (78) عاما، تبيع انتاج ارضها من الفجل والخس والبقدونس، بعد الحاح طويل وافقت على الحديث، ليس لانها لا تعلم،  و لكن لانها لا تريد الحديث، و مشغولةب"جمع رزقها" بدلا من "الخراف الفاضي" على حد تعبيرها، ولأن فتح وحماس مشغولين بأختلافهم على الكراسي بدلا من حل مشكلة فقرها وتوفير حياة كريمة لها....

تقول:" نحتاج الى نية صافية للتوصل الى اتفاق، ولن ما يجري كل منهم يريد ان يحصل على مكاسب اكثر، وعلى اتفه الاسباب يعودوا للخلاف من جديد، الليلة الماضي رأينا في التلفاز كل منهم يسب على الاخر".

وتتابع ام ابراهيم:" لقد واكبت احداث فلسطين كاملة من النكبة وانكسة والانتفاضات لم نن بأسوء حالا مما نحن عليه الان، ففي البيت الواحد اذا اختلف اخوة يقل الرزق والجميع يطمع في العائلة، فكيف هو حالنا ونحن تحت احتلال"

وللخروج من هذا المأزق كما تقترح ام ابراهيم هو الضغط الشعبي على من اسمتهم " رؤساء فتح وحماس"، تقول:" الحل ان الشعب يقول كلمته و يضغط ويثور على من يتاجر بمصالحة، ففي هذه الحالة يمكن ان يتفقوا".