خبر مصدر: إطلاق الأسيرين الجولانيين مرتبط بتقدم مفاوضات التبادل بين حماس وإسرائيل

الساعة 05:43 ص|17 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

علمت 'القدس العربي' من مصدر فلسطيني مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه انّ قيام السلطات الاسرائيلية بالافراج عن الاسيرين السوريين في ساعة متأخرة من مساء امس الاول الخميس بشكل مفاجئ ودون سابق انذار، جاء بناءً على طلب الوسيط الالماني الذي يلعب دور الوساطة بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) لاخراج صفقة تبادل الاسرى بين الطرفين، والتي بموجبها سيتم الافراج عن حوالي الف اسير فلسطيني مقابل الجندي الاسرائيلي المأسور لدى حماس منذ الخامس والعشرين من شهر حزيران (يونيو) من العام 2006.

واشار المصدر عينه الى انّه وللمرة الاولى تقوم السلطات الاسرائيلية بالافراج عن اسرى من الجولان العربي السوري المحتل، قبل ان ينهوا فترة محكوميتهم. والحديث يجري عن الاسيرين بشر سليمان المقت، عميد الاسرى العرب والسوريين، والاسير عاصم محمود الولي، المحكومين لمدة 27 عاما منذ العام 1985، جدير بالذكر انّ الدولة العبرية التزمت الصمت في ما يتعلق باطلاق سراح الاسيرين ولم يصدر عنها ايّ تعقيب على الموضوع.

وتابع المصدر الفلسطيني قائلا لـ'القدس العربي' انّ اسرائيل تقف الآن في وضع محرج للغاية، اذ انّها تذرعت دائما بانّها لا تعرف شيئا عن مصير الجندي الاسير شليط، ولكن بعد ان قامت حركة حماس بايصال الشريط المصور الى الاسرائيليين بواسطة الوسيط الالماني والذي ظهر فيه الجندي وهو يتمتع بصحة جيدة ويتكلم، زاد الامر من حرج السلطات الاسرائيلية، التي وافقت، وفق المصدر الفلسطيني ذاته، على اطلاق سراح الاسيرين السوريين من هضبة الجولان المحتلة قبل ان ينهيا فترة محكوميتهما لسببين: الاول، انّها تريد عن طريق ذلك ان توجه رسالة حسن نية الى حركة حماس حول استعدادها لتليين موقفها لاخراج الصفقة الى حيّز التنفيذ، اما السبب الثاني، وفق المصدر نفسه، فان ّمرده ان اسمي الاسيرين اللذين تمّ اطلاق سراحهما وردا في قائمة الاسرى التي قدّمتها حركة حماس الى الاسرائيليين بواسطة المصريين، وبالتالي لكي تتخلص من استحقاقات الصفقة ولعدم اثارة الرأي العام الاسرائيلي فانّها قررت اطلاق سراحهما بعيدا عن الاضواء وقبل ان تخرج صفقة التبادل الى حيّز التنفيذ'.

واشار المصدر الى انّ حركة حماس ما زالت مصرة على اطلاق سراح اسرى من الجولان العربي السوري المحتل ومن القدس العربية المحتلة ومن الداخل الفلسطيني، لافتا الى انّه على الرغم من الضغوطات التي تعرضت لها وما زالت تتعرض لها، فانّ موقفها ما زال مبدئيا بالنسبة لهؤلاء الاسرى وما زالت مصرة على ادراجهم في الصفقة، واشار المصدر الى انّه وفق المعايير التي وضعتها حركة حماس لاطلاق سراح الاسرى فانّ اربعين اسيرا من الداخل الفلسطيني، من اصل 150 اسيرا، ملائمون للمعايير، وعبّر عن ايمانه بأن يتم اطلاق سراح اسرى من عرب الداخل، خصوصا من اصحاب المحكوميات العالية، والمسنين.

وقال الاسير المحرر منير منصور، رئيس جميعية اصدقاء السجين والمعتقل، التي اعلنت عنها اسرائيل خارجة عن القانون، لـ'القدس العربي' الجمعة انّ ضابط المخابرات في سجن (غلبواع) شمال اسرائيل توجه الى الاسيرين قرابة الساعة الخامسة من مساء اول من امس الخميس، وقال لهما انّه يتحتم عليهما تحضير نفسيهما لانّه تقرر اطلاق سراحهما خلال عشر دقائق بناءً على قرار من رئيس هيئة الاركان العامة لجيش الاحتلال الاسرائيلي، الجنرال غابي اشكنازي.

وزاد منصور قائلا انّه عندما علم بالامر توجه فورا الى سجن الغلبواع، حيث التقى بالاسيرين اللذين كانا قد غادرا السجن وينتظران العائلات لنقلهما الى بلديهما.

وانطلق موكب الاسيرين بعد اللقاء مع الاهل وجماهير كبيرة من ابناء الجولان، باتجاه العودة الى الجولان ترافقه العشرات من السيارات التي زينتها الاعلام السورية، حيث تدخلت الشرطة الاسرائيلية واعتقلت ثلاثة شبان تم الافراج عنهم جميعا في وقت لاحق.

وفي مطل القنيطرة، حيث اللقاء الاول للاسيرين مع ابناء شعبهم بعد رحلة الاعتقال الطويلة في سجون الاحتلال، كان بانتظارهما المئات من جماهير الجولان ووفود من مدينة القدس وقرى وبلدات الجليل الفلسطيني. وبعد استراحة قصيرة اتجه موكب الاسيرين الى قرية بقعاثا حيث اقامت جماهير الجولان استقبالا يليق باحرار الجولان العائدين من السجون الاسرائيلية، وتحدث الاسيران اللذان حُملا على الاكتاف بتظاهرة كبيرة تقدمها الشيوخ ورجال الدين ومشاركة الاطفال والنساء من ابناء قرية بقعاثا وقرى الجولان المحتل، ورددوا الهتافات والاهازيج الوطنية.

وفي ساحة سلطان الاطرش في بقعاثا تحدث الاسيران الى الجماهير، ونقلا تحيات الاسرى السوريين والفلسطينيين الى ابناء الجولان المحتل، والوطن الأم سورية، والقيادة السورية ممثلة بالرئيس بشار الاسد.