خبر دحلان يستنهض إعلام حركة فتح ويستعين بخبراء لمواجهة حركة حماس

الساعة 06:27 ص|16 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم-تقرير خاص

كثيرة هي محاولات حركة فتح للنهوض بإعلامها خاصة في ظل ثورة الفضائيات للتعبير عن مواقفها للرأي العام الفلسطيني والعربي وكسبه لصالحها خصوصاً عقب فشلها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، في الوقت الذي بذلت فيه جهود كثيرة من خطط واستراتيجيات للنهوض بإعلامها إلا أن ذلك لم يحدث، في الوقت الذي شهد فيه إعلام حركة حماس نهوضاً كبيراً سواءً كان على صعيد الإعلام الفضائي أو الالكتروني أو الإذاعي أو الورقي.

تلفزيون فلسطين وهو التلفزيون الرسمي المعبر عن رأي السلطة وحركة فتح لم يخلو من الانتقادات اللاذعة من قيادات حركة فتح، على ضعفه وأدائه في مواجهة فضائية الأقصى التابعة لحركة حماس. وتحديداً عقب سيطرة الأخيرة على قطاع غزة وأصبح التراشق الإعلامي سمة الإعلام الحمساوي والفتحاوي.

وشكل نجاح محمد دحلان في عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح وتعيينه مسؤولاً عن الإعلام حراكاً جدياً للنهوض بإعلام الحركة لمواجهة إعلام حركة حماس.

وقام دحلان بخطوات للنهوض منها الاستعانة بخبراء من بعض الإعلاميين من حركة فتح وخبراء من خارج الحركة و فتح مكتب كبير يضم خبراء فلسطينيين وشخصيات عربية قريبة من فتح، بالإضافة إلى اعتماد مركزية إعلامية لوسائل الإعلام المختلفة بحيث لا يمكن لشخصية فتحاوية الخروج على وسائل الإعلام إلا من خلال المكتب المركزي، لترشيح الشخص المناسب للحديث بعد معرفة الوسيلة والصحافي وقد لوحظ الهجوم الاعلامي المنظم للحركة خلال الايام الماضية سواء عبر الاحتفالات او المؤتمرات الصحفية أو الخطابات الرنانة لمسؤولي الحركة .

ولا يخفى على أحد أن صورة حركة فتح وخصوصاً عقب وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات بدأت بالتدهور على الصعيدين الداخلي والدولي نظراً لعدة أمور منها عدم وجود وحدة قرار للحركة، وما كان يحدث من فلتان أمني في قطاع غزة قبيل سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، إضافة إلى إعلام حركة حماس القوي في مواجهة حركة فتح، كل ذلك وغيره أوصل السلطة وحركة فتح إلى قناعة بأنهما بحاجة لتحسين صورتهما في الشارعين الفلسطيني والعربي للمرحلة المقبلة حيث لا يتم ذلك إلا من خلال الإعلام.

إعلام مبني على ردات الفعل

وحول هذا الموضوع رأي الكاتب والصحفي مصطفى الصواف رئيس تحرير صحيفة فلسطين اليومية الصادرة في غزة لـ فلسطين اليوم:" أن إعلام حركتي فتح وحماس يدار على ردات فعل وليس على أسس في الوقت الذي من المفترض أن يدار الإعلام على استراتيجيات مرسومة، معتبراً أن أي نجاح يكون مبني على ردات الفعل يكون نجاح مؤقت. فيما الإعلام المبني على استراتجيات معدة سلفاً يحقق نجاحاً لتحقيق أهدافه.

وبالنسبة لمحاولات حركة فتح بالنهوض بإعلامها قال الصواف أنه سيكون مبني على التراشق وهذا لن يخدم إعلامنا الفلسطيني ووضعنا الداخلي بل سيساعد في زيادة الانقسام، مشيراً إلى أن للإعلام دور كبير في تسميم الأجواء بين حركتي فتح وحماس بشأن التوقيع على اتفاق المصالحة عقب فضيحة تقرير جولدستون، نظراً لأسلوب الخطاب الإعلامي من فتح باتجاه حماس والعكس.

وعن لغة مسؤول إعلام حركة فتح محمد دحلان قال الصواف أن دحلان لغته وخطابه يوم أن كان مسؤولاً أمنياً وبعد أن أصبح مسؤولاً إعلامياً الشتم كصفة سائدة وسائدة في خطاب حركة فتح الأمر الذي لن يخدم الوحدة الوطنية والوضع الداخلي الفلسطيني.

من جهته قال الكاتب في صحيفة الحياة الجديدة التابعة للسلطة يحيى رباح لـ فلسطين اليوم:" بلا شك أن من بين النتائج التي أسفرت عن عقد المؤتمر السادس انتخاب قيادة جديدة أكثر حيوية وأكثر التصاقاً بجسم الحركة، موضحاً أن تنظيم حركة فتح يحمل أكبر قدر من الكفاءات على المستوي الأكاديمي والتنظيمي، مؤكداً أن هذه الكفاءات بحاجة إلى إدارة ونوع من التحريك وبث روح الحيوية متوقعاً أن تقوم القيادة الجديدة بهذه الخطوة وخاصة في المجال الإعلامي.

وعن ضعف إعلام حركة فتح أمام إعلام حركة حماس قال رباح:" إن إعلام حركة فتح لم يهدم أمام إعلام حماس بينما واجه إعلام إقليمي ودولي يصرف عليه مليارات الدولارات للنيل من فتح، موضحاً أن الذي يتحدث قناة الجزيرة والعالم باللغتين العربية والانجليزية والبرامج المكلفة التي يدفع لكل حلقة أكثر مما يدفع لتلفزيون فلسطين سنوياً. وأضاف علينا أن نكون شجعان في تشخيص المرض  حتى نشفى منه.

وأكد بأن حركة فتح ستتغلب على موجات العداء المتواصل عليها من هذا الإعلام والعداء المتواصل من خلال التصاقها بالقواعد التنظيمية لها وبث الروح فيهم.

وأشار رباح أننا القيادة في الفترة الأخيرة بدأت تطل يوما بيوم على الأحداث وتواجهها إعلاميا وهو ما لم يكن موجودا في السابق.

وقال بأنه لدينا في حركة فتح إمكانيات ولكنها يجب أن تدار بشكل قوي وهذا ما نتوقعه أن يحدث من القيادة الجديدة، إضافة إلى أنه لابد وأن نبحث عن عناصر كبيرة وقوية ولديها جهد وخبرة في المجال الإعلامي. موضحاً أن الفضائية التي تبث تجريبياً لحركة فتح باسم "الفلسطينية" يجب أن تدار ولا تترك.

وأضاف بأننا في حركة فتح كان لدينا تفكير سابق بل ووضعنا دراسات لاصدار جريدة يومية باسم حركة فتح لكن أكثر ما أصابنا خلال خمسة عشر عاماً مضت أن حسناتنا نسبت للسلطة وأخطاء السلطة تنسب إلينا، ووضعنا كل امكانياتنا وطاقاتنا وجهودنا ضمن منظومة السلطة.

واستدرك قائلاً بعد هذه التجربة علينا أن نتعلم بأن يكون لدينا وسائلنا المستقلة باسم فتح... ولا يجب أن نتحدث تحت عنوان السلطة والمنظمة والكل الوطني. رغم أننا في فتح الدعامة الأساسية لكل هذه المؤسسات.

واختتم بالقول علينا في فتح أن على أنفسنا بصوتنا وبسياستنا.

وفي ظل التراشق الإعلامي الذي كان له النصيب الأكبر في توتير الساحة الفلسطينية وأوصلها إلى ما وصلت إليه من انقسام بحسب متخصصين وإعلاميين وأكاديميين في العديد من ورشات العمل التي عقدت عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة حول واقع الاعلام الفلسطيني، يبقى السؤال المطروح لماذا لم نتعلم من تجارب الماضي ونرتقي بأنفسنا لإعلام هادف يوحد ولا يفرق، يبني ولا يهدم؟