خبر زواحف طائرة سيطرت على الكون قبل الديناصورات

الساعة 05:22 م|15 أكتوبر 2009

فلسطين اليوم: وكالات

كشف بحث حديث أجراه علماء صينيون بالتعاون مع خبير بريطاني متخصص في زواحف التيروصورات أن هذا النوع النادر من الزواحف الطائرة الذي عاش قبل نحو 160 مليون سنة، قد ساعد العلماء على سد فجوة في السجل الأحفوري الذي كان يشكل لغزًا محيّرًا أمام علماء التطور منذ عصر تشارلز داروين. وكان العلماء قد تمكنوا من الكشف عن البقايا الأحفورية لما يزيد عن 20 نوعًا من الزواحف الطائرة (التيروصورات ) في الصين مطلع العام الجاري. وتظهر التواريخ أن تلك الزواحف تلاشت في منتصف العمر منذ مدة تتراوح ما بين 220 إلى 65 مليون سنة، عندما تطوّرت التيروصورات من الأنواع البدائية الطويلة الذيل إلى الأشكال المتقدمة القصيرة الذيل.

وتقول صحيفة الاندبندنت البريطانية في هذا الإطار إن أحدث أعضاء سلالة التيروصورات، هو ذلك الذي أطلق عليه Darwinopterus modularis أو (جناح داروين ) تكريمًا لداروين الذي لُقِب بوالد التطور، قد قدّم أول دليل واضح لإحدى طرق التطور المثيرة والاستثنائية التي تطورت فيها "الوحدات" الكاملة للسمات الجسدية في إنسجام تام بدلاً من التطور في صورة سمات فردية. وتلفت الصحيفة كذلك إلى أن التيروصورات كانت أول حيوانات ذات عمود فقري تطير في الهواء قبل ظهور الطيور الأولى. وكانت تمتلك أصابع ممدودة كان يتم استخدامها في رفرفة طيات الجلد الغشائي الممتد على أرجلهم. وكانت تسيطر تلك الزواحف على الجو، عندما فرضت الديناصورات – التي تنتمي إلى مجموعة مختلفة من الزواحف – نفوذها على البيئات الأرضية.

وتشير الصحيفة إلى أن العلماء الصينيين الذين اكتشفوا وقاموا بتحليل الحفريات الخاصة بتيروصور ( جناح داروين ) قد عملوا مع الخبير الإنكليزي دافيد أونوين، من جامعة ليسيستر، لتحديد الطريقة التي اختلفت من خلالها هذه الأنواع عن من سبقها ومن جاء من بعدها. وخلص الباحثون إلى أن الحفريات أثبتت لهم تطور الوحدات، تلك المرحلة التي تطورت فيها الرأس والعنق لتشبه الأنواع التي ظهرت في وقت لاحق، حيث ظل الذيل الطويل محتفظًا بالهيئة الأكثر بدائية للتيروصورات الأولى.    

وهنا، يقول دكتور أونوين:" جاء تيروصور ( جناح داروين ) ليصيبنا بالصدمة إلى حد ما. فقد كنا نتوقع دائمًا أن نسد الفجوة بوساطة سمات أو ملامح وسيطة مثل وجود ذيل مطول – ليس طويلاً أو قصيرًا – لكن أغرب شيء عن هذا النوع من التيروصورات هو أنه كان يمتلك رأسًا وعنقًا مماثلين لرأس وعنق التيروصورات المتقدمة. في حين أن ما تبقى من الهيكل العظمي، بما في ذلك الذيل الطويل جدًا، كان مطابقًا لتلك الأشكال البدائية".

وتابع أونوين حديثه بالقول :" يكشف العصر الجيولوجي لتيروصور ( جناح داروين) والتركيبة الغريبة للسمات البدائية والمتطورة عن الكثير من المعلومات حول تطور التيروصورات المتقدمة من أسلافها البدائية. لقد تطورت الرأس والعنق أولاً، ثم تطور بعد ذلك الجسم والذيل والأجنحة والرجلين. ويبدو أن الانتقاء الطبيعي كان يقوم بدوره ويغير الوحدات بأكملها ولا يقوم بذلك، كما هو معتاد على نحو متوقع، مع مجرد السمات الواحدة كشكل الخطم ( الأنف والفكان البارزان) ، أو شكل الأسنان".

وتمضي الصحيفة من جانبها لتقول إن التيروصورات قد انقرضت في الوقت ذاته الذي انقرضت فيه الديناصورات، منذ ما يقارب ال 65 مليون سنة، عندما فقدت مجموعات كاملة من الحيوانات أيضًا في عملية انقراض جماعية عالمية.  لكن اختفاء التيروصورات والديناصورات سمح بظهور الثدييات والطيور، التي ملأت المنافذ الايكولوجية في البر والجو.  وختم دكتور أونوين حديثه في النهاية بالقول :" على نحو يصيب بالإحباط، تم تسجيل تلك الأحداث المسؤولة عن جزء كبير من تنوع الحياة التي نشاهدها من حولنا، بصورة نادرة من قبل الحفريات. وقد كان داروين على دراية تامة بذلك، وكان يأمل في أن تساعد تلك الحفريات يومًا ما في سد هذه الفجوات. ويعتبر تيروصور ( جناح داروين ) خطوة صغيرة لكنها ضرورية في هذا الاتجاه".