خبر تركيا تعود لان تكون « الرجل المريض » -إسرائيل اليوم

الساعة 09:56 ص|15 أكتوبر 2009

بقلم: دان مرغليت

 (المضمون: حسب المؤشرات الاخيرة في الساحة السياسية، فان تركيا بالفعل عادت لان تكون كذلك - المصدر).

        لحظة جنون تصيب تركيا بقيادة رجب طيب اردوغان. وهو يتصرف كالمخدر، ويحتاج الى كميات متزايدة من المخدر ذي الرائحة اللاسامية. كل يوم يجلب معه توسيع وباء التحريض. ليس بمعدلات جدول حسابي يعنى بالناقص والزائد. الاختبار هو حسب الجدول الهندسي، المضاعف.

        لعل اردوغان يفكر باستعادة عهد الامبراطورية العثمانية، الذي انتهى في نهاية الحرب العالمية الاولى، ولن يعود أبدا.

        اسرائيل هي كبش الفداء. التشهير بجنودها كما عرض أمس في قناة التلفزيون الرسمية يشكل اداة مركزية في يد الحكم في أنقرة. يبدو أن اردوغان يضغط باتجاه قطع العلاقات بين تركيا واسرائيل، ومعني بان يتخذ القرار في القدس. اردوغان يأمل في أن يؤدي موقفه هذا الى تعزيز مكانته في طهران وفي دمشق ولكنه سرعان ما سيكتشف ان العكس هو الصحيح.

        حتى الان كان له ثمن محدد عال، لانه تظاهر بانه يحرص على ان يبقي بشكل متوازٍ سلوك بلاده بين الاستجابة لجيرانها في محور الشر وبين التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل. أما الان، فما ان ركل القدس على رؤوس الاشهاد فانه سيكتشف انهم في سوريا وفي ايران يهزأون به كسياسي لم يتمكن من المناورة مع الذخر السياسي الوحيد لتركيا، والذي قيمته في البورصة السياسية منوطة بالذات باستمرار الاتصال المتزن مع اسرائيل.

        تركيا اردوغان لا تشبه تركيا التي دورها على مدى التاريخ كان نشر التسامح في المنطقة. ليس فيها مدى السخاء الذي تعاملت به مع اليهود منذ استوعبت في القرن السادس عشر دونا غارتسيا آفر بنال ودون يوسيف نسي اللذين فرت عائلتيهما من رعب محاكم التفتيش المسيحية في البرتغال. هي عنيفة ووحشية، وآتاتورك الذي حلم بضمها الى العصر الحديث يتقلب في قبره أغلب الظن.

        سياسيون اوروبيون ذوو قامة وصفوها على مدى سنين عريضة بانها "الرجل المريض في البوفور". حسب المؤشرات الاخيرة في الساحة السياسية، فانها بالفعل عادت لان تكون كذلك.